مأساة إنسانية بانتظار سكان "حديثة" المحاصرة

قالت مصادر عراقية من مدينة حديثة في محافظة الأنبار بغرب العراق ان السكان، البالغ عددهم نحو 120 ألفاً، يواجهون ظروفاً معاشية صعبة جراء حصار متواصل عليهم منذ نحو سبعة أشهر.

واكدت المصادر لوجهات نظر ان المواطنين يعانون من حصار مزدوج يفرضه تنظيم الدولة الاسلامية الذي يريد اقتحام المدينة وحصار عصابات القوات الحكومية والميليشيات، التي تقف متفرجة على مأساة الأهالي.

وذكرت المصادر ان المدنيين يعانون من شحة المواد الغذائية والطبية، مشيرين الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية بشكل غير معقول، حيث وصل سعر كيس الطحين من وزن 50 كيلوغرام إلى نحو ربع مليون دينار عراقي (نحو 220 دولاراً) فيما فقد حليب الأطفال من السوق نهائياً.

وعن الوضع الصحي الذي يعانيه سكان المدينة، قالت المصادر ان مستشفيات المدينة تخلو من أية أدوية لعلاج الحالات الصعبة، كما ان الأطباء لا يستطيعون إجراء عمليات جراحية لانعدام المخدر وكميات الدم التي نفذت من مصرف الدم.

وبخصوص الوضع المعاشي أشارت المصادر إلى ان الموظفين الرسميين لم يتسلموا رواتبهم منذ نحو أربعة أشهر، ما ساهم في زيادة الضغوط المعاشية على المواطنين في ظل الارتفاع الجنوني بالأسعار، مشيراً غلى مغادرة ميسوري الحال فيما بقي عموم السكان في مواجهة المحنة.

وقالت المصادر ان المياه النقية الصالحة للشرب غير متوفرة في المدينة منذ أسابيع لانعدام مواد التعقيم الضرورية.

وتفنيداً لما أعلنته سلطة المنطقة الخضراء من انها أوصلت معونات غذائية وطبية لأهالي المدينة قال مصدر من داخل مدينة حديثة ان هذه المساعدات وصلت الى العناصر الموالية للسلطة العميلة في المدينة فقط، فيما ترك عموم الأهالي يعانون أشد معاناة جراء الظروف التي يعيشونها.

وروى مصدر من داخل المدينة ان بعض العوائل تعيش على مخزوناتها من التمر منذ ثلاثة أسابيع بسبب الحصار المزدوج المفروض عليهم، فيما أكد ان عائلته تعيش على التمر والماء فقط منذ أسبوع.

وأوضح انه بسبب هذه الظروف فإن أي محاولة لإغاثة الأهالي مستحيلة بسبب انقطاع الطرق الى المدينة، مما يجعل المدينة وأهلها في مواجهة المصير المأساوي الذي ينتظرهم، وسط إصرار من سلطة المنطقة الخضراء على عدم التحرك لفعل أي شيء لأسباب طائفية معروفة.