كيف نميز أنصار (إسرائيل) الشرقية العرب؟ 5 ‏

صلاح المختار       ‏

أسعد من خنزير بالوحل

مثل غربي


8-متى يصيب الخرس انصار (إسرائيل الشرقية) ؟

ان اقصر الطرق لكشف انصار (إسرائيل الشرقية) هو مواجهتهم بمواقف ‏(إسرائيل الشرقية ونغولها العرب والطلب منهم الحكم عليها ، وفيما يلي بعض الاسئلة المتعلقة بمواقف (إسرائيل الشرقية) المعروفة ‏والتي يعد كل واحد منها كافيا لادانتها واعتبارها دولة عنصرية استعمارية مستنسخة من توأمها (إسرائيل) الغربية  ومن ثم فان دعمها ‏يعد بلا شك دعما لكيان استعماري معاد للعرب :‏

س1: هل شاركت (إسرائيل الشرقية) في غزو العراق ودعمت أميركا ام لا ؟  وهل هذا الدعم اذا ثبت حصوله خطأ ‏ام خطيئة؟

الجواب : كي يكون الجواب قاطعا علينا دائما تذكر الادلة الدامغة التي تثبت ان (إسرائيل الشرقية) كانت الداعم الاهم والاخطر لغزو ‏أميركا للعراق والاداة الرئيسة في تحقيق الاهداف الستراتيجية للغزو وفي مقدمتها التدمير الشامل للعراق وابادة ملايين العراقيين ‏وتهجير عرب بلغ عددهم اكثر من ضعف اللاجئين الفلسطينيين اضافة لاثار اخرى اخطر مما تعرضت وتتعرض له فلسطين كما ‏رأينا من خلال ما جرى ويجري في العراق . وهذا بحد ذاته ادانة كاملة وساحقة لكل من يدعم الفرس .‏

لنبدأ باعترافات رسمية ايرانية تؤكد انها الشريك الاهم لأميركا في غزو العراق وتدميره، فقد اعترف نائب الرئيس ‏الايراني محمد علي ابطحي في عام 2004 وفي مؤتمر دولي في الامارات وبث علنا وروِّج على اوسع نطاق عندما قال حرفيا (لولا ‏الدعم الايراني لما نجحت أميركا في غزو افغانستان والعراق) وهذه ال(لولا) شرطية وجازمة وليست ترجيحية وتحدد بحتمية لا ‏مفر منها بانه لولا دعم (إسرائيل) الشرقية  لأميركا لما نجح الغزو ، وكرر الاعتراف احمدي نجاد وهاشمي رفسنجاني وعشرات ‏المسؤولين الايرانيين خاصة عندما  انتقدوا أميركا لانها (ناكرة جميل) ولم تعترف بفضل ايران عليها بضمان انجاح غزوها .‏

ويتضح انحراف انصار (إسرائيل الشرقية) عندما يبررون غزواتها بقول بعضهم (ان لايران مصالح قومية) تدافع عنها ‏وانها كانت ذكية واستغلت حاجة أميركا لها فدعمت الغزو وكان على العرب ان يكونوا اذكياء مثلها في استغلال أميركا لتحقيق ‏مصالحهم ! اليس هذا منطق (إسرائيل) الغربية وأميركا وكل من يسعى لتسويق اي عمل حتى لو كان اجراميا ويقع ضمن خطوات ‏الاستعمار ؟

هذا البعض يبدو متناسيا لاهم واقعة وهي ان التعاون مع استعمار لغزو بلد اخر عمل لا يدخل في نطاق خطأ عابر او ثانوي او ‏اجتهاد دولة تدعي الاسلام والتمسك بتحرير الاراضي العربية التي تحتلها الصهيونية بل هو خطيئة كبرى ، لان الاحتلال واحد ‏وليس هناك احتلال حميد واخر سرطاني ، سواء قامت به الصهيونية او الغرب او دولة في الاقليم سواء كانت اسلامية او مسيحية او ‏يهودية ومن يشارك في احتلال اجنبي استعماري او غير استعماري او يدعمه فهو لا يختلف من حيث الجوهر عن اي محتل اخر ‏ومهما تغيرت الديانة .‏

