رحّومي ورجال الدين الفاسدين

علي حسين الياسري

في عام 1962 كنت أعيش في مدينة الكوت في بيوت الإدارة المحلية حيث كان والدي مهندسا في المدينة. وكان رحمن جاري، وهو صديقي وإبن ماجد فلاحنا، قد إلتحق معي بمدرسة النضال الإبتدائية.

كانت تعيش في بيت رحمن قطة وقد ولدت هذه القطة ثلاثة قطط، ثم دهستها سيارة فبقيت القطط الثلاث في بيت رحمن الذي كرهها لسبب لا أعرفه.

كان يضربها بالحزام حتى تبدأ بالصراخ ولكنها تبقى تتبعه.

وضرب القطط بالحجارة حتى سال دمها ومع ذلك بقيت تتبعه. 

رمى إحداها من سطح منزله فإنكسرت رجلها وبقت تعرج و لكنها بقيت تتبعه. 

خنق واحدة من هذه القطط، وهربت الثانية ووجدنا الثالثة ميتة بجوار الحائط الخلفي بعد أن جوَّعها رحومي، كما كنا نسميه، جوَّعها حتى الموت.

حين كنت أسمع أخبار العراق اليوم وأتنقل بين فضائياته لا أعلم لماذا تذكرت رحومي؟!

أعتقد أن السبب هو أن أحد رجال الدين الذي كانت تزهو طلعته البهية من خلال إحدى الفضائيات كان يشبه رحومي إلى حد كبير، أو هكذا خُيل لي.

قارنت في داخلي بين رحومي ورجال الدين العراقيين (طبعاً حاشا رحومي) وقطط رحومي وقطط رجال الدين وهي التي تشكل نسبة عالية جداً من الشعب العراقي!

فرغم الإذلال ورغم التحقير ورغم التعذيب ورغم السلب  رغم التقتيل ورغم النهب ورغم الدوس بالبطن فلا زالت القطط العراقية تلحق رجال الدين الفاسدين وهي مغمضة العينين ذليلة صاغرة! لماذا بالله عليكم؟!

لو حصل ما يحصل للعراقيين على أيدي رجال الدين الإسلامي لكان هناك حديث آخر!

لماذا وصل العراقيون الى هذه الدرجة من الخنوع  والخضوع والجبن والإستسلام؟!

والله والله والله لا أجد تفسيراً، فلو عدنا إلى بدايات الإسلام لوجدنا العرب يقفون بوجه كل حكامهم ويجادلونهم ويستخدمون أسماءهم الأولى لتنبيههم وتأنيبهم على أخطائهم. أما الآن فإن رجل الدين يقف كهولاكو يخطب في قططه ويخبرهم ماذا يفعلون ومن ينتخبون ومن يستبعدون والقطط الخانعة ليس لها إلا أن تبوس يديه (أو إتحب إيده، كما نقول في الناصرية)! لعن الله الخنوع والخانعين فهم من يخلق الطغاة وعتاة المجرمين!

لقد أثبت رجال الدين الفاسدون في يومنا هذا أنهم أخساء لدرجة يصعب تصديقها، وهم منتفعين بإذلالنا وتجويعنا وترهيبنا إلى العظم، وكذابين بشكل لا مثيل له. وعلى إستعداد لإستخدام الدين كذباً وبهتاناً لتحقيق مصالحهم وبلوغ غاياتهم الدنيئة التي لا علاقة لها بالدين الحق!

ومثل رحومي، قتلوا وهم حالياً يستكملون قتل ذلك الثلث من العراقيين، ودفعوا ثلث العراقيين للهروب من البلد، والثلث الثالث جائع الآن وفي طريقه للموت ليبقى رحومي يصول ويجول.

قد يقول قائل: لا تعمم فليس كل رجال الدين هم بهذه الدرجة من السوء والخسة، و أقول: لعن الله السرسرية كلهم، والسيبندية كلهم، والشلايتيه أبناء الشلايتية كلهم. ولعن الله الجبناء الأذلاء كلهم.


comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,626,753

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"