"أطباء بلا حدود": كورونا يهدد أكثر من مليون نازح عراقي

أكدت منظمة "أطباء بلا حدود"، الثلاثاء، أن أكثر من مليون عراقي نازح ويعيشون في مخيمات مكتظة معرضون بشدة للإصابة بفيروس كورونا، في حين كشفت "مفوضية حقوق الإنسان" في العراق عن إصابة أكثر من ثلاثة آلاف من الملاكات الطبية بالوباء.


ونقل موقع «فويس أوف أميركا» في تقرير عن منسقة منظمة «أطباء بلا حدود»، تيتيانا بيليبينكو قولها إن «في المخيمات التي توفر فيها منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية، تزدحم العائلات داخل خيام مفردة وتفتقر إلى مرافق النظافة المناسبة».
وأضافت أن «الاختلاط مع سكان المخيم الآخرين هو مهمة يومية لا يمكن تجنبها، وبدون مساعدة كافية، لا خيار أمام الناس سوى الخروج والبحث عن أي عمل لدعم أسرهم، على الرغم من معرفة زيادة خطر الإصابة بالعدوى».
وطبقاً للمنظمة، فقد تأكدت بعض حالات الإصابة بفيروس كورونا داخل المخيمات التي تنشط فيها المجموعة، وأن أولئك الذين يغادرون المخيمات لأداء وظائف خارجية يخاطرون بإعادة الفيروس، كما أن من الصعب للغاية على اللاجئين حماية أنفسهم من تفشي وبائي كبير محتمل.
مسؤولو الصحة، أكدوا أن «الاشخاص الذين يعانون من حالات صحية أخرى، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، معرضون بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا».
وشددت منظمة «أطباء بلا حدود» على أن «من الأهمية بمكان أن يحصل الأشخاص في المخيمات على رعاية من فيروس كورونا وتوفير الخدمات الصحية المنتظمة، ولكي تستمر المنظمة في العمل في جميع أنحاء البلاد وتستجيب بشكل ملائم للاحتياجات الصحية، يجب أن تظل إمكانية الوصول والتنقل مفتوحة».
في الأثناء، أكدت «مفوضية حقوق الإنسان» (خاضعة لرقابة البرلمان)، أمس، أن نسبة إصابات الملاكات الطبية بكورونا كبيرة قياسا بباقي الدول، مبينة أنها سجلت حتى 27 حزيران/ يونيو الماضي، 3136 حالة.
وقال عضو المفوضية علي البياتي في تصريح لوسائل إعلامية حكومية، أن «المفوضية تراقب من خلال فرقها الرصدية مجمل الإصابات التي حصلت بين الملاكات الصحية والطبية بالبلاد منذ بدء الوباء حتى الآن»، لافتا إلى أن «الإصابات بلغت نسبتها 6،6%».
وأضاف أن «هذه النسبة كبيرة قياسا ببقية الدول»، لافتا إلى أن «المفوضية سجلت إحصائية دقيقة بالأعداد منذ بدء الوباء لغاية السابع والعشرين من حزيران الماضي، إذ بلغ عدد الإصابات بين الملاكات الطبية والصحية التمريضية 3136 إصابة، من بينها 25 وفاة».
وتابع أن «الإصابات توزعت بواقع إصابة 633 طبيبا و9 حالات وفاة، أما الصيادلة فتم تسجيل 177 إصابة بينهم، وحالة وفاة واحدة، بينما بلغ عدد الإصابات بين أطباء الأسنان 48 إصابة، ووصلت إصابات الملاكات التمريضية إلى 1558 إصابة، من بينها 9 وفيات، فضلا عن تسجيل 262 إصابة بين الملاكات المختبرية وحالة وفاة واحدة، أما إصابات الملاكات الأخرى فبلغت 458 إصابة و5 وفيات».

ودعا البياتي وزارة الصحة إلى «اتخاذ اللازم على الفور بهذا المجال، من خلال إجراء فحص دوري لهم وتنظيم دوامهم بالتناوب وليس بشكل مستمر، لغرض حمايتهم وتقليل الاختلاط بين المصابين والآخرين، وعزلهم في حال تأكد إصابتهم».
يأتي ذلك بالتزامن مع افتتاح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مستشفى «الحسن المجتبى» في محافظة كربلاء، خلال زيارة أجراها إلى المحافظة.


