نمر #إيران الكارتوني

حازم الراوي

بعد محاولات متعددة ومتنوعة لاخفاء النوايا الحقيقية المستورة للمشروع الإيراني، افتضح الامر مؤخرا للعامة من ابناء الشعب العربي وليس للنخب او لطبقته المثقفة فحسب بأنه مشروع قومي فارسي وليس كما يشاع كذبا من انه مشروع ديني مذهبي يرتكز على فكرة التشيع.

 

 

هناك فرق شاسع بين عقيدة التشيع العلوي لاهلنا العرب من شيعة اهل البيت رضي الله عنهم وما يتبناه الفرس من عقيدة التشيع الصفوي التي تستهدف تدمير الاسلام من خلال غرس العقائد الغريبة وتسويق الافكار العقيمة للاستحواذ على الارض والانسان على طريق ما يسمى بإعادة الامبراطورية الفارسية، وكما صرح بها بوقاحة مؤخرا مستشار الرئيس الايراني علي يونسي من عودة الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد. وخير دايل على هذا المشروع الفارسي القومي يكمن فيما يتعرض له ابناء جلدتنا من الاحوازيين العرب، الشيعة، من تدمير لكل منظومات الحقوق الحياتية.

وبالرغم من الدعم الاعلامي الهائل لما يسمى بقدرات إيران الاستراتيجية في تحقيق اهدافها من خلال القنوات الفصائية الساندة لها، الا ان الحقيقة المؤكدة ان كل ما يقال عن قوة إيران السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية انما هو في الحقيقة لا يتعدى الحرب النفسية التي تقودها الالة الإعلامية الزائفة والكاذبة ضد العرب لإبقائهم في حالة من الوهن والاحباط.

فهنالك قوى ومواقف واحداث وحقائق ومعطيات ومستجدات تؤكد ان إيران تتدحرج الآن بمشروعها التوسعي الخائب وتنهار سريعا بقواها الخائرة.

ولعل إيران ينطبق عليه المبدأ الذي يؤكد بأن القوة كلما ابتعدت عن المركز وانتشرت بعيدا وتشتت كلما خبت وتناثرت ووهنت.

وهكذا فان التدخل الإيراني والانتشار بمليشياتها واسلحتها في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن والجزر الارتيرية انما يؤكد هذا الوهن والتخبط على العكس من تصورها بأن ذلك مصدر قوة لها لمصادرة قرارات ومصائر الشعوب الحرة.

واذا ما اختزلنا النظرة الى الابعاد الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية نجد الاتي:

اولا . على المستوى السياسي، نلحظ في المستوى الدولي والاقليمي العزلة المتفاقمة لإيران مثلما نلحظ الصراع الداخلي الخفي اعلاميا بين الإصلاحيين والمحافظين. على العكس من المعارضة الإيرانية الممثلة بمجاهدي خلق التي اخذت تحظى بدعم سياسي اوربي متصاعد.

ثانيا. على المستوى الاقتصادي فإن الحصار المفروض عليها وحجم التضخم الذي اصابها ادى الى انهيار التومان وانتشار طوابير الانتظار امام محطات الوقود ومخازن الاغذية. كما ادى حجم الدعم التسليحي والمادي الهائل لأذرع مليشياتها في الدول المستهدفة الى تفاقم انهيار اقتصادها الوطني.

ثالثا. على المستوى الاجتماعي فان اهلنا العرب في الاحواز واخوتهم البلوش شرق إيران ينتفضون بثورة مباركة وكذلك الحال للاكراد في كردستان والاذريين في اذربيجان وهذه الشعوب تشكل نصف نسبة سكان إيران مما سببت في اضعاف هذا النمر الكارتوني. ناهيك عن المستوى الاجتماعي، حيث يعاني الشباب الإيراني من ضغوط نفسية واجتماعية في عولمة العالم المعاصر.

رابعا. على المستوى الإستراتيجي العسكري فإن كافة اسلحة إيران لا تشكل سوى معدات واهية امام التطور التقني العسكري العالمي الجديد بالرغم من مناوراتها البحرية ودعايتها الإعلامية.  وهكذا نجدها مشلولة الان امام إمكانية دعم ذراعها الحوثي في اليمن.

وحتى القدرات النووية المستقبلية الإيرانية فيما لو اكتمل برنامجها النووي فهي لا تتمكن من الدخول الى النادي النووي لضعف عدد وعيارات الرؤوس النووية، فيما لو امتلكتها، امام الترسانة النووية الاقليمية كما في الكيان الصهيوني او الباكستان او الترسانة النووية على المستوى الدولي.

وكل ذلك يأتي في اطار حديث الصادق المصدوق نبينا الاكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم (اذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده)، وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى صدق الله العظيم

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,040,772

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"