س2-هل كان دعم الاحتلال الأميركي للعراق وافغانستان خطئا منفردا تراجعت عنه (إسرائيل الشرقية) عندما رات نتائج ‏الغزو الكارثية كي نقبل بتواصل اعتبار (إسرائيل الشرقية) دولة ممانعة وتستحق الدعم؟

الجواب : طبعا كلا فهي وقبل غيرها المسؤول الاول ‏عن كل ما ترتب على الغزو من اثار كارثية وبقيت مصرة على مواصلة التعاون مع أميركا حتى هذه اللحظة لاكمال تدمير العراق ‏وفقا للخطة الاصلية التي جاء بها الاحتلال الأميركي وتطابقت مع خطة (إسرائيل الشرقية) .‏

 

س3-من كانت اول دولة اعترفت بحالة العراق المحتل ؟

الجواب : كانت (إسرائيل الشرقية) هي الاولى بلا منازع التي ‏اعترفت بحكومة الاحتلال وبذلك اضفت اول اعتراف بـ(شرعية) احتلال أميركا .‏

س4-من هي الدولة التي ضمنت استمرار الاحتلال وتعزيز وجوده ؟

الجواب : كانت (إسرائيل الشرقية) اهم طرف في دعم العملية ‏السياسية للاحتلال بتسخير الميليشيات التابعة لها للمشاركة في الحكم وتأسيس قوات عسكرية وامنية تدعمه تتألف اساسا من تلك ‏الميليشيات لتقوم بتدمير العراق ومحاربة مقاومته التي قامت لطرد المحتل ، وحتى هذه اللحظة مازال نغول ايران في العراق اهم قوة ‏تدعمه وتعززه: فيلق بدر والمجلس الاعلى والتيار الصدري وتنظيمه العسكري جيش المهدي، والعصائب وحزب الله العراقي ! ثم ‏فرخت ايران اكثر من 50 تنظيما ميليشياويا مسلحا يعمل باسم الطائفية ولخدمة ايران علنا .‏

س5-من هي القوة التي قامت وتقوم بمواجهة المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال؟ 

الجواب : ان ابرز حقائق عراق ما بعد ‏الاحتلال حقيقة ان الميليشيات التابعة ل(إسرائيل الشرقية) تحولت الى القوة الرئيسة للجيش الجديد وقوات الامن الجديدة التي انشأتها ‏أميركا لحماية حكومة الاحتلال وتكريسه وضرب مناهضيه. ويفتخر نغول ايران العراقيين بانه لولا هذه الميليشيات التي سميت ب ‏‏(الحشد الشعبي) ولولا قيادة قاسم سليماني للمعارك في ديالى وصلاح الدين ومحيط بغداد لما نجحت حكومة الاحتلال بايقاف عملية ‏تحرير العراق التي وصلت بغداد في صيف عام 2014! وهذا اعتراف كرر قوله هادي العامري.

وبهذه الاعترافات فان حكام الفرس ‏هم من ابقى الاحتلال وضمن استمراريته وعرقل تحرير العراق . فهل يوجد انسان قومي عربي او وطني حقيقي يدعم الاحتلال ‏ويدعم من يضمن تواصله وترسيخ كيانه ؟

س6-من هي القوى الحكومية التي ادامت الاحتلال وادارت تحت اشرافه عملية تواصله وعدم افتقاره للدعم السياسي ‏والاداري والعسكري؟

الجواب : باستثناء حكومة اياد علاوي التي استمرت اقل من عام اصبحت الوزارة ورئاستها من حصة نغول ايران ‏فالجعفري ابراهيم كان اول رئيس وزراء تابع لايران تبعه نوري المالكي والان حيدر العبادي وهؤلاء الثلاثة من نغول ايران لانهم ‏من حزب الدعوة الذي انشأته ايران ليكون اداتها في تدمير العراق وتغيير هويته العربية .‏

