المليشيات الصفوية والتواطؤ الأميركي

لطيف السعيدي

الإرهاب المجوسي الشعوبي بدأ بقتل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومنه استمر مسلسل الإرهاب الشعوبي على العرب والإسلام بقيادة الفرس المجوس ، مرتدياً أثواباً متعددة ومتنوعة حسب الحاجة والمكان والزمان لمصلحة شعوبية الشرق الصفراء، ثم الغرب لمواجهة عدو مشترك واحد هو (العرب والإسلام) ذلك منذ أن تكونت الشعوبية ، ثم العصرالصفوي الأول ، الذي أنتجته المجوسية الشعوبية والصهيونية العالمية ، كما ذكرنا ذلك في مقالات سابقة.

(وإذا جاءوكم قالوا ءامنّا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به ، والله أعلم بما كانوا يكتمون)٦١ المائدة .

نتكلم إبتداءً عن جريمة كبرى إرتكبتها الشعوبية بقيادة الفرس المجوس ، قبل أكثر من ١٢٨٤سنة هجرية ، لإتهام العرب بها ،  وإتخاذها أداة لشق الصف العربي والإسلامي ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ( لنربطها مع ما يجري اليوم من إرهاب وإحتلال في بلادنا مقصود ومدروس بدقة عالية ، وتعاون أميركي صهيوني صفوي ، حقداً وبغضاً للعرب والإسلام ، وما أشبه اليوم بالبارحة )، ذلك ما يتطابق اليوم مع تطلعات الإدارات الأميركية  والصهيونية العالمية وأعداء العرب والإسلام من الغرب والشرق .  

لو تحرينا وفتشنا في كتب التاريخ ، لأدركنا لماذا قتل الحسين رضي الله عنه ، ولمصلحة من قتل ، وكيف قتل. 

وبإختصار شديد:

لمّا وصل الحسين العراق ، ونزل أرض كربلاء على مقربة من الكوفة ، بعد رسائل الدعوة والمبايعة التي وصلته من أهل الكوفة الغدرة.

حينئذٍ أدرك غدرهم بأبيه وأخيه  ( ثم إبن عمه مسلم بن عقيل ، بعد أن صلى وراءه رياءاً ونفاقا ثمانون ألف رجل  ، جلهم من الأعاجم الشعوبيين ، الذين غرًّّروا به ، وأرسل رسالته الشهيرة إلى الحسين رضي الله عنه ، يستحثه القدوم ، وذلك أعلى درجات سبق الإصرار على الجريمة النكراء ، نتيجة الحقد والبغض الذي يجول في صدورهم على العرب والإسلام ، الذي أنهى إمبراطوريتهم ، وقضى على خرافاتهم وأغلق دكاكين شعوذتهم ). 

وشاهد الحسين موقف أهل الكوفة الأعاجم الشعوبيين المراوغ ، وخذلانهم له ولأهل البيت.

وهذا ما يثبت صحة قول عبدالله بن عباس له ، معارضاً سفره إلى العراق، وكذلك قول الفرزدق له ( قلوب الناس معك وسيوفهم مع عبيدالله بن مرجانة )، ونصحه آخرون من الصحابة بعدم الخروج . 

وبعد أن رأى تلك المراوغة والغدر ، خاطبهم رضي الله عنه ، طالباً منهم أحد الخيارات الثلاث ، ١- العودة من حيث أتى . ٢- أو الذهاب إلى الشام لمقابلة إبن عمه يزيد ، ليرى ما يفعل . ٣- أو الذهاب إلى القسطنطينية للقتال فيها.

وكاد عبيدالله بن زياد أن يوافق ، ولكن أخواله الفرس وشمر بن ذي الجوشن أحد حواري علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،  رفضوا ذلك بشدة

لمصلحة المجوس الشعوبيين ، الذين كانوا يحكمون الكوفة من خلال إبن أختهم عبيدالله بن زياد وأمه مرجانة بنت كسرى. 

آ- أسباب قتله:

١- أن الحسين سيد العرب بلا منازع ، فهو عربي من قريش هاشمي ، بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وإبن فاطمة رضي الله عنها ، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما له من حب وإحترام في نفوس العرب والمسلمين.

فقتله يعني إثارة الفتن التي لا تنطفئ، وهذا ما يريده الشعوبيون للعرب والإسلام .

٢- تفريقاً للإسلام ، الذي وَحَّدَ صف العرب ، وأنهى دولة المجوس الكسروية ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معنى الحديث ( لا كسرى بعد اليوم ).

٣- إتخاذ قبر الحسين مازاراً للشعوبية ، وعلى رأسهم الفرس ، ليضاهوا به مكة والمدينة وليبقى العراق مرتبطاً بالدولة الفارسية ، كما في عصر الدولة الأخمينية ، وما تلاها من عهود قبل الإسلام.