تنفيذ مشاريع

وقال الكاظمي وفقاً لبيان حكومي، إنه «كما وعد المواطنين فإنه سينفذ جميع المشاريع المتلكئة»، مشددا على أن «الحكومة ستسحب العمل من المشاريع متلكئة الأخرى».
وزير الصحة حسن التميمي، أعلن أن الوزارة تعمل على إنجاز جميع المشاريع المتلكئة التابعة لها بجميع المحافظات.
وقال، في مؤتمر صحافي، خلال افتتاح المستشفى التركي في كربلاء، إن المستشفى التركي الذي افتتح الثلاثاء في كربلاء تأخر 11 عاما، وبات اليوم جاهزا لاستقبال المواطنين بسعة 492 سريرا، 70 سريرا للعناية المركزة، بالإضافة الى قسم خاص بمرضى السرطان، ومجهزة بأحدث الأجهزة».
وأضاف أن «الوزارة تعمل على إكمال المشاريع المتلكئة التابعة لها والمنفذة من قبل عدة شركات من ضمنها الشركات الأسترالية، حيث سيعاود العمل في المستشفى الألماني في النجف والتركي في ذي قار والمستشفيات التي تنفذها الشركات الأسترالية لإكمالها وافتتاحها في الفترة المقبلة».
وزاد: «نعمل بشكل متواز لتوفير سعة سريرية لمواجهة جائحة كورونا، حيث ستفتح قريبا مستشفيات واطئة الكلفة في واسط وديالى والبصرة والديوانية»، مؤكداً «التنسيق مع وزارة الصناعة لتوسعة المعامل وافتتاح معامل جديدة لزيادة الانتاج بمادة الأوكسجين ليصبح للعراق في اكتفاء ذاتي من هذه المادة».
إلى ذلك، تسلمت السلطات العراقية، الدفعة الثانية، من المساعدات التركية الطبية، مكونة من حوالي مليون قطعة من موادّ طبّية وقائيّة، لمواجهة فيروس كورونا.


دعم جهود الحكومة

وأعلنت الخارجية العراقية، في بيان، وصول شحنة مُساعدات طبّية، مشيرةً إلى أنها اتخذت وبالتنسيق مع وزارة الصحّة جملةً من الإجراءات العاجلة في مجال تلقّي المُساعَدات والمُبادَرات الطبّية الوقائيّة التي تُقدّمها بعض الدول الشقيقة، والصديقة، وبعض المُتبّرعين ضمن دعم الجُهُود الحُكُوميّة لمُواجَهة فيروس كورونا المستجد. كما قال المُتحدّث باسم الوزارة، أحمد الصحاف إن «الشحنة مكونة من كمامات، وبدلات وقائية، ومناظير جراحيّة، ووقاء الوجه، تصل لحوالي مليون قطعة»، لافتاً إلى أن الوزارة نسّقت عمليّة التبرّع، ونقل الموادّ من أنقرة حتى وُصُولها إلى الجهات الحُكُوميّة العراقيّة المُختصّة؛ وتمّ تسليمها أصوليّاً. وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، قد أعلنت مطلع تموز/ يوليو الجاري، وصول طائرة تركية إلى مطار بغداد الدولي تحمل على متنها مساعدات طبية لمكافحة فيروس كورونا.
وتأتي شحنات المساعدات التركية إلى العراق لمواجهة وباء كورونا، إذ يملك البلد بنية تحتية محدودة في قطاع الصحة جراء عقود من الحروب وعدم الاستقرار والفساد، ما يثير مخاوفاً من انهيار النظام الصحي.

وكانت الرئاسة التركية، أعلنت في 28 حزيران الماضي، إرسال قافلة مساعدات طبية إلى العراق، لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا.
وغرد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قائلاً «يجري تجهيز الإمدادات الطبية بتعليمات من رئيسنا رجب طيب أردوغان، وآمل أن ينطلق قريباً»، مضيفاً أن بلاده ستكون بجانب التركمان والعراقيين دائماً.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,621,461

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"