مع احتفال العراقيين، وخاصة أهلنا في شمال الوطن، بذكرى حلول موسم الربيع، يقرأ لنا الكاتب العراقي الكبير الأستاذ ضياء حسن، معاني ودلالات بيان 11 آذار الذي أصدرته القيادة الوطنية العراقية في العام 1970 والذي كان أساساً لحل المشكلة المزمنة في شمال العراق، ومهَّد لقيام منطقة الحكم الذاتي التي منحت الشعب الكردي حقوقه لأول مرة، وبشكل لامثيل له في المنطقة.
محاولة لقراءة معاني ودلالات بيان 11 آذار الوطنية الانسانية
ضياء حسن
استوقفني بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يستذكر حدثا عراقيا وطنيا نوعيا كونه بشَّرنا بما يرسخ الوحدة الوطنية وينتشل اهلنا العراقيين من نزيف دم استمر زمنا طويلا دون مبرر!
نزيف دم كان الخاسر فيه عراقيا من الكرد اوالعرب وغيرهم من المواطنين على حد سواء، وهم ابناء شعبنا بنسغهم المترابط وطنيا تشدهم الى بعض وتجمعه اواصر المصاهرة والاخوة الشفافة بين العوائل العراقية التي يكون فيها العربي ابا والام كردية، او الكردي يكون هو الاب والام عربية.
والذي يقرأ التاريخ جيدا يجد ان المحرِّض على اشعال الفتنة بين العراقيين كان وما يزال اجنبياً طامعاً.
فمرة ظهر صفويا يفرّق بينهم ليسود او بعدها عصمليا يسود بعض الوقت ولكنه لا يسود في جميع الاوقات.
ومرة اخرى يظهر بريطانيا ملعونا متفننا بتفتيت وحدة الشعوب او شاهنشاهيا يتوسع يتجاوز علينا في الارض والمياه العراقية والعربية بتواطؤ مع لندن .
وينتقل التحريض الى اليانكيين الاميركيين الذين يجدون في خميني ضالتهم التي تشكل ساعدا ايمنا لشن العدوان على العراق بهدف استنزاف اقتداره تمهيدا لوقف نهوضه وصولا لهدف تقسيمه كما جرى ويجري منذ نيسان الاسود عام 2003، وهومستمر حتى الان!!
والذي افشل ذلك الفعل الشيطاني التفتيتي دائما هو وعي وهمة العراقيين في جميع العهود في محاصرة الفعل والفاعلين ورفض الانجرار وراء دعوات معسولة ظاهرها يتباكى على العراقيين وباطنها يضمر لهم التفتيت والتصفية ولبلدهم العراق الدمار .
وهذا ما جاءت به لهم ديمقراطية الغزو الاميركي اليانكي واحتلاله التدميري التجويعي طوال تسعة اعوام داميات , والحبل على الجرار !!!
والذي يعنيني الاشاراة اليه في الذكرى الثانية والاربعين لصدور بيان 11 اذار 1970 الذي خطه بقلمه المناضل الشهيد صدام حسين كاول اثر نابض بالمحبة لاهله العراقيين كان هدفه الاول وقف نزيف دماء عراقية كبيرة استمرت لعهود عديدة واستغرقت اعواما غير قليلة تعود لما قبل تاسيس المملكة العراقية عام 1921 اي الى عهد الاحتلال العثماني وما تلاه من انتداب واحتلال بريطاني شمل جميع الاراضي العراقية بولاياتها الثلاث وهي البصرة التي شملت الكويت وبغداد والموصل التي ضمت المناطق التي ولد وعاش عليها ا شقاؤنا الكرد والى جانبهم السادة العرب القادمين من الحجاز والذين تواجدوا وتمازجوا وتصاهروا مع عشائرهم منذ زمن بعيد في اثر وصول اتباع الامام الشافعي حاملين دعوته للعمل على تعميق وتوسيع الدعوة لنشر الدين الحنيف في المنطقة .
