اليمن حالياً، دراسة تفصيلية

عربي مقيم في اليمن

مقدمة

جئت لليمن منذ سنين ،وعشت في هذا البلد الرائع بأهله وبطبيعته وجبالهوسهوله وبحريْه الأحمر والعربي ،وقد ﻻمست التاريخ فيه ،  ففي اليمنشواهد تاريخية تعود الى أكثر من ألف سنة، وهي شاخصة تحكي لك تاريخاً عريقاً ماقبل الإسلام وفي أثناء العهد الإسلامي، ففيها جامع صنعاء الكبير الذي يروى عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال "ابنوا على مرتفع" وأشار بيده الكريمة وهو لم ير اليمن، وقد بني الجامع في المكان الذي أشار فيه المصطفى، وتشير المعلومات أنه لو خط انسان خطاً مستقيماً الى الكعبة المشرفة فإنه يلتقي بهذا الجامع، وبالقرب منه جامع اﻹمام علي عليه السلام، ويرجع تاريخ هذا الجامع إلى ما يقارب اﻷلف سنة ونيف.

 

 

اليمنيون متجذرة فيهم القبلية على الرغم من تطور الحياة، ويتردد أن في اليمن مابين "250- 350 " قبيلة ،أهمها قبيلتي " حاشد وبكيل،  ونتيجة لهذاالتعصب القبلي فاﻹنسان غالبا ما ينادى بلقب قبيلته وليس باسمه،  لكن غالبيةأسماء اليمنيين هي محمد  وعلي،وقد يكون أسم "علي "انتشر  ﻷن اﻹمام علي عليه السلام  جاء لليمن بتكليف من النبي محمد صلى الله عليه وسلم  للتبشير بالإسلام، وكان معهفي هذه المهمة الصحابي الجليل معاذ بن جبل والذي دفن في تعز والجامع اﻵن يحمل اسمه،والمعلومات تشير الى أن قبيلة ( همْدان ) أسلمت في يوم واحد.

وجدتُ في اليمن  آفتان  هما "القات والفساد المالي واﻹداري"  يفتكان بالشعب اليمني،واليمنيون يمتازون بالطيبة والزيادة بالمعرفة،بمعنى أنهم يسألون اﻵخر أسئلة كثيرة قد تكون غير مألوفة لدى بقية الشعوب العربية.

 

أحداث 2011

ما جرى منذ عام 2011 م ولحد اﻵن مؤلم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان،حيثخرج  اليمنيون وخاصة الشباب منهم مطالبين بالتغيير ،وهم متأثرين بما جرى في بقية بعض الدول العربية والتي سميت هذه اﻷحداث ب"الربيع ألعربيين، والذي يبدو أنه أصبحخريفا عربيا قاسياً أنتج الجماعات المتطرفة، ونتيجة لهذه اﻷحداث سقط الكثير من الضحايا، وتم تدمير الكثير من الدوائر الحكومية والخاصة ،ناهيك عنالحالة النفسية السيئة لغالبية الشعب اليمني.  

وﻷهمية اليمن اﻹستراتيجيةوالدولية، وخاصة فيما يتعلق بمضيق باب المندب فقد انبرت اﻷمم المتحدة ودول الخليج العربي،حيث ظهرت ما تسمى ب"المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة "، وكان من بين بنود هذه المبادرة أنيتخلى الرئيس علي عبد الله صالح عن دسة السلطة ، وفعلا استجاب الزعيم  علي عبد الله صالح وتنحى عن الموقع اﻷول للسلطة ،وهذه تُحسب له ،  لكن ما أن  تم تنفيذ هذا البند حتى بدأت وسائل إعلام محلية وإقليمية ودولية تشيطنسمعة الزعيم علي عبد الله صالح ونظامه،وقد تناسى من وقف وراء هذهالحملة الإعلامية ما قام به "النظام السابق ورئيسه" من إنجازات ،وهي كثيرةجدا،أهمها توحيد شطري اليمني عام 1990م، وبطبيعة الحال فإن أي نظام ﻻ يخلومن سلبيات حتى في أكثر الدول المتقدمة ،فما بالك في الدول العربية.

