اتفاق لوزان النووي‎ ‎

سامي سعدون

بعد تأخير ليومين عن الموعد النهائي المحدد (31 / اذار) اعلن عن التوصل لـ (اطار) اتفاق حول برنامج ايران النووي نتيجة لضغط ودور اميركي واضح وابرز ملاحظاتنا على هذا الاطار الاتي:

1 ـ رغم ما اكده الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان هذا الاتفاق قد قطع الطريق على ايران نووية وتطميناته للصهاينة ..الاّ انه لا يعدو اكثر من بيان وليس اتفاقا اراد به اوباما ان يسجل نصرا لسياسته الفاشلة على كل الاصعدة بادعاء اعادة ايران الى الحظيرة الدولية بزعامة اميركا وبما يحيي دورها كشرطي اميركي في المنطقة العربية، وهو في ذات الوقت حفظ ماء الوجه لمجموعة 5 +1.

2ـ الاتفاق نجاح لسياسة المراوغة والخداع والمماطلة التي تنتهجها طهران للتخلص من اعباء وتبعات العقوبات الاقتصادية وتأثيراتها على الداخل الايراني وذلك برفعها، وبما يجنب منشآتها النووية التدمير، وبما يمنحها وقتا مضافا على طريق ولوج النادي النووي، فضلا عن السكوت على سياستها الاستعمارية للتوسع على حساب العرب في المنطقة (شرعنة دورها الاقليمي الشرق- اوسطي لتحقيق حلم احياء امبراطورية فارس)!.

3ـ لم تقدّم ايران سوى "وعود " بالتعاون والتقيد بعدم انتاج سلاح نووي، فيما لا توجد ضمانات لذلك، مقابل إلغاء العقوبات الاقتصادية التي اثارت الداخل واثرت في تنفيذ اجندتها السياسية لاجتياح المنطقة بدعم اذرعتها وتعزيز متطلبات ترسانتها العسكرية لهذا الغرض فهناك اجماع دولي على ان ايران اليوم تمتلك "معرفة نووية" تقرّبها من صنع السلاح النووي.

4ـ الاتفاق النهائي ارجأ الى الـ 30 من حزيران المقبل! فمن يضمن عدم قيام ايران بمفاجأة العالم بامتلاكها قنبلة نووية! واذا لم تلحق فانها ستماطل لدفع الموعد الى ابعد ما تستطيع، والخاسر الوحيد في ذلك هم عرب دول الجوار وبالاخص الخليج العربي، لاسيما وان لا رادع يقف بوجهها، اذ ما زال ملالي طهران مستمرين في سياستهم العدائية التوسعية تجاهنا رغم "عاصفة الحزم" في اليمن، فاذا لم يكن الردع العربي اكثر حزما فلا فائدة!

5 ـ تخفيض اجهزة الطرد المركزي الى 6000، وتقييد عمليات تخصيب اليورانيوم باقل من 5%، وتحويل مفاعل (اردو وناتنز) الى مؤسسات نووية علمية وتجميد نشاط منشأة اراك بإفراغها من المياه الثقيلة واخضاع البرنامج الى رقابة صارمة.. الخ، كل ذلك، في تقدير الكثيرين، لا يعني عدم قدرة ايران على الخداع والتملص لاسيما وان لديها مفاعلات سرية، كما ان هذا الاتفاق من جانب اخر (اذا ما خرق او حامت حوله الشكوك) واذا ما استجدت ظروف دولية! لايعني ان خيار الضربة العسكرية غير وارد!

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,026,901

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"