في ذكرى الاهرام، أقدم الصحف العربية

محسن حسين
تلقيت من القاهرة، اليوم، نسخة من صحيفة الاهرام المصرية عدد يوم الاربعاء 5/ آب/ أغسطس خصص صفحتين لمواضيع بمناسبة مرور 145 عاماً على صدور اول عدد منها عام 1876.


وكما قال العاملون فيها في واحد من مواضيع المناسبة ان الاهرام (زعيمة الصحافة) وهي كذلك من حيث العمر ومن حيث التاثير في الفكر والسياسة والمعلومات وانها على مدى التاريخ (احتفظت بثوابتها لكنها تتطور مع الأجيال) كما يقول الصحفيون العاملون فيها الان.
استطيع القول ان كل الصحفيين العراقيين تابعوا الاهرام وتعلموا منها وحاولوا بشكل او اخر ان ينهجوا نهجها وكنت واحدا منهم.
وتاريخ صدور العدد الاول من الاهرام عام 1876 يذكّرني ان صحيفة الزوراء العراقية قد صدر العدد الاول منها قبل ذلك التاريخ بسبع سنوات اي في عام 1869 مع التحقظ على شكل وهدف كل منهما.
واذا كان من ينسب له اصدار الزوراء العراقية هو الوالي مدحت باشا فان والي مصر محمد علي باشا هو الذي اصدر الوقائع المصرية وهي صحيفة مماثلة للزوراء من حيث المضمون ونشر الفرمانات والاوامر العثمانية وغيرها. وعلى هذا لااساس فان صحيفة الاهرام تختلف عن الصحيفتين من حيث الشكل والمضمون.


لبنانيان أصدرا الاهرام
ومن المهم الاشارة هنا الى ان شقيقين من لبنان هما سليم وبشارة تقلا هما من اسس الاهرام المصرية وما زالت الاهرام تحمل في صفحتها الاولى اسميهما.


في القاهرة تعرفت على هيكل وبهاء
وخلال عملي في القاهرة بين عامي 1972 و1976 مديرا لمكتب وكالة الانباء العراقية (واع) كانت لي علاقات جيدة مع العاملين في الاهرام.
وقبل ذلك التاريخ بسنوات تعرفت على اشهر رؤساء تحريرها محمد حسنين هيكل في لقاءات خلال مؤتمرات القمة العربية في القاهرة والاسكندرية والدار البيضاء وفاس لكن علاقاتي كانت اقوى مع خلفه الكاتب اللامع احمد بهاء الدين الذي كنت واياه نتزاور في شقته في الجيزة او شقتي في الزمالك.
وذهبت معه عدة مرات الى مبنى الاهرام ولاحظت كيف ان المبنى يضم مكاتب لكبار الكتاب في مصر مع سكرتارية لهم سواء حضروا ام لم يحضروا وكان لاحمد بهاء الدين مكتب خاص قبل ان يعينه الرئيس انور السادات رئيسا لتحرير الاهرام.


رئيس التحرير يشكو
واذكر انه في احد لقاءاتنا مع احمد بهاء الدين شكا لي إنه يعاني من عدم استطاعته إرضاء العاملين معه في الأهرام بتزويدهم بالإخبار المهمة كما كان يفعل سلفه محمد حسنين هيكل.
وقال إنه بعد أن يعود من لقائه الأسبوعي لرئيس الجمهورية أنور السادات وهو تقليد متبع في مصر يلتف حوله رؤساء الأقسام في الصحيفة لسماع الأخبار التي حصل عليها لنشرها في عدد اليوم التالي لكنه كان دائما يخيب آمالهم.
وقال إنه كان يقضي وقته مع رئيس الجمهورية في حوارات سياسية ولم يخطر بباله أبدا أن يسأله عن خبر ما كما كان يفعل هيكل في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وفي أوائل عهد السادات.

والذين يعرفون أحمد بهاء الدين يعرفون إنه من بين أذكى وأكفأ الكتاب المصريين في القرن العشرين لكنه يختلف عن هيكل أن أساس عمله الصحفي ليس الخبر إنما المقال السياسي والثقافي وبالتحديد العمود الذي كان يكتبه كل يوم في الصفحة الأخيرة من الأهرام وينشر في عدة صحف عربية في وقت واحد في حين بني هيكل مجده الصحفي على الخبر والتقرير الإخباري منذ أن كان مراسلا صحفيا لمجلة آخر ساعة وصحيفة أخبار اليوم ثم عمله في الأهرام رئيسا للتحرير حيث كانت مقالاته الأسبوعية لا تخلو من أهم أخبار القيادة المصرية.


مقالات بالمناسبة
ونعود الى عدد الاهرام في ذكرى صدورها فنجد في الصفحة السادسة:
** سياسة تحرير (زعيمة الصحافة)
** احتفظت بثوابتها لكنها تتطور مع الأجيال.
** خليل مطران يكشف وصايا بشارة تقلا بالالتزام بالصدق والاخلاص في النصح
** طه حسين: الصحيفة سجلت الثورة والاحتلال واسلوبها يتسم بالبساطة والوضوح
وفي الصفحة السابعة:
** مراسلو الاهرام والانفتاح على العالم
** سليم تقلا .. مسيرته وجهت الصحيفة عقودا
---
وأخيراً تحية لصحيفة الاهرام في ذكرى تأسيسها.


comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,623,922

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"