لقد انتظر المواطن اليمني وحتى المقيمن أن يروا يمناً  سعيداً ،لكن ومع شديداﻷسف فإن اﻻوضاع ومنذ عام 2011 اتسمت بالسوء وتتجه نحو الأسوأ ،حيث سادتالفوضى في كل مناحي الحياة، وولدت الأزمات التي تهم اﻹنسان العادي مثل اختفاءالغاز والبنزين بين فترة وأخرى وانقطاع التيار الكهربائي ولفترات طويلة،  وما تبع ذلك من مشاكل ﻻمست حياة المواطن البسيط .

 

 

الحوار الوطني

أحد بنود المبادرة الخليجية هي الحوار الوطني ، وفعلا دخل السياسيون في (مؤتمر الحوار الوطني ) وبإشراف مندوب اﻷمم المتحدة "جمالبنعمر" ،الذي حامت حوله شبهات سلبية كثيرة، واستمر الى أكثر من ستةأشهر وانبثقت لجان عن هذا المؤتمر أهمها إعداد دستور جديد لليمن يتضمن تقسيم اليمن الى ستة أقاليم !،وقد تردد أن المشاركين في المؤتمر كانوا يتقاضون عن كل يوم مبلغ قدره (50 ألف ريال) أي ما يعادل مائتي وخمسون دوﻻر!،وانتهت أعمال المؤتمر، لكن لم يحصل تنفيذ على "مخرجات" الحوار أي شيء سوى أن لجنة إعداد الدستور قدمت صيغة مسودة للدستور الجديد الذي ولد مشوهاوفيه مفردات لم يألفها المواطن اليمني ،فمثلا تم استبدال كلمة محافظة الى"وﻻية " ،وكلمة "والي" و"عمدة"، وغيرها من المصطلحات التي جاءت وكأنهامحشوة حشوا،إضافة الى تقسيم اليمن الى ستة أقاليم،  وهنا الطامة الكبرى ،حيثأن الفيدرالية لم يستوعبها غالبية الشعب العربي في وطننا العربي ،ﻷن الدولة اﻹتحادية تحتاج الى مرتكزات ،أهمها إيمان الشعب بهذا التقسيم ووجودحكومة مركزية قوية، وكذا الحال يجب توافر الوعي والثقافة ،فكيف الحال والشعب اليمني أكثر من نصفه أمي!.

 

أهم الكيانات السياسية

في اليمن توجد أربع  كيانات سياسية مهمة،وهي "المؤتمر الشعبي / يقودهالرئيس السابق علي عبدالله صالح ،تجمع الإصلاح ،أي اﻹخوان المسلمون /يقودهالشيخ عبد المجيد الزنداني ، اللقاء المشترك وهو مكون من عدد من الأحزاب،أهمهاالحزب اﻹشتراكي الذي يدافع عن الشطر الجنوبي  ،أنصار الله / يقوده السيدعبدالملك الحوثي" .

 

"أنصار الله" واقع حال

لقد خاض (أنصار الله ) ستة حروب مع الحكومة نتج عنها الكثير من القتلىوالجرحى وتدمير بنى تحتية للمناطق والمدن التي شهدت هذه الحروب ،وقد قتل"حسين بدر الدين الحوثي " في إحدى المعارك ،والذي يعتبر اﻷب الروحي ﻷنصارالله، وقد تسلم قيادة هذه المجموعة شقيقه السيد عبد الملك الحوثي الذي يتصفبقدرته الخطابية وذوو كاريزما  .

بدأ (أنصار الله ) تحركهم بتظاهرات تطالب الحكومة بالتراجع عن رفع أسعار البنزين والتي تسمى ب " الجرعة ، وفعلا رضخت الحكومة التي كان يرأسها
" محمد سالم باسندوة "وخفضت الأسعار ، وتم تغيير رئيس الحكومة ، كما أخذوا   يضغطون على  الحركات السياسية للمشاركة معهم،وأخذوا يسيطرون على المحافظات التي فيها تعاطف معهم ، صعدة ، عمران ، وغيرها ، إلى أن حانت     ساعة الصفر بدخولهم الى العاصمةصنعاء في 21أيلول /سبتمبر 2014 ، رافعين شعارهم المركزي والذي يطلقون عليه " الصرخة ، وهو :

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لاسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للاسلام

وأخذ هذا الشعار يُسمع في كل تظاهرة ، وفي أحياناً كثيرة بعد انتهاء صلاة الجمعة في الجوامع .