ويروي الاجداد بأن اهلنا الكرد وفي مقدمتهم علماء الدين والشيوخ والحكماء رحبوا وبما عرفوا به من طيب وكرم بالدعاة واحسنوا وفادتهم وهياوا للقادمين الى السليمانية جميع الامكانات والمستلزمات التي يسرت التوسع في نشر الدعوة بما فيها دواوين قراءة الدكر والقران الكريم والتوسع في شرح اياته الكريمة والتعريف بالسيرة النبوية والاسهاب في شرح احاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

ونعود للحديث عن قيمة صدور بيان 11 اذار في العهد البعثي الممتلئ ثقة وايمانا بتمتع جميع العراقيين بحقوقهم الدستورية لذلك حرصت قيادة الحزب والدولة على تضمين مبادئ البيان في الدستور العراقي لتشرع على وفقها قوانين تنفيذية تكفل للكرد التمتع بكامل حقوقهم التي اقرتها مبادئ ذلك البيان الخالد , وبما يكفل تجفيف نهر النزف الذي اوجع جميع العراقيين وليعيد البسمة الى وجوه اهلنا من جديد بما تضمنه من مبادئ مستجيبة لمطامح ابناء شعبنا الكردي القومية والمتمثلة بالاتي:
1 – اقرار الحقوق القومية والسياسية والثقافية لابناء شعبنا الكردي .
2 - منح الكرد الحكم الذاتي يضم اقليم كردستان في اطار وحدة التراب العراقي وانشاء المجلسين التشريعي الذي ينتخب من قبل ابناء الاقليم والتنفيذي الذي يختارونه هم ليتولى ادارة شؤون الاقليم .
3 – جعل اللغة الكردية لغة التعامل الرسمي في منطقة الحكم الذاتي وكذلك في التعليم في جميع مراحله الى جانب العربية كلغة ثانية وتولي وزارة التربية في الحكومة المركزي مسؤولية طبع الكتب المقرة لجميع مراحل الدراسة وتحمل كلفة طبعها وشحنها الى اربيل وتوزيعها على تلاميذ وطلاب الاقليم مجاناً وتعليم اللغة الكردية في المدارس العراقية في محافظات القطر كلغة ثانية ايضا.
4 احتفاظ الاشقاء الكرد من مواطني الاقليم بجميع حقوق المواطنة التي كفلها الدستور العراقي لجميع المواطنين على حد سواء .
مع ملاحظة ان ما تحقق بموجب مبادئ البيان هو حلم كردي قديم عبروا عنه عبر انتفاضات وحركات قاموا بها قبل تاسيس المملكة العراقية منذ ان كان العثمانيون يبسطون امبراطوريتهم على المنطقة وقبلهم كان الخضوغ للسطوة الصفوية وبعد الترك حل محلهم الانتداب البريطاني الخبيث كما خطط لذلك الغرب فيما رسم في اتفاقية شرذمة الوطن العربي "سايكس بيكو" سيئة الصيت .
وتشير الحقائق التاريخية الى ان البريطانيين قامموا بعد انهيار امبراطورية السلاطين الترك عقب هزيمتهم في الحرب العالمية الاولى عام 1818 حاولوا استمالة الزعيم الكردي محمود الحفيد البرزنجي الذي يحظى بتاييد واسع بين الكرد لمكانته الدينية ولطروحاته المعبرة عن طموحاتهم القومية المنادية بالخروج من سطوة السلاطين الاتراك واقامة سلطة كردية تدير شؤون المنطقة بعد رحيل الاتراك عن السليمانية [ على ان يتواجد معهم ضابط بريطاني يشاركهم في تصريف شؤون الادارة الجديدة في السليمانية.
وقد وعد البريطانيون الحفيد بتحقيق هذا المطلب بعد اتصاله بهم وابلاغهم استعداده لاحتلال الحامية التركية في المدينة قبل دخول القوات البريطانية اليها بان يمنحوا الكرد وضعا خاصا بعد ان يقوم الحفيد بالسيطرة فعلا على الحامية التركية في السليمانية لتدخلها القوات البريطانية، وتسيطر على عموم المنطقة وتفرض عليها انتدابا بموجب قرار لعصبة الامم المتحدة شمل ولايات البصرة وبغدادوالموصل.
