بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِين)
صدق الله العظيم
سلمان حمادي الجبوري
طفح الكيل بنا إزاء الاعلامي حميد عبدالله بعد اساءاته المتكررة ضد النظام الوطني في العراق ورموزه المناضلة، في مسعى لتشويه الذاكرة العراقية، في وقت صحا فيه الكثير من الناس على خطئهم في انتقاد ومناوأة ذلك النظام الوطني.
وتأتي مساعي حميد، الذي كان من متملقي العهد الوطني وتشهد على ذلك كتاباته في مجلة ألف باء وغيرها، تأتي هذه المساعي بتمويل من عرب الجنسية في الكويت، حيث يعملون على تزويده بالوثائق التي سرقوها في بداية الاحتلال والتي يستند إليها، الى جانب ما يلفقه زوراً وبهتاناً في تخرصاته التي يبثها من خلال برنامجه على موقع يوتيوب المسمى "تلك الايام" وتخرصات أخرى يستدرج بها من يستضيفهم في برنامجه "شهادات خاصة" على قناة يو تي في، وقبلها على قناة الفلوجة وقنوات أخرى ممن أسسها مرتشون ولصوص ومرتزقة أثروا على حساب معاناة شعبهم ودمار بلدهم.
وبهذا المال الذي يأتيه من هنا وهناك صار يغري البعض من ضعاف النفوس ممن عملوا في أجهزة النظام من الذين عوقبوا بسبب اخطاء ارتكبوها تضر بالصالح العام، فوجدوا في حميد عبدالله ضالّتهم لبثِّ أحقادهم على العهد الوطني، وبث سمومهم في عقول البسطاء مستغلين عدم اطلاع هؤلاء على الحقائق كما يجب وفي سياقها الطبيعي الأمين.
ومن سوء حظ حميد عبدالله، مقدم تلك البرامج التي يبث سمومه من خلالها في عقول العراقيين، انه اصطدم بأشخاص وطنيين غير مستعدين لبيع اخلاقهم ومبادئهم رفضوا عروض الاغراء التي عرضها عليهم هذا الحاقد للظهور معه في احد برامجه التي يسيء فيها الى نظامنا الوطني ورموزه المناضلة.
يدعي حميد عبدالله توخي الموضوعية والمسؤولية التأريخية في إظهار الحقائق، كما يسميها، في حين انه يقصد الاساءة من خلالها ويصرّح ملمحاً انه لا يأبه لمنتقديه والذين يدعي انهم يحسدونه، او انهم من الذين يقولون ان الوقت غير مناسب لنقد مسيرة النطام ويؤجلون مناقشة الاخطاء الى ما بعد تحرير العراق، وفي كلامه هذا استهزاء بأؤلئك الذين يرفضون مساعيه الخائبة التي تتعمد الإساءة.
واود هنا ان اقول لحميد عبدالله كما ليس لأحد عصمة من الخطأ فكذلك ما من نظام معصوم من الخطأ والذي لا يخطئ هو فقط من لا يعمل، وحجم خطأ العمل نسبي وهذا النوع من الاخطاء لا يرقى إلى مستوى الخطيئة، إن كنت تعرف الفرق بين الخطأ والخطيئة.
وكما هو في موروثنا الديني فإن لكل مجتهد نصيب، إن أصاب فله 10 حسنات وإن أخطأ فله حسنة واحدة، فكيف اذا كان العمل الذي تتخذ فيه عقوبات هو عمل للصالح العام فتصبح العقوبة للمسيء واجبة لأنها إجراء رادع إن لم يكن تربوياً لكي يضع الآخرون المصلحة العامة نصب أعينهم، هذا من الناحية العامة، أما من الناحية الاخرى وليكن مثلنا هنا في حالة الحرب وامام عدو يتربص بالوطن ليفعل ما يفعله الان فإن التهاون مع المخطئ يجرّ البلاد الى كارثة لن تحمد عواقبها.
وكما قال الشهيد الخالد صدام حسين ان العقوبة على قدر المسؤؤلية التي تحملها المخطئ، فعقوبة عضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كان يقود مسيرة العراق، اكبر من عقوبة ممن هم دونه في المسؤؤلية، وكذلك عقوبة الوزير اكبر من عقوبة الوكيل أو المدير العام وهكذا نزولا الى اسفل سلم الدرجات الوظيفية، وهكذا الامر في القوات المسلحة وخاصة زمن الحرب، فعقوبة الضابط اكبر من عقوبة من هم بمعيته، وليس هناك استثناء لقريب أو لمن أثبت جدارة في مسيرة عمله. فأين الظلم او الخطأ هنا في عمل قيادة النظام؟!
كما أود هنا أن أنبه حميد عبدالله والمتشدّقين بالحديث المهووس عن أخطاء النظام أن لا مجال للمقارنة بين نظامنا الوطني والنظام الحالي كما ساوى بينهما حميد عبدالله بارتكاب الجرائم، في أحدث لقاءاته التلفزيونية مع قناة عراقية، وأقول إن "البعث" ورجاله لم يقتلوا رغبة في القتل أو بدون ارتكاب جريمة، وان الحكم بالاعدام كان قانونياً على جرم واقع يجرّمه القانون وليس جزافاً كما هو حاصل الان في نظامكم الوردي او كما اسماه مخبولكم إبراهيم الجعفري بالملائكي!
ليس لدينا أخطاء نخجل منها بل لنا صروح بناء شامخة ما تزال تشهد على عظمة نظامنا الوطني وإبداعه وما حققه من عملية بناء ونهوض شاملة، وكانت هناك حياة آمنة مستقرة ودولة مهابة الجانب حمت الوطن وشكّلت سياجاً منيعاً للامة، وكانت قوتها وهيبتها تمنع التداعي العربي الحاصل الآن.
فيا حميد عبدالله غادر سلوكك هذا لأن رجال العراق صناديد لا تهزّهم افتراءاتك و افتراءات من تدفع لهم من المال الكويتي الحرام.
كما أعلمك ان العراق لم يمت ورجاله الذين استشهدوا والصامدون الى الان هم البعثيون الحقيقيون، وان من كان منتمياً للحزب واستهوته مغرياتكم انت ونظامك الحالي فخذوه غير مأسوف عليه، لقد تنظف جسد الحزب من الشوائب وان من بقي على عهده من الشرفاء ومن انتمى لهذ الحزب العريق بعد 2003 هم الأصلاء وهم البعثيون الحقيقيون، وهم أبناء العراق الذين سيعاود نهضته معهم بجهدهم الصادق ووفائهم لوطنهم وشعبهم.