انتقل إلى رحمة الله تعالى وزير دفاع العراق في العهد الوطني، الفريق الأول الركن سلطان هاشم أحمد الطائي، إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، خلال أسره في سجن الحوت بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار في جنوب العراق.
والفقيد الكبير من مواليد عام 1945 في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى بشمال العراق.
يعدُّ الراحل البطل من أكثر القادة العسكريين الأكفاء في العراق ومحلَّ حب وتقدير جميع العراقيين، عسكريين ومدنيين، لما يحمله من خصال نبيلة في التواضع والنزاهة والكفاءة والخلق الرفيع.
شغل منصب وزير الدفاع عام 1996، وبقي فيه حتى احتلال البلاد عام 2003.
وكان الفريق الأول الركن سلطان هاشم أحمد قائداً عسكرياً محنكاً وبارزاً، ساهم بجدارة وشجاعة في كل الحروب التي خاضها العراق من خلال مشاركته في رد العدوان الإيراني بين عامي 1980 و 1988، وفيما بعد في معركتي أم المعارك عام 1991 والحواسم عام 2003.
تخرج من الكلية العسكرية في بغداد عام 1964 ومن كلية الأركان العراقية عام 1976.
حين تخرج من كلية الأركان، عين بمنصب آمر فوج تابع للواء الخامس/ الفرقة الرابعة، بعدها تسلم منصب آمر لواء، ثم قائد فرقة، كما تسنم قيادة كل من الفرق التالية 18 - 15 - 5 - 4 - 8 ، وتسلم كذلك مسؤولية قيادة عدد من الفيالق، من بينها الفيلق الأول والخامس والسادس والرابع في الجيش العراقي، وكان عضواً في القيادة العامة للقوات المسلحة.
إبان معركة أم المعارك، كان يتولى منصب معاون رئيس الأركان لشؤون العمليات، حيث استمر في هذا المنصب حتى عام 1993.
شارك في دورات عسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، كما عمل أستاذاً في الكلية العسكرية العراقية.
يعدُّ الفقيد الكبير من ألمع أبطال معارك القادسية الثانية (الحرب العراقية الإيرانية)، حيث نال على بطولاته الفذة العديد من النياشين والأوسمة والأنواط التكريمية، من بينها وسام الرافدين من النوع العسكري ومن الدرجة الأولى ووسام القادسية وسيف القادسية، ونال لقب بطل القادسية، وعشرات أنواط الشجاعة.
ترأس الوفد العراقي خلال مفاوضات وقف إطلاق النار مع قوات العدوان الثلاثيني عام 1991 فيما يعرف باسم "مفاوضات خيمة صفوان".
كما عُيّن في منصب محافظ محافظة نينوى عام 1994.
وفي عام 1995 عُيّن في منصب رئيس أركان الجيش العراقي.
في عام 1996 تولى منصب وزير الدفاع، وبقي فيه حتى غزو العراق عام 2003.
أسرته قوات الاحتلال الأميركي في أيلول/ سبتمبر 2003، وسلّمته إلى محاكم العملاء لينتقموا منه لمواقفه البطولية ضد العدو الفارسي وتصديه للمحتلين.
إلى رحمة الله تعالى وغفرانه أيها السيف الذي لم تثلمه الملمّات، والبطل الذي حافظ على شرف المسؤولية وأمانة الرجال الرجال.
وداعاً أبا أحمد، ونسأل الله أن يكون مستقرّك الفردوس الأعلى من الجنة، فقد أدّيت الأمانة ودافعت عن العراق والأمة حتى أتاك اليقين، فجزاك الله خير الجزاء عما قدّمته لوطنك وشعبك وأمتك.