ولكن البريطانيين نكثوا بوعدهم للحفيد بتشكيل حكومة من الكرد برئاسته وبوجود ضابظ ارتباط بريطاني بعد ان اوفى بوعده وقام باحتلال الحامية التركية وطرد الجندرمة الترك منها مما مكن القوات البريطانية من دخول المدينة بلا قتال ليفرضوا سيطرة تامة عليها، مما دفع الحفيد الى مهاجمة القوة البريطانية استعادة السيطرة على السليمانية في 21 ايار1919 والقيام بطرد القوات البريطانية من المدينة والتمكن من اسر عدد من الضباط الانكليز ويعلن تشكيل حكومة كردية، تدار من قبله .
وازاء هذا التطور حشد البريطانيون قوة عسكرية كبيرة مدعومة بالطائرات الحربية وقاموا بمهاجمة قوات الحفيد، لتتم لهم العودة الى المدينة ليعتقلوا الحفيد مع صهره شیخ محمد غریب ومن ثم نفيهما الى الهند -جزیره الاندامان-
واستمر نفيهما حتى عام 1922 ولكن البريطانيين اضطروا الى اعادتهما الى السليمانية مرة اخرى بسبب الاضطرابات السياسية التي اعقبت النفي واستمرت واتسعت من دون توقف.
وبعد رجوعه قام الحفيد مرة اخرى بطرد الانكليز من السليمانية في 11 تموز 1923 ومرة اخرى تمكن البريطانيون اثناء حكومة ياسين الهاشمي من اعادة السليمانية الى سيطرتهم بصفتهم للانتداب عليها بالرغم من ان ولاية الموصل التي يتبعون اليها اداريا لم تكن حتى تلك اللحظة قد ضمت الى حدود المملكة العراقية الذي تم بعد ذلك وبالتحديد في شباط 1925 بناء على توصية من عصبة الامم المتحدة.
واحدث توقيع نوري السعيد على معاهدة 30 اب 1930 مع لندن احتجاجات غاضبة في الشارع العراقي شملت الاكراد الذين نظموا مظاهرات ضد المعاهدة وضد نوري السعيد .
وفي هذا الوقت قام محمود الحفيد للمرة الثالثة بتحشيد اتباعه واقدم على طرد الانكليز من منطقة نفوذه مرة اخرى.
وفي هذه المرة ايضا تمكن العسكر البريطانيون وبمشاركة قوات عراقية وبإسناد من سلاحهم الجوي من تطويق الحفيد وقواته فقام بتسليم نفسه في 13 ايار 1931 وتم ابعاده الى مدينة السماوة، ثم نقل الى مدينة الناصرية، واخيرا تم نقله الى عنه، ثم سمحت له الحكومة الخاضعة للاحتلال بالاقامة في بغداد واتخذت بحقه قرارا غريبا اوصت به السفارة البريطانية في بغداد وقضى بمصادرة كافة املاكه في السليمانية من دون وجه حق او سبد قانوني !!!.
ولأن حركة الحفيد تزامنت مع تحرك كردي قاده احمد البرزاني في منطقة بارزان, فقد تكررت محاولة طرح المطالب الكردية عبر استمالة الفرنسيين الذين يفرضون انتدابهم على سورية استنادا لقرار من عصبة الامم المتحدة.
وفعلا جرت اتصالات بين البرزاني احمد وهو الاخ الاكبر للملا مصطفى البرزاني والفرنسيين ولكن الاتصالات لم تسفر عن نتيجة تتوافق مع مطالب البرزانييين التي بادر الشيخ احمد لرفعها الى عصبة الامم المتحدة في نيسان 1931 وتتلخص في الدعوة لمنح الكرد حكما ذاتيا غير ان هيمنة الانكليز والفرنسيين المدعومة من الاميركيين على عصبة الامم وعلى ما يصدر عنها من قرارات افشل مثل هذه المحاولة .
لا بل عمد البريطانيون الى شن هجوم واسع على منطقة برزان من قبل قوات من الجيش العراقي الحديث مدعومة من سلاح الجو البريطاني في كانون ثاني 1932لينتهي الهجوم بنفي البرزاني احمد الى السليمانية ومن ثم الى جنوب العراق .
