ان اقصر الطرق لكشف انصار (إسرائيل الشرقية) هو مواجهتهم بمواقف (إسرائيل الشرقية ونغولها العرب والطلب منهم الحكم عليها ، وفيما يلي بعض الاسئلة المتعلقة بمواقف (إسرائيل الشرقية) المعروفة والتي يعد كل واحد منها كافيا لادانتها واعتبارها دولة عنصرية استعمارية مستنسخة من توأمها (إسرائيل) الغربية ومن ثم فان دعمها يعد بلا شك دعما لكيان استعماري معاد للعرب :
س1: هل شاركت (إسرائيل الشرقية) في غزو العراق ودعمت أميركا ام لا ؟ وهل هذا الدعم اذا ثبت حصوله خطأ ام خطيئة؟
الجواب : كي يكون الجواب قاطعا علينا دائما تذكر الادلة الدامغة التي تثبت ان (إسرائيل الشرقية) كانت الداعم الاهم والاخطر لغزو أميركا للعراق والاداة الرئيسة في تحقيق الاهداف الستراتيجية للغزو وفي مقدمتها التدمير الشامل للعراق وابادة ملايين العراقيين وتهجير عرب بلغ عددهم اكثر من ضعف اللاجئين الفلسطينيين اضافة لاثار اخرى اخطر مما تعرضت وتتعرض له فلسطين كما رأينا من خلال ما جرى ويجري في العراق . وهذا بحد ذاته ادانة كاملة وساحقة لكل من يدعم الفرس .
لنبدأ باعترافات رسمية ايرانية تؤكد انها الشريك الاهم لأميركا في غزو العراق وتدميره، فقد اعترف نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي في عام 2004 وفي مؤتمر دولي في الامارات وبث علنا وروِّج على اوسع نطاق عندما قال حرفيا (لولا الدعم الايراني لما نجحت أميركا في غزو افغانستان والعراق) وهذه ال(لولا) شرطية وجازمة وليست ترجيحية وتحدد بحتمية لا مفر منها بانه لولا دعم (إسرائيل) الشرقية لأميركا لما نجح الغزو ، وكرر الاعتراف احمدي نجاد وهاشمي رفسنجاني وعشرات المسؤولين الايرانيين خاصة عندما انتقدوا أميركا لانها (ناكرة جميل) ولم تعترف بفضل ايران عليها بضمان انجاح غزوها .
ويتضح انحراف انصار (إسرائيل الشرقية) عندما يبررون غزواتها بقول بعضهم (ان لايران مصالح قومية) تدافع عنها وانها كانت ذكية واستغلت حاجة أميركا لها فدعمت الغزو وكان على العرب ان يكونوا اذكياء مثلها في استغلال أميركا لتحقيق مصالحهم ! اليس هذا منطق (إسرائيل) الغربية وأميركا وكل من يسعى لتسويق اي عمل حتى لو كان اجراميا ويقع ضمن خطوات الاستعمار ؟
هذا البعض يبدو متناسيا لاهم واقعة وهي ان التعاون مع استعمار لغزو بلد اخر عمل لا يدخل في نطاق خطأ عابر او ثانوي او اجتهاد دولة تدعي الاسلام والتمسك بتحرير الاراضي العربية التي تحتلها الصهيونية بل هو خطيئة كبرى ، لان الاحتلال واحد وليس هناك احتلال حميد واخر سرطاني ، سواء قامت به الصهيونية او الغرب او دولة في الاقليم سواء كانت اسلامية او مسيحية او يهودية ومن يشارك في احتلال اجنبي استعماري او غير استعماري او يدعمه فهو لا يختلف من حيث الجوهر عن اي محتل اخر ومهما تغيرت الديانة .
س2-هل كان دعم الاحتلال الأميركي للعراق وافغانستان خطئا منفردا تراجعت عنه (إسرائيل الشرقية) عندما رات نتائج الغزو الكارثية كي نقبل بتواصل اعتبار (إسرائيل الشرقية) دولة ممانعة وتستحق الدعم؟
الجواب : طبعا كلا فهي وقبل غيرها المسؤول الاول عن كل ما ترتب على الغزو من اثار كارثية وبقيت مصرة على مواصلة التعاون مع أميركا حتى هذه اللحظة لاكمال تدمير العراق وفقا للخطة الاصلية التي جاء بها الاحتلال الأميركي وتطابقت مع خطة (إسرائيل الشرقية) .
س3-من كانت اول دولة اعترفت بحالة العراق المحتل ؟
الجواب : كانت (إسرائيل الشرقية) هي الاولى بلا منازع التي اعترفت بحكومة الاحتلال وبذلك اضفت اول اعتراف بـ(شرعية) احتلال أميركا .