وكان دخولهم سهل وبدون أية مقاومة تذكر، وقد شاعت في وقتها شائعات كثيرة اتهمت بعضها الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتواطؤ معهم، ويضيفون كان هدف الرئيس هو القضاء على جماعة اﻹخوانالمسلمين وخاصة جماعة بيت اﻷحمر واللواء علي محسن، قائد الفرقة اﻷولى، الذي كان يتصرف وكأنه (دولة) ، وشائعات أخرى اتهمت الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتعاون معهم في هذا الدخول ، وهذا ما حصل فعلا،وقد سيطروا على غالبية الوزارات ودائرة الهجرة والجوازات ومطار صنعاء الدولي، حتى أنهم اقتحموا مقر الحوار الوطني ، كما أقاموا نقاط تفتيش في  غالبيةمناطق  صنعاء ،وسيروا دوريات بالسيارات التي  تجوب الأحياءليلا .

 

"أنصار الله" يصدرون إعلاناً دستورياً  

الحدث الذي حصل وهو غير متوقع أن "أنصار الله" أصدروا"إعلاناً دستوريا" ، وهو بطبيعة الحال خارطة طريق ﻹنتقال السلطة ، مما أثار هذا الإعلان  زوبعةمن ردود لأفعال  المحلية واﻹقليمية والدولية السلبية التي نعتت هذا الإعلانب"الانقلاب "  ،مما أدى الى غلق العديد من السفارات الأجنبية وبعض السفارات العربية،  لكن  "إيران "  رحبّت بهذه الخطوة وأخذت تشجع "أنصار الله" علىالمضي قدما في مخططهم ، وصرح أكثر من مسؤول إيراني بأنهم أصبحوا يسيطرون على أربعة عواصم  عربية هن " بغداد ، دمشق ، بيروت ، وصنعاء "، وقد انسحب هذا الرفض والتأييد  على الشارع اليمني ،حيثتخرج تظاهرات ترفض الإعلان  الدستوري  وأخرى مؤيدة له،  وكلا الطرفانتظاهراتهما بأعداد كبيرة مما يجعل المرء أن يتساءل من يموّل هذه التظاهرات؟. 

وﻻبد من اﻹشارة أن زعيم أنصار الله كان يؤكد أنه قام بهذه الخطوة وهي"ثورةالشعب "، ويرفض القول إنها "انقلاب"  ويقول هدف الثورة هو للقضاء على الفساد المستشري في اليمن،وهذا الخطاب لقى أذنا صاغية من الكثير من المواطنينوخاصة الفقراء منهم،وتعاطفوا معهم ،كما ينبغي اﻹشارة الى تلاقي أعداء اﻷمس  "جماعة المؤتمر الشعبي  وأنصار الله" ، وتردد أن التنسيق بينهما على مستويات مختلفة بما فيها تسليمهم سلاح  متنوع.

قام (أنصار الله) باختطاف أحمد بن مبارك /مدير مكتب رئيس الجمهورية والذيكان متوجها الى لجنة الحوار الوطني ومعه مسودة الدستور اليمني الجديد ،اﻻأنهم ادعوا ب"توقيف"المذكور وليس اختطافه!،  وفي 27 كانون الثاني/يناير 2015 أُفرج عنه بعد مرور 10 أيام على اختطافه.، وتوالت اﻷحداث حيث توجه "أنصارالله" الى منزل إقامة رئيس الجمهورية، وقد فرضوا عليه اﻹقامة الجبرية وكذا الحالمع رئيس الحكومة /خالد محفوظ بحاح وعدد من الوزراء ، وقد قدم رئيس الجمهورية، وكذلك رئيس الحكومة استقالتهما، وجدير ذكره أن مثل هكذا إجراء لم يحدث في تاريخ اليمن! .