٤- إتخاذ قبر الحسين رضى الله عنه ، ذريعة  للتوسع في بناء القبور المفتعلة ، وزيادتها طبقاً لفلسفة القبور الفارسية وخرافاتها ، بشكل يغطي كل المدن والحواضر العراقية إمتداداً إلى دول الجوار، وإتخاذها مورداً مالياً مهماً للدهاقنة والبراهمة الشعوبيين ، ومصدر رزق دائم لشريحة تدعي الإسلام ، قسم منها على دراية والبعض مغفّل ، ثم للمجوسية الصفوية والآن الصفوية الجديدة. 

٥- جعل العراق مصدراً  دائماً لمشاكل العرب والإسلام حيث الطائفية المقيتة ، التي دائماً يتغلب عليها الشعب العراقي الواحد ويتجاوزها ، رغم إثارتها بالتعاون الصهيوني الفارسي الشعوبي الصفوي ، كما حصل في العقود الأخيرة ، حيث إحتلت أميركا العراق ، بتعاون مع العدو الصهيوني والإيراني الصفوي ، ولا يزال العمل على الطائفية مستمرا ، ليس في العراق فقط ، بل في العالم العربي والإسلامي لأجندة أميركية صهيونية مجوسية صفوية قذرة . 

 ب- نستنتج من ذلك أن الحسين قتل لمصلحة الفرس المجوس وشعوبيتهم. 

ج- أما كيفية قتله رضي الله عنه:

لاشك أن من قتله ، أولئك الذين بعثوا إليه الرسائل وإستقدموه ، الذين غدروا بإبن عمه مسلم ، كما غدروا بأبيه وأخيه من قبل ، وهم أهل الكوفة ، وفي غالبيتهم العظمى أعاجم شعوبيون تابعون لبلاد فارس وغيرها من بلاد الشرق ذات الديانات المجوسية والزرادشتية والهندوسية والبوذية وغيرها من الأديان، الحاقدة الباغضة للعرب والإسلام.

أما إتهام العرب بقتل الحسين رضي الله عنه ، فباطل وكذب وإفتراء ولا يصح قبوله أبدا ، ويثبت ذلك واقع الكوفة أنذاك رعية وراعي ، فكانت القبائل العربية تعيش خارج الكوفة ، وهم أصحاب إبل ومواشي ، أو فلاحون على أطراف المدينة ، ولا يوجد فيهم من يقرأ ويكتب حتى يبعثوا الرسائل.

ثم غُرِّرَ بهم ودفعوهم للقتال بكذبة وفِرْيَة ، على أن الرَّجلَ المُحارَب خارجي ، وليس الحسين بن علي رضي الله عنهما ، والتاريخ يعيد نفسه ، كما يحصل الآن في العراق وبعض الدول العربية ، ونحن في القرن الواحد والعشرين وتكنولوجيا الإعلام التي جعلت العالم قرية واحدة. 

ومع ذلك فأميركا حاربت العراق ، في عام ١٩٩١ميلادية ، بغرق بطة في مياه الخليج العربي ، وكذبة سرقة حواضن الأطفال بعد إنتزاعهم منها بزعمها، ورميهم لملاقاة مصيرهم المحتوم.

 ثم جريمتها الكبرى ، غزو العراق ٢٠٠٣ ميلادية ، بكذبة أسلحة الدمار الشامل ، وعندما إنفضح أمرها وأمر حلفاءها وأممها المتحدة ، إدعت القضاء على الدكتاتورية لتحل محلها الديمقراطية ، وإذا بها ديمقراطية إرهاب وإغتصاب وتهجير وسلب ونهب للثروات والممتلكات ، وتمكين إيران الشعوبية الصفوية الجديدة من العراق ، لتحارب العرب والإسلام في خندق واحد مع الكيان الصهيوني وإيران الصفوية ، تحت شعار كاذب مفضوح ، بدعوى (القاعدة وداعش) وغيرها من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وهناك من يصدقها ، فكيف كان حال العرب والمسلمين قبل ١٢٨٤ سنة هجرية عندما قتل الحسين؟ .

أميركا تدعم إيران الصفوية في العلن والسر ، فضيحة إيران غيت يعرفها الداني والقاصي، وتسليمها العراق على طبق من ذهب وغيرها وغيرها وغيرها.....الخ.  

وهي تعلم أن إيران ومليشياتها رأس الأرهاب وداعمته ومدربته، وشريكتها في دعم الإرهابيين القتلة واللصوص في المزبلة الخضراء ، أولئك الذين تدربوا على الإرهاب في إيران وعواصم أخرى وبعلم أميركا.

