قال المجرم جورج بوش حين احتلت قواته العراق (سنخرج من العراق بعد انتهاء المهمة).
ولقد عم الخراب بلاد العرب بعد غزو أميركا للعراق... الغزو الذي استندت مبرراته على تلفيق التهم الكاذبة له، واتهامه بأنه يمتلك أسلحة نووية، ويهدد أمن أميركا القومي، ولصدام حسين علاقة مع القاعدة، ناهيك عن تلفيق تهم أُخرى كلها كاذبة لتبريرغزوه للعراق، وفي التاسع عشر من اذار عام 2003 بدأت قنابل وصوارخ اليورانيوم المنضب والنار تتساقط على العراق من الارض والجو والبحر، ولقد استمرت أميركا بمساعدة أذنابها وعملائها في القصف والتدمير حتى احتلته، بعد أن دمرت بنيته التحتية وقتلت واعتقلت وشردت الملايين من العراقيين...
ثم زرعت النعرات الطائفية والعرقية بين أبناء الشعب الذي كان لا يعرفها ولا يفرق بين العراقي والعراقي، ناهيك عن إدخالها للجواسيس والموسادين والصفويين وفرق الموت والمرتزقة وطبعاً العملاء الذين دخلوا إلى العراق على ظهور الدبابات الأميركية وها هم يحكمون العراق لغاية الان... ترافق هذا مع حلها للجيش العراقي الفذ الذي جرع الخميني السم، والاستعانة بمليشيات صفوية يحركها نوري المالكي مع وضع قانون اجتثاث حزب البعث لأنها وعملاءها يخافون على مصالحهم من البعث ومن أي عراقيوطني عروبي قومي سيعيد للعراق هيبته وجيشه وسيعمل لمصلحة الوطن العربي.
لقد مر على احتلال العراق 12 عامأ، وأميركا منذ اليوم الأول للإحتلال تحاول تطبيق سياسة إرجاعه إلى ما قبل التاريخ، كذلك تود بلقنته والقضاء على أي عراقي يقاوم سياسة تقسيم بلده والتبعية للأجنبي...
ثمة مقاومة عراقية باسلة جعلت أميركا تهرب من العراق لكن دون تحقيق هدافها... من هنا قد بدأت حكاية داعش... ولكي يعم الخراب بلاد العرب اكثر، وخاصة في العراق قررت أميركا العودة إليه لإنهاء المهمة... لأن الإرهابي مجرم الحرب جورج بوش الصغير قال سنخرج من العراق بعد إنتهاء المهمة! والمتابع لما حدث في العراق يرى بأن المقاومة العراقية الباسلة لم تترك المجال لأميركا لإنهاء المهمة، فأجبرتها على الهروب منه، تاركة خلفها مقاومة فذة كانت ستعيد العراق إلى عروبته وإلى سيطرته على السياسة الداخلية وعلى نفطه وإعادة الجيش البطل، والأهم إعادة حزب البعث إلى واجهة الحكم في بلاد الرافدين، وحتماً ستطرد الصفويين وأذنابهم من العراق... وتلك المكاسب لم تعجب أميركا وصهيونييها والصفويين..
إذن لم تنته المهمة الأميركية .. فصنعت داعش من المتخلفين دينياً والتكفيريين والجهلة والمشردين وخريجي السجون والمرتزقة وأمدتهم بالمال وبالسلاح عن طريق أذنابها من العملاء وخاصة في الموصل، ثم أطلقت ايدي الدواعش في سوريا وليبيا وأقطار عربية أخرى، لترهيب وتخويف الشعب بطرق عدة، ونهب الثروات وتخريب ما لم تخربه قوات الإرهابي الأول في العالم مجرم الحرب جورج بوش الصغير، ناهيك عن هدم المساجد والكنائس وتحطيم تراث وتاريخ العراق وسوريا، والاهم هو القضاء على المقاومة العراقية وعلى حزب البعث وعلى كل من يعمل على تحرير العراق من براثن الإحتلال الآثم.
