الفتاوى الكاذبة.. سلاح إيران الخفي لتشويه "عاصفة الحزم"‏

إبراهيم العلبي

تناقل عدد من المواقع والصحف فتوى غريبة منسوبة لمفتي المملكة العربية السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، تقول بجواز أكل الرجل زوجته إذا أصابه جوع شديد، إلا أنه لم يصدر عن دار الإفتاء ما يشبه هذه "الفتوى" رسمياً، ما أثار التساؤلات حول مصدرها وأسباب إشاعة فتاوى من هذا القبيل في هذه الآونة بالتحديد.

 

قناة الفجر السعودية نقلت عن مصادر سعودية تكذيبها الفتوى، متهمة وسائل إعلام إيرانية بتلفيقها ونسبتها لآل الشيخ.

المواقع التي نشرت الفتوى لأول مرة، يلاحظ أنها مواقع تابعة لإيران وحلفائها في المنطقة وقامت بتداول الخبر دون التشكيك بمضمونه، مثل موقع قناة العالم، وموقع قناة المنار اللبنانية، والمواقع التابعة لنظام الأسد، وعدد من المواقع العراقية.

لم يصدر الشيخ عبدالعزيز هذه الفتوى، بالنظر إلى خلو موقعه الرسمي من أي فتاوى أصدرها تتضمن مثل هذه الأمور، رغم أن الموقع يضم مئات الفتاوى والتسجيلات الصوتية وخطب الجمعة التي يلقيها، ومن المعتاد أن أي فتوى تصدر بشكل رسمي يتم توثيقها.

وأرجع عدد من المدونين السعوديين إِشاعة مثل هذه الفتوى على لسان مفتي السعودية إلى الحرب التي تخوضها بلاده في اليمن تحت عنوان "عاصفة الحزم" التي تستهدف الحوثيين، والذين تعتبرهم طهران ذراعها الطولى هناك.

وترفض إيران العملية العسكرية الجارية في اليمن، وتعتبر تدخل التحالف العشري الذي تقوده المملكة عدواناً على اليمن، وتوقع مراقبون أن يكون لها ردود فعل عملية ضد الرياض، تتمثل بتحرك عسكري مباشر، إلا أن الميدان الإعلامي والحرب النفسية يبدو الأسهل والأقرب بالنسبة لطهران.

وتذكر فتوى "أكل الرجل زوجته" التي تنال من مفتي المملكة وتشوه مكانة السعودية في العالم العربي، نظراً لأن المفتي يرأس المؤسسة الدينية الرسمية في البلاد، بفتوى لا تقل عنها غرابة، باسم "جهاد النكاح"، والتي أشيعت في تونس مع بداية الثورة السورية، وتناقلتها وسائل الإعلام التونسية، ونسبتها إلى الداعية السعودي المعروف بتأييده للثورة، محمد العريفي.

وعلى الرغم من نفي العريفي آنذاك لصحة الفتوى واستهجانه لها، إلا أن وسائل الإعلام الإيرانية وتلك المحسوبة على حلفاء طهران تناقلتها وتبنتها تماماً، في محاولة لتوجيه ضربة إعلامية للثورة السورية وداعميها، وتبين لاحقاً أن وراء إشاعة "جهاد النكاح" قناة الميادين الإيرانية التي يديرها الإعلامي المستقيل من الجزيرة غسان بن جدو، التونسي الموالي لنظام الأسد وحزب الله.

 

نشرالمقال هنا