س7-من هي الجهة التي اصرت على دعم الدور الايراني التدميري في العراق ورفضت اي بديل اخر لاستلام الحكم فيه ‏سواء بالانتخابات او بغيرها؟

الجواب : انها أميركا دون غيرها التي خططت ونفذت عملية تسليم العراق لايران ومكنتها من التغلغل في ‏مفاصله الحياتية والحكومية والامنية والاقتصادية ...الخ . وهنا نواجه عدة اسئلة حتمية ومنها : هل يمكن لأميركا ان تدعم دولة ذات ‏هوية تحررية رغم انها الدولة الاستعمارية الاكثر عداء لحرية الشعوب ؟ وماهي هوية وطبيعة  الدولة التي تتعاون مع أميركا ضد ‏حرية واستقلال دولة متحررة مثل العراق ؟ هل هي دولة استعمارية مثل أميركا ؟ ام انها دولة تحكمها عصابة تبرر كل عمل مهما ‏كان مناقضا لحقوق  الشعوب وحريتها واستقلالها ؟

للتأكد من ان أميركا كانت ومازالت اهم داعم للدور الايراني في العراق علينا ان نتوقف عند موفقين أميركيين خطيرين جدا يفسران ‏كل الغوامض الخاصة بالموقفين الأميركي والايراني .‏

الموقف الاول هو رفض أميركا نتائج الانتخابات التي تمت تحت رعايتها في عام 2010 وبحماية قواتها وفاز فيها اياد علاوي ، وهو ‏الذي كان يظن على نطاق شامل انه رجلها الاول في العراق ، لكن أميركا رفضت نتائج الانتخابات واصرت على تعيين نوري ‏المالكي رئيسا للوزراء رغم عدم فوزه في الانتخابات ارضاء لايران من جهة وضمانة لتواصل تنفيذ مخطط تدمير العراق من جهة ‏ثانية . والغريب ان أميركا لم تنكر ان علاوي فاز في انتخابات تمت تحت رعايتها ومع ذلك فرضت نوري المالكي رئيسا للوزراء ! ‏واتضح السبب الحقيقي فيما بعد عندما نفذ المالكي سياسية تدمير منظم للعراق خصوصا اشعاله لفتن طائفية علنية واستشراء الفساد ‏بصورة غير مسبوقة . السؤال الواجب الطرح على انصار (إسرائيل الشرقية) هو : ما معنى اصرار أميركا على تنصيب المالكي رئيسا ‏للوزراء رغم عدم فوزه في الانتخابات ؟ هل تصر أميركا على تسليم حكومة بلد محتل لدولة اخرى نهجها تحرري ومعاد للاستعمار  ‏ام انها تختار دولة مثلها ؟

اما الموقف الثاني الاكثر تأكيدا على ان لأميركا مصلحة ستراتيجية في تغلغل (إسرائيل الشرقية) في مفاصل الحكم في ‏العراق وتحكمها فيها فهو ان أميركا وعندما اجبرتها المقاومة العراقية على الانسحاب سلمت العراق في عام 2011  الى (إسرائيل ‏الشرقية)، وليس الى بدائل اخرى مثل ضباط او ساسة غير تابعين ل(إسرائيل الشرقية) وهم كثر في العراق ، وتركته بيدها وسخرت ‏قواتها ومالها ومخابراتها ليبقى في يدها . والسبب هو الاتي : أميركا تعرف مسبقا وبصورة يقينية بان (إسرائيل الشرقية) عدو قديم جدا ‏للعراق وحاقد لئيم على شعبه وانها سوف تقوم بما عجزت أميركا عن القيام به لبشاعته وخطورته وهو تعميق الفساد والنهب والفتن ‏الطائفية واكمال مخطط استنزاف العراق شعبا ووطنا من ثرواته واحتياطياته ومضاعفة عمليات الابادة المنظمة والتهجير المنظم ‏للعراقيين العرب  تمهيدا لتقسيمه وتقاسمه .‏