 

رئيس الجمهورية يفلت من الإقامة الجبرية  

في يوم الجمعة 20شباط/ فبراير 2015 استطاع الرئيس عبد ربه منصور هادي  الإفلات  من اﻹقامة الجبرية بعملية غامضة، وقد وصل الى عدن، وأصدر بيانا إدعىفيه أنه الرئيس الشرعي لليمن ودعى أعضاء مجلس النواب للاجتماع  في عدن  أوفي محافظة تعز، واعتبر  كل قرارات "أنصار الله " منذ 21 أيلول /سبتمبر2014 باطلة وغير شرعية.

 

الرئيس يسحب استقالته

بتاريخ 23 شباط / فبراير 2015، سحب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالت. 

 

هادي، يحظى بالتأييد  

بخطوته التي تخلص من الإقامة الجبرية ووصوله إلى عدن، فقد لاقت هذه الخطوة تأييداً من مجلس التعاون الخليجي ، وكذلك من الأمم المتحدة   حيث اعتمد مجلس الأمن الدولي، بالإجماع،  في 23 شباط / فبراير 2015، قرارا بريطانيا يقضي بتمديد العقوبات المفروضة على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واثنين من قيادات الحوثيين المتحالفين معه، لمدة عام، ونصِّ القرار على "تمديد العقوبات ضد أولئك الذين يعرقلون العملية السياسية في اليمن لمدة عام، ومن بينهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واثنان من كبار الحوثيين المتحالفين معه".

عبداللطيف الزياني / أمين عام مجلس التعاون الخليجي، زار عدن والتقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، معلناً عن موقف دول مجلس التعاون الخليجي المؤيد له، وفعلا فقد عادت معظم سفارات دول الخليج، ومنها السعودية، الإمارات، الكويت.

وفي سياق  متصل قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري  يوم 23 شباط/ فبراير 2015  "إن الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن "ساهم" في سيطرتهم على هذا البلد وانهيار الحكومة فيه، وأكد كيري أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي أن دعم طهران كان "مهما"لميليشيا الحوثيين.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة اليمنية انهارت بسبب الدعم الإيراني للحوثيين، قال كيري "أعتقد أن ذلك ساهم في  انهيار الحكومة  .. بدون أي شك".

وتردد أن  الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من إحباط محاولة تمرد ضده في عدن،  خطط لها ضباط موالون  لنجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح،غير أن المحاولة فشلت بعد اشتباكات مع قوات عسكرية واللجان الشعبية الموالية لرئيس الجمهورية، وتم إبعادهم واستبدالهم بضباط أخرين موالين للرئيس.

في تطور خطير ومثير على الساحة اليمنية، أعلن  "أنصار الله" ،  إحالة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى النيابة العامة، عقب اجتماعين متتاليين لما تسمى اللجنة الثورية العليا، وقالت مصادر رسمية إن اللجنة عقدت اجتماعا تناولت فيه "عددا من الوقائع المرتكبة من عبد ربه منصور هادي في أثناء فترة وجوده في منصب رئاسة الجمهورية، وبعدها قررت اللجنة إحالتها للنيابة العامة، وفي هذا الخصوص وجه النائب العام بإحالة تلك الوقائع إلى النيابة المختصة للتصرف وفقا للقانون"، وكانت اللجنة عقدت، قبل ذلك اجتماعا صدر عنه بيان حذرت فيه من التعامل مع الرئيس عبد ربه منصور هادي واعتبرته مطلوبا للعدالة وهددت بمحاسبة كل من يتعامل معه ! 

 

نقل الحوار من صنعاء

تم طرح أفكار  بين الأطراف السياسية بنقل  الحوار من العاصمة صنعاء إلى محافظة تعز، وبعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك واقترح نقل الحوار إلى خارج اليمن، وإزاء هذا التطور، فقد تردد إن "أنصار الله"تستعد لاجتياح محافظة تعز التي من المتوقع أن يتم اختيار عاصمتها لاحتضانالحوار بين القوى السياسية اليمنية.  

