روحاني أيضا يتغنى بالتمدد الايراني

منى سالم الجبوري

تناقلت وسائل الاعلام خلال الفترات لاخيرة تصريحات إستفزازية عديدة لقادة و مسٶولين في الجمهورية (الاسلامية) الايرانية تفاخروا خلالها بالتمدد الذي حققه نظام بلادهم في دول المنطقة، وفي الوقت الذي يبدو فيه واضحا أن هذا التمدد يتم على اساس مشروع فکري ـ سياسي يسعى لإبتلاع المنطقة کلها، فإن هنالك البعض ممن قلل من شأن هذه التصريحات ودعا للتعويل على آراء ومواقف ماسموه بالتيار المعتدل في إيران، لکن ما صرح به أخيرا الرئيس الايراني، حسن روحاني، جاء مخيبا لآمال هٶلاء إذ کما ظهر من تصريحه فإنه تغنى أيضا بالتمدد الايراني واعتبر نصرا ومفخرة للجمهورية (الاسلامية) الايرانية.

 

 

روحاني الذي کان يلقي کلمة بمناسبة يوم القوات المسلحة الايرانية، أشاد بالجيش الإيراني واعتبره قدوة لجيوش المنطقة التي دعاها إلى أن تستلهم الدروس من الجيش الإيراني، على حد قوله، ولدى إشارته إلى القوة البحرية الإيرانية، قال "قواتنا البحرية ترفع رايتنا من الخليج الفارسي إلى خليج عدن، ومن بحر عمان إلى البحر المتوسط والمياه الدولية والمحيطات، إلا أن هذا التواجد يهدف لضمان أمن الدول المطلة عليها والنقل البحري"، وهو بذلك يٶکد بأنه لايختلف عن غيره من حيث تمسکه و إشادته بالتمدد المشبوه لبلاده والذي بات يثير الکثير من الازمات والمشاکل في المنطقة.

التمدد الايراني المشبوه الذي هو السبب والعامل المباشر لمعظم أزمات ومشاکل المنطقة ومن جراء آثاره وتداعياته، تجتاح المنطقة حمى النعرات الطائفية التي تغذيها بقوة الجماعات والميليشيات والاحزاب المتطرفة التابعة لطهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى ان أحداث اليمن التي تجلت للمنطقة کتطور بالغ الخطورة يهدد أمن وإستقرار باقي الدول، إذ أن قيام طهران بتنفيذ مخططها المشبوه في اليمن و الانقلاب على الشرعية عن طريق جماعة الحوثي التابعة لها والمدربة والموجهة من قبلها، يعتبر بادرة وسابقة إستثنائية تمهد لما هو أخطر من ذلك بکثير!

منذ 25 عاما، يقيم الحرس الثوري الايراني علاقات وطيدة مع جماعة الحوثي، کما أکد مسٶول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، محمد محدثين، بأن طهران و خلال 25، عاما المنصرمة قام بتهيئة إمکانيات هائلة من أجل التوغل في اليمن وان قوات القدس ومنذ فترة طويلة دربت الحوثيين عسکريا وجهزتهم بالاسلحة وتابعت قضاياهم من النواحي السياسية والاستراتيجية مٶکدا بأن تقدم الحوثيين من صعدة بإتجاه صنعاء قد تم إعداد تفاصيله من جانب الحرس الثوري و قوات القدس بصورة کاملة. ولذلك، فإن الذين يسعون للتغطية على التمدد الايراني والتقليل من شأنه، يمکن إعتبار دورهم بهذا السياق مشبوها لأنه وأيا کان السبب الذي يرتکز ويعتمد عليه، فإنه لايعکس موقفا صحيحا وأمينا ومطابقا للحقيقة والواقع.

تغني روحاني بأمجاد التمدد المشبوه لنظام الجمهورية (الاسلامية) الايرانية، يعکس في الحقيقة حقيقة معدن کل قادة ومسٶولي هذا النظام، فاکل سواسية وفي مرکب واحد وبإتجاه هدف واحد وهو تنفيذ مشروعهم الذي يهدف الى إقامة إمبراطورية دينية على حساب أمن واستقرار المنطقة، وانه لم يعد هنالك من مناص في الوقوف بوجه هذا المشروع المشبوه ورد کيده الى نحره.

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,621,601

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"