وهم تأهيل #الميليشيات

منى سالم الجبوري

بعد أن إتضحت تجاوزات وإنتهاکات الميليشيات المسلحة ومساهمتها غير العادية في خلق ظروف واوضاع بالغة السلبية في العراق ولاسيما تهيئة کل مقومات وعوامل الحرب الاهلية بأسوء صورها، وبعد أن تزايدت الانتقادات على الاصعدة العراقية والعربية والدولية لدور هذه الميليشيات، فقد صدرت توصيات عديدة من طهران (مرجعية هذه الميليشيات وأم قراها)، بضرورة إعادة تأهيلها ومنحها مکانة وإعتبارا قانونيا يدفع الى إضفاء شيئا من (الجمالية) على وجهها القبيح.

 

 

خلال الفترات الماضية، إزدادت الخروقات والانتهاکات المختلفة للميليشيات خصوصا في تکريت وکذلك قيامها بمهاجمة السجون في بغداد وإقتحامها عنوة من أجل إطلاق سراح معتقلين لها، هذا الى جانب حدوث مواجهات بين هذه الميليشيات وقوات الشرطة والجيش لأسباب تتعلق جلها بجنوح هذه الميليشيات وعدم إلتزامها بالقوانين والانظمة المرعية، والغريب أن المخالفات والانتهاکات الاخيرة جاءت بعد إلحاق هذه الميليشيات بمکتب رئيس الوزراء، وللأمر أکثر من دلالة وإشارة ذات مغزى.

الميليشيات التي تم تشکيلها في الاساس بناءً على مقتضيات ومصلحة إيرانية بحتة، ولاسيما عندما نعرف أن قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني هي التي أشرفت على تأسيسها وتدريبها وتوجيهها، وقد سبق وأن أکد العديد من قادة هذه الميليشيات ولاءهم المطلق للمرشد الايراني الاعلى علي خامنئي، وان اولئك الذي يتصورون بأنه في الامکان دفع هذه الميليشيات لتغيير ولائها وتبعيتها للحکومة العراقية، انما يلهثون خلف سرابٍ بقيعة.

تنظيم داعش الذي أوجد حالة من الفوضى والهلع والرعب في الاماکن التي يسيطر عليها، وجعل سکان هذا المناطق يعيشون ظروفا وخيمة وحالة من الرعب والقلق، لکنهم عندما يعلمون بأن ميليشيات الحشد الشعبي قادمة إليهم، فإنهم يعانون من نفس الحالة (ولا نريد أن نبالغ فنقول أکثر من ذلك)، وهذا يعني بأن هذه الميليشيات في کفة واحدة تماما مع تنظيم داعش من حيث تخويفه وإرعابه للعراقيين.

الازمة والاوضاع الاستثنائية التي إستجدت في العراق بعد ظهور تنظيم داعش والميليشيات الشيعية، من الواضح بأن إيران ولإعتبارات عديدة و مختلفة، تعتبر المستفيد الاکبر منها، وانها وفي کل الاحوال وخصوصا في الوقت الحاضرهي  بأمسِّ الحاجة لبقاء الاوضاع على حالها کما أنه وفي نفس الوقت، تم إنشاء هذه الميليشيات على أساس وقاعدة الولاء المطلق لطهران وانها تتصرف وکأنها دولة داخل دولة وتعتبر نفسها محصنة ضد القوانين والانظمة المرعية.

ومن هنا، فإن ماقد ذکرته الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي في شهادتها أمام لجنة الشٶون الخارجية للکونغرس الأميركي يوم 29 نيسان 2015، بخصوص ان "الاقتحام والعنف يشكلان خصيصتين مشتركتين للمتطرفين سواء اكانوا سنة او شيعة، ولذلك فان البحث عن العناصر المعتدلة فيهما هو مجرد وهم وسراب"، هي الحقيقة والواقع بعينه لکل اولئك الذين ينتظرون وهم تأهيل الميليشيات المسلحة وجعلها کقوات الشرطة والجيش .

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,058,613

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"