س4-من هي الدولة التي ضمنت استمرار الاحتلال وتعزيز وجوده ؟
الجواب : كانت (إسرائيل الشرقية) اهم طرف في دعم العملية السياسية للاحتلال بتسخير الميليشيات التابعة لها للمشاركة في الحكم وتأسيس قوات عسكرية وامنية تدعمه تتألف اساسا من تلك الميليشيات لتقوم بتدمير العراق ومحاربة مقاومته التي قامت لطرد المحتل ، وحتى هذه اللحظة مازال نغول ايران في العراق اهم قوة تدعمه وتعززه: فيلق بدر والمجلس الاعلى والتيار الصدري وتنظيمه العسكري جيش المهدي، والعصائب وحزب الله العراقي ! ثم فرخت ايران اكثر من 50 تنظيما ميليشياويا مسلحا يعمل باسم الطائفية ولخدمة ايران علنا .
س5-من هي القوة التي قامت وتقوم بمواجهة المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال؟
الجواب : ان ابرز حقائق عراق ما بعد الاحتلال حقيقة ان الميليشيات التابعة ل(إسرائيل الشرقية) تحولت الى القوة الرئيسة للجيش الجديد وقوات الامن الجديدة التي انشأتها أميركا لحماية حكومة الاحتلال وتكريسه وضرب مناهضيه. ويفتخر نغول ايران العراقيين بانه لولا هذه الميليشيات التي سميت ب (الحشد الشعبي) ولولا قيادة قاسم سليماني للمعارك في ديالى وصلاح الدين ومحيط بغداد لما نجحت حكومة الاحتلال بايقاف عملية تحرير العراق التي وصلت بغداد في صيف عام 2014! وهذا اعتراف كرر قوله هادي العامري.
وبهذه الاعترافات فان حكام الفرس هم من ابقى الاحتلال وضمن استمراريته وعرقل تحرير العراق . فهل يوجد انسان قومي عربي او وطني حقيقي يدعم الاحتلال ويدعم من يضمن تواصله وترسيخ كيانه ؟
س6-من هي القوى الحكومية التي ادامت الاحتلال وادارت تحت اشرافه عملية تواصله وعدم افتقاره للدعم السياسي والاداري والعسكري؟
الجواب : باستثناء حكومة اياد علاوي التي استمرت اقل من عام اصبحت الوزارة ورئاستها من حصة نغول ايران فالجعفري ابراهيم كان اول رئيس وزراء تابع لايران تبعه نوري المالكي والان حيدر العبادي وهؤلاء الثلاثة من نغول ايران لانهم من حزب الدعوة الذي انشأته ايران ليكون اداتها في تدمير العراق وتغيير هويته العربية .
س7-من هي الجهة التي اصرت على دعم الدور الايراني التدميري في العراق ورفضت اي بديل اخر لاستلام الحكم فيه سواء بالانتخابات او بغيرها؟
الجواب : انها أميركا دون غيرها التي خططت ونفذت عملية تسليم العراق لايران ومكنتها من التغلغل في مفاصله الحياتية والحكومية والامنية والاقتصادية ...الخ . وهنا نواجه عدة اسئلة حتمية ومنها : هل يمكن لأميركا ان تدعم دولة ذات هوية تحررية رغم انها الدولة الاستعمارية الاكثر عداء لحرية الشعوب ؟ وماهي هوية وطبيعة الدولة التي تتعاون مع أميركا ضد حرية واستقلال دولة متحررة مثل العراق ؟ هل هي دولة استعمارية مثل أميركا ؟ ام انها دولة تحكمها عصابة تبرر كل عمل مهما كان مناقضا لحقوق الشعوب وحريتها واستقلالها ؟
للتأكد من ان أميركا كانت ومازالت اهم داعم للدور الايراني في العراق علينا ان نتوقف عند موفقين أميركيين خطيرين جدا يفسران كل الغوامض الخاصة بالموقفين الأميركي والايراني .