ولم تهدا الحالة بل استمرت الحركة المطالبة بمنح الكرد الحكم الذاتي من قبل الشيخ مصطفى البرزاني الذي استطاع الافلات من منفاه في السليمانية والعودة الى برزان في تموز من عام 1943 ليبدأ في الثاني من تشرين اول من نفس العام الاعلان مطالب حركته وقد اجملت بالاتي :
اولا – تشكيل ولاية كردية في المناطق الشمالية من العراق التي تسكنها اغلبية من اهلنا الكرد .
ثانيا – اعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في هذه الولاية .
ثالثا – تعيين نائب وزير كردي في جميع الوزارات العراقية .
وبدلا من ان يترك البريطانبون العراقيين ليتدارسوا الامر بينهم عمدوا الى افشال المحادثات التي جرت بين نوري السعيد ومصطفى البرزاني بحضور سفير دولة الاحتلال في بغداد وبهدف الوصول الى حل للمشكلة يؤمن استقرار الدولة الحديثة .اتبعوها بنصح (شفاف!!) يدعو الحكام العراقيين للذهاب الى الحل العسكري في التعامل مع المطالب الكردية , الامر الذي افشل المحادثات الني جرت بين الجانبين، كما اسلفت، بعد ضغوط تعرض لها حليفهم السعيد الى حد بث اشاعة تدعي بانه كردي الاصل ومتزوج من كردية لذلك فقد صوروه منحازا للكرد على الرغم من ان المحادثات بينه وبين البرزاني كانت تجري بحضورالسفير البريطاني وكانه صاحب الشان الاول في تقرير مستقبل العراق والعراقيين كما ورد ذلك في نصوص معاهدة عام 1930 التي وقعها الباشا نوري السعيد نفسه لتكون خط الشروع الاول لبدء مخطط بريطانيا والغرب لغرز اسفين الفتن والقلاقل في خاصرة العراقيين ليبقوا مكبلين بقيود ثقيلة تحول دون نهوضهم والى زمن طويل؟!!
وهكذا بدا مسلسل سفح الدم المتبادل بين ابناء الوطن الواحد في جو من فقدان الثقة لعبت على تعميقه دول اجنبية جارة وعملاؤها ودول كبرى لها اطماعها التي لا نظن انها بخافية على احد , فهشاشة الجبهة الداخلية سهلت للاجانب فرص :-
1 - المرهنة على استثمار حالة عدم الاستقرار التي سادت العراق التي كانت نتيجة لخضوعه لسياسة بريطانيا اللئيمة التي تفرق بين ابناءالشعب لتسود .
2 - تقاطع الرؤى بين القوى الوطنية العراقية الذي اوصل اطرافها الى حالة من الاحتراب بدلا من احتواء التناقضات والتوحد في مواجهة التحديات التي تحيط بالعراق والتي كانت تستلزم معالجة مواضع الضعف في الجبهة الداخلية بسد الثغرات التي ينفد منها الطامعون تحت شعارات براقة تعد بالخير العميم للعراقيين في حين هم يحملون لاهلنا سما زعافا بعد ان يستلوا منا خيرنا الوفير, وتكشف السنوات التسع الماضيات تكشف حجم الجرم الممارس ضدنا و ما خفي من جرم مضموم لا شك انه سيكون اعظم ان لم تترفع القوى الوطنية العراقية فتطوي صفحات الماضي بكل سلبياتها فتناى بمواقفها عن تبادل الاتهامات حول من تسبب فيما حدث من شرخ في الصف الوطني . يعززه ادراك جميع المواطنين حقيقة تقول بان مسؤولية ما حدث تتحملها جميع القوى الوطنية , كما تتحمل هي نفسها مسؤولية توفير شروط خروج العراقيين من مازق التشتت والضياع بالعودة الى ايام مضيئات حانيات كانت ولادة , حققت املا عراقيا عظيما تمثل باتفاق وطني جمعي اسس لقيام جبهة الاتحاد الوطني التي ضمت جميع القوى الوطنية الفاعلة على الساحة العراقية وفتحت للشعب عهدا للحرية والكرامة وتحقيق الارادة الوطنية ونيل الاستقلال الحقيقي وازالة ظل المعاهدات الاستعمارية البريطانية والاطاحة بعهد حلف بغداد الاميركي الوريث للوجود البريطاني الاستعماري في المنطقة ويشكل بؤرة للعدوانية الاميركية على حرية شعوبها وعلى سيادتها الوطنية .