ان هذه الخطوة وحدها تكفي لاثبات ان ايران كانت اللاعب الاهم والاخطر في خطة  غزو وتدمير العراق تمهيدا لتقسيمه وتقاسمه  ‏ولهذا اصرت أميركا على تواصل تحكم طهران في العراق .‏

س8-هل وقفت أميركا ضد الفتن الطائفية وضد نهب اموال العراق وبقاء الفاسدين حكاما له وضد عمليات التطهير العرقي ‏للعرب والتي نفذها المالكي بقرار فارسي علني؟

الجواب : عندما تواصلت المقاومة العراقية باشكال متنوعة في عام 2013 وكان ابرز شكل ‏لها هو الانتفاضة السلمية بدأت مرحلة جديدة من سفك الدماء على نطاق واسع بارتكاب مجزرة الحويجة في صيف عام 2013 والتي ‏ادت الى تحول الانتفاضة السلمية الى ثورة مسلحة انتشرت في شمال ووسط وغرب وشرق العراق ووصلت الى جنوبه .‏

وقفت أميركا بقوة وثبات مع المالكي ورفضت اقالته او استقالته الى ان جاء صيف عام 2014 وتحررت نينوى وصلاح ‏الدين وبدات عملية تحرير بغداد من داخلها ومن خارجها وحرر الثوار مطار صدام الدولي ودخلوا من بوابات بغداد الجنوبية ‏والشرقية والغربية والشمالية واصبح الناس ينتظرون تحرير بغداد في اي لحظة ، لكن أميركا استخدمت قواتها الجوية لضرب الثوار ‏في مطار صدام الدولي ومداخل بغداد قبل دخول قاسم سليماني وقوات ايرانية لمنع تحرير بغداد.

وهكذا فان الحكومة التابعة ‏للاحتلال لم تسقط رغم انها عجزت عن حماية نفسها وبالذات عجزت عن حماية مداخل بغداد لان أميركا اوقفت انهيارها علنا ورسميا‏‏. وعندها ولكي تسقط بعض اسباب الثورة المسلحة فرضت أميركا على ايران استبدال المالكي بنغل ايراني اخر هو حيدر العبادي كي ‏تواصل ايران دورها المرسوم وهو تدمير وتقسيم وتقاسم العراق .  ‏

س9-هل يمكن لمن يدعم فلسطين بصدق ان يقوم باحتلال وتدمير العراق؟

الجواب : ان اول واهم معايير الانتساب القومي هو ‏الدفاع عن الارض الوطنية وشعبها في كل مكان من الامة العربية ، فالفلسطيني مثل العراقي ومثل التونسي ولهذا فان من يدافع عن ‏الفلسطيني يجب اذا كان قوميا عربيا حقا ان يدافع عن العراقي ضد اي احتلال ، اما عندما يستخدم غطاء دعم القضية الفلسطينية من ‏قبل دولة ما لتبرير احتلالها لقطر عربي اخر ومع ذلك نجد من يدعم تلك الدولة فهذه خيانة قومية صريحة وانحراف كامل عن  اي ‏مفهوم للعروبة  بالاضافة الى انه سقوط اخلاقي مريع .‏

 

ما معنى كل ذلك؟

المعنى الاعظم لكل ما تقدم هو ان أميركا ارادت وبقرار ستراتيجي كامل تكليف (إسرائيل الشرقية) بتدمير ‏العراق وتقسيمه عبر تسليمه لها ولنغولها، فهل من معنى وتفسير لهذه الحقيقة سوى ان علي خامنئي هو في الواقع المعاش نسخة  ‏كاربونية من نتنياهو؟

يتبع..

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,027,766

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"