زعماء أوروبيون يدعون لمحادثات عاجلة بعد غرق 700 مهاجر قبالة ليبيا

دعا رئيس الوزراء الايطالي، ماتيو رينتسي، الأحد، الى اجتماع عاجل لزعماء الاتحاد الاوروبي هذا الأسبوع لبحث مسألة الهجرة بعد انباء عن غرق ما يقرب من 700 شخص قبالة الساحل الليبي خلال الليل فيما قد تكون أسوأ كارثة لمهاجرين عبر البحر المتوسط مع فرار الآلاف من الفقر والحرب من أفريقيا إلى أوروبا.

 

 

كما دعا إلى تضافر الجهود الدولية للإجهاز على مهربي البشر بعد المأساة التي وقعت ليل السبت حين انقلبت سفينة صيد تعج بالمهاجرين.

وقال رينتسي للصحفيين بعد اجتماع حكومي عاجل "نطلب ألا نكون بمفردنا"، مضيفا أنه دعا لاجتماع طارئ لزعماء الاتحاد الأوروبي يعقد هذا الأسبوع لبحث أزمة اللاجئين المتفاقمة.

وشدد على أن مهام البحث والإنقاذ لم تتوقف لإنقاذ الأرواح. وتابع أن المشكلة لا يمكن حلها إلا من خلال منع النشاط الإجرامي لمهربي البشر ومنع قوارب المهاجرين من مغادرة ليبيا.

وقال إنه ما زال من غير الممكن تقدير إجمالي عدد الوفيات خلال أحدث مأساة. وأشار إلى أنه لا يمكنه إلا تأكيد العثور على 24 جثة وإنقاذ 28 شخصا.

وفي حال تأكد وقوع الحادث ستكون هذه الكارثة من بين الأسوأ في سجل أزمة المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب حوض المتوسط كما سيرفع عدد القتلى منذ بداية العام إلى أكثر من 1500 شخص مع تدفق المهاجرين الهاربين من الفقر والحرب وانعدام الاستقرار في أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 50 شخصا أنقذوا ممن كانوا على متن السفينة.

وقال رئيس وزراء مالطا، جوزيف موسكات، "إنهم يحاولون فعليا العثور على أحياء بين الجثث الطافية على سطح الماء."

وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولوند، إن على الاتحاد الأوروبي أن يبذل المزيد من الجهد. وأضاف لمحطة تلفزيون كانال بلاس إن جهود الإنقاذ ومنع وقوع الكوارث تحتاج "مزيدا من القوارب ومزيدا من الطلعات الجوية ومزيدا من المعارك المكثفة ضد مهربي البشر."

وقال وزير العدل والهجرة السويدي، مورغان يوهانسون، "ينبغي أن يتحمل مزيد من دول الاتحاد الأوروبي المسؤولية عن وضع للاجئين." ودعا إلى توسيع برنامج تريتون لحماية حدود الاتحاد الأوروبي وهو برنامج يعمل في نطاق 30 ميلا فقط من السواحل الإيطالية.

وألغيت عملية البحث والإنقاذ السابقة "مير نوستروم" العام الماضي بسبب التكلفة ولأن بعض الساسة قالوا إنها تشجع اللاجئين على المغادرة من خلال زيادة أملهم بأنه سيتم إنقاذهم.

وقال رئيس مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، أنتونيو غوتيريس، "تؤكد هذه الكارثة الحاجة الملحة لإعادة عملية إنقاذ في عرض البحر وانشاء مسارات شرعية موثوق بها للوصول إلى أوروبا."

وقالت ممثلة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والإدماج، آيدن أوزغوز إنه مع احتمال وصول المزيد من اللاجئين مع تحسن الجو فإنه يتعين إعادة تشغيل بعثات إنقاذ طارئة.

وأضافت "من الوهم الظن بأن إلغاء مير نوستروم من شأنه منع الناس من محاولة القيام بهذه الرحلة الخطرة عبر البحر المتوسط."

 

البحث عن حياة أفضل

وقال مسؤولون إيطاليون إن 17 من زوارق البحرية وخفر السواحل والسفن التجارية في المنطقة بالاضافة الى قارب دورية من مالطا وطائرات من البحرية وخفر السواحل تشارك في عملية البحث والإنقاذ التي يتولى تنسيقها خفر السواحل الإيطالي في روما.

ولم يصدر بعد قرار بشأن المكان الذي سينقل إليه من يتم إنقاذهم أو الذي ستنقل إليه الجثث.

ومن المعتقد أن السفينة المكتظة بالركاب انقلبت حينما تجمع المهاجرون في احد جوانبها مع اقتراب سفينة تجارية.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، كارلوتا سامي، "وردت التفاصيل الأولية من أحد الناجين الذي تحدث بالإنجليزية وقال إن 700 شخص على الأقل كانوا على متن السفينة التي انقلبت بسبب تحرك المسافرين إلى ناحية واحدة عند اقتراب سفينة أخرى كانوا يأملون أن تنقذهم."

ودعت جماعات تقدم المعونة الإنسانية إلى فتح "ممر إنساني" لضمان سلامة المهاجرين ولكن كانت هناك دعوات في إيطاليا أيضا إلى منع القوارب من المغادرة بل وتدميرها.

ودعا زعيم حزب الرابطة الشمالية المعادي للمهاجرين، ماتيو سالفيني، إلى فرض حصار بحري فوري على ساحل ليبيا. وقالت دانييلا سانتاناتشي العضو البارز في حزب (إيطاليا إلى الأمام) الذي يقوده سيلفيو برلسكوني إن على البحرية الإيطالية "أن تغرق كل القوارب."

وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية هذا العام بنحو 20 ألفا.

 

عارٌ على أوروبا

من جانبه قال وزير خارجية فرنسا الأسبق، برنار كوشنير، إن أوروبا كلها تتحمل الذنب في ترك مئات من المهاجرين يلقون حتفهم في البحر المتوسط.

وقال كوشنير، وهو أحد مؤسسي منظمة "أطباء بلا حدود" للاغاثة، لصحيفة لو باريزيان في مقابلة نشرت، اليوم الاثنين، "في هذه المسألة.. أوروبا مذنبة لتقاعسها عن مساعدة شخص في حالة خطر. عار علينا." مستخدما التوصيف القانوني لجريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي.

وأضاف "قبل أي شيء آخر لنلقي بطوق نجاة إلى كل هؤلاء الناس الذين يغرقون بانشاء أسطول انقاذ أوروبي من الدول الثمانية والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. زورق انقاذ واحد من كل دولة."

 

المصدر: رويترز

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,037,544

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"