توران قشلاقجي
يستشهد الجيواستراتيجيون بالعالم العربي، باعتباره من المناطق الرئيسية لعدم الاستقرار في العالم. فالحروب الداخلية والانقسامات والتفكك والمشاكل، منتشرة في كل مكان، فضلًا عن بذور الكراهية والبغضاء، التي لا تنتهي بين الدول العربية وأزمة ثقة تعاني منها جميع الدول والحكومات في المنطقة، ضد بعضها بعضا.
ويعود هذا الأمر إلى أسباب عديدة، بما في ذلك الأسباب المحلية، والتدخل الخارجي في المنطقة، وإذا استمر هذا الإرث على هذا النحو وتم نقله إلى الأجيال القادمة أيضًا، فسيكون ذلك نهاية العالم العربي.
عندما تلقون نظرة على الدول العربية، فإنكم تستطيعون بسهولة أن تلاحظوا ما يحدث في المنطقة. فهناك قلق تشعر به الدول الخليجية إزاء التدخلات الإيرانية، خاصة في العراق واليمن وسوريا. كما أن نفوذ إيران في العراق، على وجه الخصوص، يؤثر بشكل كبير في العلاقات الإيرانية – العربية. بجانب ذلك، تعرقل الميليشيات المدعومة من إيران قيام دول الخليج باستثمارات جديدة، وتسبب لها مشاكل اقتصادية. وثمة أيضًا الخلاف المستمر منذ فترة بين السعودية وقطر، حتى أنه بات يجعل أهل الخليج يدفعون ثمناً باهظاً عقب الحصار الأخير. لقد أصبح من الضروري اليوم تخفيف حدة هاتين المشكلتين على وجه السرعة.
هناك مشاكل وحروب جديدة، يواجهها العالم، ولا شك بأن تركيا والعالم العربي لديهما مصالح مشتركة أكثر من القوى الغربية