 

ما هي السيناريوهات المتوقع حدوثها

شكّلت عودة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى عدن في الجنوب، بعدمغادرته منزله المحاصر من قبل "أنصار الله" ، بصنعاء، منعطفاً في الأزمة السياسيةالراهنة في هذا البلد، وشرعت الأبواب أمام سيناريوهات يراها مراقبون بأنها "مفزعة" أمرّها "الحرب والانفصال" ،  فالرئيس الذي استقال مجبراً، ووُضع تحت الإقامة الجبرية لقرابة الشهر، فيمنزله، نسف بفك حصاره، كل ما تم الاتفاق عليه تحت فوهات بنادق "الحوثي" فيالعاصمة، لكنه ما أن وصل إلى عدن،  حتى بدأ يستعيد عافيته الصحية التيفقدها خلال ذلك الشهرفضلاً عنعافيته السياسية . 

الرئيس الذي وُصف بـ"المهادن" عندما زحف "أنصار الله"  إلى تخوم العاصمة، ولم يحركحينها ساكناً، بل أنه وقع اتفاقاً معه ينص على تشكيل "حكومة كفاءات،وتعيين مستشارين سياسيين للرئيس من "أنصار الله" ، بدا أكثر تحرراً وهو في عدن، فاعتبر أن كل الإجراءات التي تمت منذ 21 أيلول/ سبتمبر 2014،  باطلة وغير شرعية، مطالباً المجتمع الدولي بـ"رفضالانقلاب (في إشارته للحوثي) وعدم شرعنته بأي شكل من الأشكال،ناهيك عن ذلك، فقد طلب رئيس الجمهورية  من المبعوث الأممي لليمن، جمال بن عمر، بنقلحوار القوى السياسية إلى محافظة آمنة غير العاصمة، وطرح مدينتي عدن، وتعزالشمالية التي لا يتواجد فيها الحوثي لهذا الغرض،  وفيما يتسلح رئيس الجمهورية، بشرعيته التي لم يفقدها بفعل عدم التئام البرلمان  للبت في استقالته، والترحيب المحلي والإقليمي والدولي بعودته، خرج " أنصار الله" لدعوة الوزراء في حكومة خالد بحاح، المستقيلة، للعودةلممارسة مهام تصريف الأعمال، متوعدة الرافضين منهم، بالإحالة إلى النيابة،بتهمة "ألخيانة" بحسب مصادر إعلامية تابعة لها،ومع توقف حوار القوى السياسية الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتزايد الشرعيات الحاكمة، يخشى اليمنيون من نموذج ليبي قد يسري في بلادهم"في إشارة إلى ازدواجية السلطة في ليبيا، وذلك عبر حكومة وبرلمان بطرابلس، وأخرى في طبرقمعترف بها وبمجلس نوابها من قبل منظمات دولية وعربية"، وآخرون يتوقعون أن يكون اليمن مثل الضفة الغربية وقطاع غزة. 

 

خاتمة

الكل ينتظر، والبعض يعتبر، أن اليمن تسير باتجاه خطير كما بينا آنفاً، البعض يعتبر أن "الإصلاح"، أي الإخوان المسلمون عائدون إلى المشهد اليمني من بوابة المملكة العربية السعودية، وآخرون يرون أن إيران ستكون حاضرة بقوة أكثر من السابق  في اليمن، لاسيما وأن هناك مؤشرات تؤكد على ذلك منها تم التوقيع بين الخطوط الجوية اليمنية والخطوط الجوية الإيرانية على تسيير رحلات بين طهران وصنعاء، وقبل أن يجف حبر هذه الاتفاقية فقد حطّت أول طائرة إيرانية في مطار صنعاء في 1 آذار/ مارس 2015، وأُعلن أن الطائرة حملت أدوية ومساعدات إنسانية !، وقد عادت الطائرة إلى طهران وفيها وفد من
"أنصار الله"، وأعن رئيس الجمهورية أن هذه الإتفاقية غير قانونية وسيحاسب من وقّع عليها .

في تقديرنا فإن إيران وبعد فترة ستطلب رفع تأشيرة الدخول بين البلدين ، ليكون الوضع سهلا في إدخال عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين يتواجد البعض منهم أصلا مع "أنصار الله" .

ليس تشاؤما، ولكن الوضع في اليمن يُنذر بخطر كبير لا يُحل بالتنديد والشجب والاستنكار التي باتت هذه المفردات محل تندُّر ليس لليمنيين فقط بل الشعب العربي كله.

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,027,753

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"