في ذكرى يوم الشهيد، بصمة الأغلبية على الكيان العسكري

ربيع الحافظ

يوافق اليوم ذكرى يوم الشهيد ولابد من وقفة مع شخصية الجندية التي مرغت أنوف الصفويين في التراب.

يوافق اليوم ذكرى يوم الشهيد ولابد من وقفة مع شخصية الجندية التي مرغت أنوف الصفويين في التراب.

بخلاف الأقليات التي تؤسس مليشيات فإن الأغلبيات تؤسس جيوشا، وكما أن الكيان المدني للأغلبية يصطحب كامل الطيف الاجتماعي فكذلك الجيش، وكما أن المواطنة ثوب يواري فروقات المجتمع فكذلك تفعل بزة الجيش، وكما أن مؤسسات المجتمع تخدم الجميع فكذلك يحمي الجيش الجميع.
ليس بداية من الصفر
في 6/1/1921 تأسس الجيش العراقي لكن تأسيسه الحقيقي سابق لذاك التاريخ فالجيوش لا تبدأ من نقطة الصفر والعقيدة القتالية ليست كراريس توزع على الجنود وإنما ثقافة ميدانية تراكمية ولابد للتراكم لكي يحدث من مجتمع سيادي له نزالاته الفكرية والسياسية والعسكرية أما تخريج الرتب العسكرية وتوفير السلاح فمسألة جانبية.

العراقي الذي لبس لأمة الجيش في عام 1921 كان قد لبس مثلها في الجيش العثماني وكان فيه قائداً وليس جنديا فقط، وكان قبله حاضرا في الجيوش التي صدت عن أرض الرافدين الريح الصفراء التي تهب من صوب الشرق كل حين.

لذا ليس للمجوس الجدد هيبة في قلب الجندي العراقي، مثلما أنه ليس للروس هيبة في قلب الجندي الألماني الذي لا يهاب الزحف على موسكو مثلما لا يهيب الجندي العراقي الزحف على فارس.

6 كانون الثاني 1921 هو اليوم الذي وُضعت فيه هذه الشخصية العربية الإسلامية التراكمية في قالب عسكري معاصر ليكون خندقا بين العرب وفارس (كما تمنى عبقري هذه الأمة ونظام انذارها المبكر سيدنا عمر رضي الله عنه) وحارسا عنيدا لبوابة المشرق العربي وبحلّه انكسرت البوابة وتدفق الطوفان المجوسي ليغرق السهول العربية من جديد.

رحم الله شهداء الجيش العراقي وشهداء الأمة وعوضها رجالاً أولي بأس شديد أمثالهم يجوسون خلال الديار وإن غداً لناظره لقريب. آمين.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,051,168

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"