فهل يستكثر الوطنيون العراقيون على شعبهم وامتهم الالتئام مجددا وعلى التوحد بغلق المنافذ امام القوى الاجنبية ومنع تدخلها في شؤوننا الداخلية بجعل جبهتها متماسة غير قابلة للاختراق، تمهيدا لانطلاق عمل وطني جاد موحد لاعادة بناء العراق مفعما بالارادة الناهضة من جديد؟!
وما اشبه اليوم بالبارحة فقد لاحق المكر البريطاني الحقود العراقيين عقودا طوبلة بفعل اميركي تدميري تمثل بالغزو وبالاحتلال المباشر وتسليط العملاء حكاما عليه وفق ما سميت بالاتفاقية الامنية التي وقعها المالكي مع الاميركيين التي جعلته هو وزمره في مامن من غضبة الشعب المجروح يستظل بجبرة السفارة الاميركية في حين يلاحق الموت والجوع والتشريد ابناء العراق الذين يجهلون على ماذا نصت هذه الاتفاقية التي يحلو للاميركيين اطلاق صفة الستراتيجي عليها !!
واذا القينا نظرة متفحصة على طبيعة الصراع بين الكرد وبين سطوة السلاطين العثمانيين على العراق في القرن الثامن عشراو بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى في عام 1818بهزيمة الترك وفي بدء مرحلة الانتداب البريطاني على عموم الاراضي العراقية وكذلك عند خضوعها للاحتلال البريطاني بموجب معاهدة 930 ,او في زمن الحكومة التي انبثقت في العراق بعد قيام ثورة الجمهورية –ثورة 14 تموزالمجيدة - نجد ان هذا الصراع اتسم بـ:
ا - في ظل الهيمنة العثمانية بنزوع طبيعي للتخلص من ظلم وطغيان السلاطين الاتراك والرغبة في اقامة سلطة كردية تتولى ادارة شؤون المنطقة التي يسكنها الاكراد وخصوصا في السليمانية التي يحظى فيها الزعيم الكردى محمود الحفيد بحجم تأييد كبير من ابناء اهلنا الكرد .
ب – في ظل الانتداب البريطاني للعراق واحتلاله بدت مطالب الكرد اوضح حيث عبروا عن تطلع لاقامة حكم ذاتي لادارة شؤونهم في منطقة كردستان وضمن اطار العراق الموحد ولكن الكرد تعرضوا للقمع والملاحقة من قبل سلطات الانتداب والاحتلال البريطانية وخصوصا رموزهم الدينية والقومية الذين ا تخذت بحقهم اجراءات بالنفي للهند او الابعاد الى مدن العراق الجنوبية والغربية وبعضا الى العاصمة بغداد , ومنهم من لجا الى دول خارجية كالشيخ مصطفى البرزاني وغيره من الشخصيات الكردية المثقفة الناشطة سياسيا.
ج – في ظل العهد الجمهوري وما شهدته الجبهة الداخلية من انفراط وتفكك وتقاطع في الاجتهادات والمواقف وصل للاسف الشديد درجة القطيعة بين القوى الوطنية مما انعكست ظلالها السلبية على مجمل القضايا الوطنية التي تصب في تعزيز العمل الوطني واشاعة اجواء الاستقرار الذي يؤسس لبناء قاعدة راسخة للثقة بين القوى الوطنية لتنهض بمهمة التصدي المشترك لمعالجة القضايا الملحة التي تواجه العراق وتؤدي الى نهوضه موحدا متماسك الصف وفي المقدمة منها القضية الكردية التي ظلت بعيدة عن المعالجة ليستمر نزيف الدم العراقي ما دام شرخ الوحدة الوطنية قائما ولم يندمل .
وفي الخلاصة فإن بيان الحادي عشر من اذار 1970 شكَّل الحل التاريخي المستجيب لمطالب شعبنا الكردي التي نادى بها طوال مراحل نضاله وابرزها تحقيق حلمه ياقامة حكم ذاتي لهم في كردستان العراق واقرار حقوقهم القومية والسياسية والثقافية واعتماد اللغة الكردية لغة رسمية في منطقة الحكم الذاتي .







