ياللسخرية، ياللكآبة

محمد الرديني

وصلني صوته المجهد من بغداد وهو يكاد يصرخ:
اي كأبة تتحدث عنها يا اخي! أتريد ان اسمعك الان فيما أصوات المدافع والرشاشات تتعالى قرب بيتنا الذي يقع في وسط بغداد؟!

انها ليست مهزلة تلك التي تدار خيوطها في العراق.
سأقول لك الان ما يجول بخاطري ولتحترق روما بعد ذلك:
جميع الذين في القمة مجردين من الضمير والشعور الوطني ويبدو انهم لا يريدون الا حلب العراق ليبقى صحراء قاحلة بعدها يقولون له "باي".
المعارك التي مازالت مستعرة بين الكتل السياسية اثبتت ان الجميع لا يريد الخير للعراق .
رغم ان اعضاء البرلمان الجديد لم تصل "عركاتهم" بالقنادر كما في البرلمان السابق الا انهم مازالوا يتخبطون ولا يعرفون تماما ماذا يريد هذا الشعب، خصوصا وانهم اثبتوا عجزهم حتى هذه اللحظة في قبول ترشيحات الوزراء الامنيين.
الانكى من هذا ما يعانيه النازحون، خصوصا عند العديد من نقاط السيطرة التي تشترط عدم مرور اي سيارة او شخص ما لم يكن من سكان الحي اياه او مقر عمله! ويمكن تخيل ماذا سيصيب النازح حين يجد ان وطنه لا يقبله بل يرميه الى الشارع بحجة الامن والامان!

السنوات العشر التي مرت على العراق اصابته في موقع القلب واطلق عليه مسؤولوه كلاب الفقر واللصوصية والتشرد والضياع، وفي كل يوم يمر ينسحق العراقي اكثر، رغم انه كمن يمسك باب احد الاولياء الصالحين ويصيح "احنا بجاهك ودخيلك انقذنا" ولكن لا جواب.
حتى الاخرين ملوا انتظار غودو، ولكن العراقي ما يزال ينتظر غودو العراقي الذي يأتي ولا يأتي.
ان التجويع وبث الرعب والخوف من المجهول لا يستطيع، الا الى حين، تكبيل ايدي الناس، قد يصبرون قليلا، ولكن من يقرأ التاريخ بعناية سيعرف تماما ان الشعوب قد تقهر مرة ومرتين ولكنها في الثالثة تصدر البيان رقم واحد الخاص بها.
انه ليس كلام جرايد كما يظن البعض، بل هو حقيقة جلية يكتبها التاريخ الذي لا يعير للزمن، طال ام قصر، اي اهتمام.
صحيحٌ، كثر المنافقون وتقلبوا بين احضان المذاهب الزيتونية والسوداء والخضراء ولكنهم سيبقون من سقط المتاع.
قد يصيح احد أبناء الملحة ان الذي يده بالنار ليس كمثل الذي يده في الهواء الطلق، أليس كذلك ايها السادة؟!

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,040,675

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"