ولأن مهمة أميركا في تخريب العراق والوطن العربي لم تنته بعد، فلقد اعادت طائراتها وجنودها إلى العراق تحت ذريعة محاربة داعش، مع إن أميركا تعرف بأن الرابح لأي حرب هو الذي على الأرض ... لكنها تغازل الدواعش بالطائرات دون طيار لإنهاء مهمتها في خراب العراق وخراب الوطن العربي ولتقتيل المقاومين للاحتلال من أحرار العراق.. ولكي يتحقق حلم الصهاينة بمقولة "وطنك يا اسرائيل من النيل إلى الفرات"، وهكذا هدف لن يتحقق إلا بتشكيل دولة متخلفة متعصبة تهدم العروبة وتقضي على الإسلام الحق ثم
تقيم دولة عزرائيل!
أجزم بأنه لا فرق في تنفيذ السياسة الأميركية الخارجية بين بوش أو أوباما لأن السياسة الخارجية الأميركية متفقق عليها مع الأيباك والماسونية ودهانقة الرأسمالية العالمية التي تتحكم بسياسة وساسة أميركا. وهم يتحكمون بالشعوب وبمصيرها!
أجل المهمة في تخريب العراق والوطن العربي لم تنته يا شرطية العالم بعد، فلقد امتدت أيديك بدعمك للجماعات المتطرفة إلى تخريب سوريا وليبيا واليمن ناهيك عن محاولتها تخريب مصر لأن مخططها بعد تدمير الجيشين العراقي والسوري تدمير الجيش المصري لحماية الكيان الاغتصابي من أي تهديد عربي لكي يتمكن الصهاينة من تهويد كل فلسطين.
ولقد نجحت الإمبريالية العالمية التي تقودها أميركا في جعل العربي يقاتل العربي... ونجحت في زرع النعرات الطائفية والعرقية، وتحاول زرع عصابات التطرف في قلب الوطين العربي كما زرعت بريطانيا عصابات الصهاينة في فلسطين .. ونجحت في إشعال الحرب بين العربي والعربي، وجعلت العرب يحاربون بعضهم ومستمرة في تخريب الوطن العربي من الماء إلى الماء... وترك الصهاينة ماضون في تهويد فلسطين من البحر إلى النهر دونما حساب لأي عربي لأنهم قد أصبحوا لا أعداء لهم! أجل، العرب مشغولين بمحاربة بعضهم واصبحوالإخوة الأعداء... لكنهم قد نسوا بأن فلسطيني الداخل متمسكين بفلسطينهم حتى الموت... والملايين من فلسطيني الشتات ينتظرون عودتهم إلى ديارهم طال الزمن أم قصر وأن قضية فلسطين تعد قضية كل العرب حتى تحريرها.
وبما أن مهمة بوش الصغير، إي أميركا، قد بدأت من العراق فلن تنته إلا في العراق، فهل ستتقِ الله وتسحب قواتها البرية والجوية من العراق... وتأمر صفوييها بالعودة إلى ديارهم، واذنابها بالهروب إلى أوكارهم... ثم تترك اهل العراق يعيدون تشكيل الجيش العراقي وتسليحه لأنه الوحيد القادر على تنظيف العراق من كل الفواحش؟
ولأن مهمة بوش في العراق وفي غيره من أقطارنا العربية قد أوجعتنا حتى النخاع... وتكاد بأن تعيدنا إلى ما قبل الإستقلال... وجعلتنا نعتبر أميركا قوة إرهابية غاشمة ومحطمة لأمانينا.. فهل ستغير سياستها تجاهنا وتنهي مهمة بوش الصغير ام أنها ستستمر في إرهابها لنا لأن مهمة بوش الصغير لم تنته بعد؟
أم إن الأميركان والصفويين يتفاوضون على تنفيذ مهمة أخرى لنا؟!