هذا وقد أعلنت أميركا وحليفتها إيران شريكة الكيان الصهيوني في الإقليم ، دعم الإرهابي نوري المالكي وشلته الإرهابية ، بالأسلحة المتطورة لإرهاب العراقيين وإخضاعهم لعصابة المالكي الإرهابية المعروفة لدى كل العالم على مستوى الحكومات والشعوب والمنظمات الدولية.

أميركا تعلم علم اليقين أنه لا يوجد إرهاب في العراق ، وأهل المحافظات الستة ، عرب مسلمون. الحق واضح في مطالبهم وضوح الشمس ، ولا يوجد بينهم قاعدة ولا داعش. 

وتعلم أن مصدر الإرهاب في العراق والإقليم المليشيات الصفوية ، التي  تفجر وتغتصب وتسرق وتنهب وتقتل. والبيان جاهز بعلم أميركا ( الوهابيون ، السلفيون ، الصداميون ، البعثيون ) ، والفِرْيَة الجديدة التي خلقتها أميركا والكيان الصهيوني وإيران ( الدولة الإسلامية ، داعش ) وهذا كذب وإفتراء على الله ، ومن ثم على الإنسانية ، للإنتقام من العرب والإسلام ، الذين يقاتلون دفاعاً عن أوطانهم ودينهم وأعراضهم وحواصلهم ،( التي إستباحتها أميركا ومن والاها بحجج واهية وذرائع كاذبة سئمتها العقول السليمة ) ، وهذا ما نصَّت عليه الشرائع السماوية وكفلته لهم القوانين الوضعية .

وأميركا تعلم أن الفارسي الصفوي مقتدى الصدر زعيم مليشيا المهدي ، هو مَن قتل مَجِيد الخوئي ، الذي بعثته أميركا إلى النجف في بداية الغزو ، للقيام بتهيئة المرجعية الدينية الشيعية والتعاون معها لتنظيم وإصدار الفتاوى والترتيبات الأخرى المؤيدة والحامية لقوات الإحتلال الأميركي ومن ولاها.

مجيد الخوئي إيراني الأصل ومن تُرْكِها ، مولود في العراق ومقيم فيه سابقاً ، وأخيراً أقام في بريطانيا ، وهو مقرب جداً من أية الله العظمى السيستاني ، وهو رجل قوي مثقف وجريء ، ويدرك كيف يعمل لما يريد ، وله إرتباطات دولية عالية المستوى ، ويهابه كثير من مراجع الشيعة ، وكان على خلاف مع الحكم الصفوي في إيران.

قبل الغزو الأميركي للعراق تحسنت علاقاته مع الصف الأول من القيادة الإيرانية الصفوية ، وكان مجيد رجل أميركا الأول قبل أن يقتل في مرقد الإمام علي رضي الله عنه ، ومع ذلك غضَّت أميركا الطرف عن مقتدى إتفاقاً وتواطئاً مع إيران ، لأجندة معروفة طمعاً في مليشياته وأمثالها ، لحرب طائفية منظورة على الأبواب ، ليس في العراق فقط ، بل في البلاد العربية ، وربما تشمل دول أخرى غير عربية ، لتصفية حساب قديم مع العرب والإسلام ، وهذا هو نهج السياسة الأميركية ، تدعم الإرهاب خارج أراضيها وخاصة ضد العرب والإسلام لمصلحة معينة ، وما يتجه إليه مجلس الشيوخ الأميركي للموافقة على تزويد الإرهابي نوري المالكي بشكل عاجل  بطائرات هجومية متطورة !!! ، لدليل واضح على ما نقول. 

ومقارنة بسيطة لما يحدث في بلادنا: 

أميركا خلال(3) سنوات تمتنع عن"تسليح"المعارضة السورية  ، وخلال (3) أيام قامت بـ"تسليح" الحكومة الصفوية بالعراق ( الذي سلمته إلى إيران عن تعمد وسبق إصرار ) ضد العرب والإسلام تأمَّل أيها المسلم !!!

أميركا تدعم من ينفذ أجندتها والمصالح الصهيونية بدقة ، فإن تلكأ إنقلبت عليه، بعد أن تجد البديل الذي يتلائم ومصالحها الاستراتيجية حسب التغيرات والتوازنات التي تفرضها المرحلة ، لضمان إستمرار إمبراطوريتها ، 

أما إيران فقد وجدت ضالتها في أميركا ، وفضلت اللعب على المكشوف ، بدل الغرف المغلقة ، بتشجيع من شريكها الكيان الصهيوني ، مستغلة تشرذم وضعف الحكومات العربية.

( إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم ، إنه كان من المفسدين ) ٤ القصص

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,057,131

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"