يا ظريف الطول وَلّى زمنك وزمن ولاية الفقيه

بدر الدين كاشف الغطاء
أصبحت إقالة أو إستقالة جواد ظريف وزير الخارجية الايراني مطروحة في الأروقة السياسية في إيران بانتظار ما تسفر عنه الاسبوعين القادمين من نتائج حول طلب أميركا إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران.

فمنذ توقيع الإتفاق النووي المسمى رسمياً (خطة العمل الشاملة المشتركة) في تموز 2015، والولي الفقيه ومعه جوقة المتشددين يلقون تبعات كل فشل في تحقيق المنافع من الاتفاق النووي على المفاوض الرئيسي وزير الخارجية جواد ظريف، وأخيرا إكتشف الولي الفقيه أن قبول ظريف بالمادة (37) من خطة العمل واستخدام أميركا للمادة، رغم خروجها من الاتفاق، لإعادة جميع العقوبات الدولية على ايران كان خطأً جسيما لا يغتفر، وبدا لهم أن ظريف كان مغفلاً عندما استطاع وزير الخارجية الأميركي وقتها جون كيري أن يمرر عليه هذه الفقرة التي اعطت لجميع موقعي خطة العمل صكاً على بياض لإعادة جميع عقوبات قرارات مجلس الأمن السابقة بإشعار بسيط يقدم إلى رئيس مجلس الأمن.
والسؤال هو:
هل كان ظريف هو المغفل أم النظام السياسي (ولاية الفقيه) هو المغفّل عندما ركبته أحلام إعادة مجد امبراطورية مجوسية عفا عليها الزمن؟
لقد استخدم نظام ولاية الفقيه، منذ وصوله للحكم عام 1979 كل أساليب الخداع والتضليل والتدليس في علاقاته الداخلية والخارجية، تقوده عقيدة فاسدة سماها (التقية) تجعل من الكذب والنفاق تقوى وورعاً وعبادة! فكان يدعي العمل لتحرير فلسطين من أجل ان يحتل بغداد، ويدعي حرمة انتاج واستخدام الاسلحة النووية بينما كان ضالعاً في برنامج لإنتاج الأسلحة النووية، وكان يدعي الدفاع عن الإسلام وهو يعمل على شق صف المسلمين ونشر الطائفية البغيضة، ووافق على أن يفرض عليه الاتفاق النووي عقوبات تسليحية بضمنها منع سليماني من السفر، لكنه انتهك الاتفاق بتصدير أسلحته لنشر الفوضى في الوطن العربي وبجولات سليماني في المنطقة يزرع القتل والدمار فيها، حتى ضجت المخابرات الايرانية من جرائم سليماني في العراق وخاصة في جرف الصخر والصقلاوية (انظر تقارير المخابرات الإيرانية التي سرّبتها نيويورك تايمز ولم ينف النظام الايراني صحتها)، وقائمة انتهاكات إيران للقانون الدولي تطول.
وها هي لعبة الخداع ونظرية (الفرصة والقدرة) تصل إلى مداها ليواجه الولي الفقيه مصيره المحتوم في قادم الأيام.
وهذا نداء الى شعوب إيران أن استعدوا لإبدال هذا الحكم المتعفن، بنظام ديمقراطي تعددي تشارك فيه كل الشعوب الإيرانية، ونداء إلى شعب العراق أن استعدوا للانقضاض على ذيول إيران عندما تحين الساعة، ونداء إلى العرب أن تمسّكوا بقضيتكم المركزية، فلسطين، ولا تقبلوا المساومة عليها، فالمساومة على المبادئ خسارة في الدنيا وذلّ في الآخرة، والله المستعان.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,066,216

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"