الموقف الاول هو رفض أميركا نتائج الانتخابات التي تمت تحت رعايتها في عام 2010 وبحماية قواتها وفاز فيها اياد علاوي ، وهو الذي كان يظن على نطاق شامل انه رجلها الاول في العراق ، لكن أميركا رفضت نتائج الانتخابات واصرت على تعيين نوري المالكي رئيسا للوزراء رغم عدم فوزه في الانتخابات ارضاء لايران من جهة وضمانة لتواصل تنفيذ مخطط تدمير العراق من جهة ثانية . والغريب ان أميركا لم تنكر ان علاوي فاز في انتخابات تمت تحت رعايتها ومع ذلك فرضت نوري المالكي رئيسا للوزراء ! واتضح السبب الحقيقي فيما بعد عندما نفذ المالكي سياسية تدمير منظم للعراق خصوصا اشعاله لفتن طائفية علنية واستشراء الفساد بصورة غير مسبوقة . السؤال الواجب الطرح على انصار (إسرائيل الشرقية) هو : ما معنى اصرار أميركا على تنصيب المالكي رئيسا للوزراء رغم عدم فوزه في الانتخابات ؟ هل تصر أميركا على تسليم حكومة بلد محتل لدولة اخرى نهجها تحرري ومعاد للاستعمار ام انها تختار دولة مثلها ؟
اما الموقف الثاني الاكثر تأكيدا على ان لأميركا مصلحة ستراتيجية في تغلغل (إسرائيل الشرقية) في مفاصل الحكم في العراق وتحكمها فيها فهو ان أميركا وعندما اجبرتها المقاومة العراقية على الانسحاب سلمت العراق في عام 2011 الى (إسرائيل الشرقية)، وليس الى بدائل اخرى مثل ضباط او ساسة غير تابعين ل(إسرائيل الشرقية) وهم كثر في العراق ، وتركته بيدها وسخرت قواتها ومالها ومخابراتها ليبقى في يدها . والسبب هو الاتي : أميركا تعرف مسبقا وبصورة يقينية بان (إسرائيل الشرقية) عدو قديم جدا للعراق وحاقد لئيم على شعبه وانها سوف تقوم بما عجزت أميركا عن القيام به لبشاعته وخطورته وهو تعميق الفساد والنهب والفتن الطائفية واكمال مخطط استنزاف العراق شعبا ووطنا من ثرواته واحتياطياته ومضاعفة عمليات الابادة المنظمة والتهجير المنظم للعراقيين العرب تمهيدا لتقسيمه وتقاسمه .
ان هذه الخطوة وحدها تكفي لاثبات ان ايران كانت اللاعب الاهم والاخطر في خطة غزو وتدمير العراق تمهيدا لتقسيمه وتقاسمه ولهذا اصرت أميركا على تواصل تحكم طهران في العراق .
س8-هل وقفت أميركا ضد الفتن الطائفية وضد نهب اموال العراق وبقاء الفاسدين حكاما له وضد عمليات التطهير العرقي للعرب والتي نفذها المالكي بقرار فارسي علني؟
الجواب : عندما تواصلت المقاومة العراقية باشكال متنوعة في عام 2013 وكان ابرز شكل لها هو الانتفاضة السلمية بدأت مرحلة جديدة من سفك الدماء على نطاق واسع بارتكاب مجزرة الحويجة في صيف عام 2013 والتي ادت الى تحول الانتفاضة السلمية الى ثورة مسلحة انتشرت في شمال ووسط وغرب وشرق العراق ووصلت الى جنوبه .
وقفت أميركا بقوة وثبات مع المالكي ورفضت اقالته او استقالته الى ان جاء صيف عام 2014 وتحررت نينوى وصلاح الدين وبدات عملية تحرير بغداد من داخلها ومن خارجها وحرر الثوار مطار صدام الدولي ودخلوا من بوابات بغداد الجنوبية والشرقية والغربية والشمالية واصبح الناس ينتظرون تحرير بغداد في اي لحظة ، لكن أميركا استخدمت قواتها الجوية لضرب الثوار في مطار صدام الدولي ومداخل بغداد قبل دخول قاسم سليماني وقوات ايرانية لمنع تحرير بغداد.
وهكذا فان الحكومة التابعة للاحتلال لم تسقط رغم انها عجزت عن حماية نفسها وبالذات عجزت عن حماية مداخل بغداد لان أميركا اوقفت انهيارها علنا ورسميا. وعندها ولكي تسقط بعض اسباب الثورة المسلحة فرضت أميركا على ايران استبدال المالكي بنغل ايراني اخر هو حيدر العبادي كي تواصل ايران دورها المرسوم وهو تدمير وتقسيم وتقاسم العراق .
س9-هل يمكن لمن يدعم فلسطين بصدق ان يقوم باحتلال وتدمير العراق؟
الجواب : ان اول واهم معايير الانتساب القومي هو الدفاع عن الارض الوطنية وشعبها في كل مكان من الامة العربية ، فالفلسطيني مثل العراقي ومثل التونسي ولهذا فان من يدافع عن الفلسطيني يجب اذا كان قوميا عربيا حقا ان يدافع عن العراقي ضد اي احتلال ، اما عندما يستخدم غطاء دعم القضية الفلسطينية من قبل دولة ما لتبرير احتلالها لقطر عربي اخر ومع ذلك نجد من يدعم تلك الدولة فهذه خيانة قومية صريحة وانحراف كامل عن اي مفهوم للعروبة بالاضافة الى انه سقوط اخلاقي مريع .
ما معنى كل ذلك؟
المعنى الاعظم لكل ما تقدم هو ان أميركا ارادت وبقرار ستراتيجي كامل تكليف (إسرائيل الشرقية) بتدمير العراق وتقسيمه عبر تسليمه لها ولنغولها، فهل من معنى وتفسير لهذه الحقيقة سوى ان علي خامنئي هو في الواقع المعاش نسخة كاربونية من نتنياهو؟