كشف سفير ووزير أردني سابق وبارز النقاب عن أن إيران كانت ترغب في إقامة نسخة من »حي السيدة زينب» الدمشقي في قلب مدينة الكرك جنوب الأردن عبر تفعيل خط ما يمسى ب«السياحة الدينية».
وأفاد السفير الأردني الأسبق في إيران الدكتور بسام العموش وهو ايضا من القيادات البارزة في الحركة الإسلامية الأردنية بأن إيران وعندما كان سفيرا إهتمت بتمويل مشروع الديسي الشهير لنقل المياه من الجنوب للشمال في الأردن وطلبت إقامة «مطار خاص» في مدينة الكرك جنوب الأردن لنقل الزوار للمراقد في هذه المدينة.
ومال العموش خلال مداخلة مثيرة له على هامش ندوة رتبها مركز الدراسات في صحيفة الرأي المحلية وشارك بها عدد من السياسيين والنشطاء الحزبيين إلى الرأي القائل بأن السياحة الدينية بالنسبة للمؤسسة الإيرانية هي عبارة عن «غطاء» للتواجد والنفوذ في الأردن مقدرا بأن الإيرانيين يفضلون تجربة حي السيدة زينب في وسط دمشق للتكرار في الأردن.
وكان وزير الخارجية الأردني الأسبق عبدالإله الخطيب قد كشف بدوره حول نفس المسألة على هامش ندوة مغلقة للجامعة الأردنية النقاب عن أن المسؤولين الإيرانين فاوضوه عندما كان وزيرا للخارجية بشأن السياحة الدينية وأنه سألهم عن ضمانات لعدم الزج بخلايا مخابرات ضمن أفواج السياح الشيعة فرفضوا تقديم هذه الضمانات.
لكن العموش وهو بالتوازي وزير سابق في الأردن وقيادي سابقا في جماعة الاخوان المسلمين شرح من تجربته القناعة بأن من يعرف ويدرك حساسية الأخطار الإيرانية مؤسسات سيادية مثل المخابرات والقصر الملكي في الأردن قائلا "الأردنيون لديهم إعلام مكثف وكبير لا يقل عن هولييود الأميركي ولا عن بوليوود الهندي" موضحا بأنه تحدث شخصيا قبل 16 عاما عن خطر التكفيريين والتشيع خلال لقاء مع الملك عبدالله الثاني.
ونفى وجود «مشروع تركي« في المنطقة وتحدث عن ثلاثة مشاريع «غربي وصهيوني وإيراني» معتبرا أن طهران تقدم دائما أوراق أعتمادها للغرب وتسعى لإن تكون «شرطي المنطقة لكن بعمامة» على اساس ان الغطاء الطائفي ليس أكثر من «قشرة» فقصة الإيرانيين عرقية وتتعلق بالطموح العرقي.
وتحدث العموش عن تجربته الشخصية قائلا بأن أكثر الأسماء كرها في إيران هي «عمر وصلاح الدين» وبانه إقترح مرة على المرجع الكروبي تسمية الخليج العربي بـ »الإسلامي» بدلا من العربي او الفارسي ما دام هو الخليج الأميركي واقعيا لكنه رفض.
وأشار لوجود «محاكم تفتيش» إيرانية ضد اهل السنة معتبرا ان الخطر الأجدر اليوم هو «التفريس» وليس «التتريك» مقترحا على الدول العربية ومن بينها الأردن أن تعيد قراءة التاريخ بصورة نقدية وشاملة وعميقة.
وقال بأن تنظيم دولة داعش هو ثمرة للتعاون بين الإستخبارات الإيرانية والسورية والغربية وكذلك الصهيونية.
في السياق نفسه قدم الباحث الأردني المتخصص بالشان الإيراني الدكتور نبيل العتوم مداخلة أثارت الإنتباه حول إتجاهات المناهج الرسمية التي تعتمدها الحكومة الإيرانية لطلاب المدارس في المراحل الثلاث الإبتدائية والإعدادية والثانوية.
وكشف أنه درس 360 كتابا معتمدا في مدارس إيران وقام بتحليل مضمون تفصيلي بصفته متخصصا بالشأن الإيراني ويجيد الفارسية وحصل على شهادته العليا من جامعة طهران.
وحصر العتوم 900 صفحة تتحدث بالسوء والتجريح عن العرب في المناهج الإيرانية و1000 صفحة تقريبا تتحدث عن أهل السنة مشيرا لإن التعديلات الجارحة للعرب والمركزة على خصومتهم أنتجت بعد الثورة والتعديلات برزت حتى عام 2011.
وتتضمن الكتب المدرسية التي حللها العتوم عدة كلمات فقط عن الصراع العربي/ الصهيوني ولا يوجد ذكر إطلاقا لليهود في مستوى العداوة خلافا للعرب وفقرة لا تعترف بالجانب الشرعي في المسجد الأقصى رغم المظاهرات السنوية التي تنظم تحت لافتة تحرير القدس.
وفقا للعتوم لا تعترف المناهج الإيرانية بالعرب وتعتبرهم رمزا للتخلف والجبن وأنهم لم يدخلوا شيئا للإسلام وانهم أعداء لإيران وشعبها وتهتم التربية والتعليم في طهران بتدريس منهجية «الفقهية الدفاعية» والتي تتضمن تدريس فصول في علم الجاسوسية والإتصال لكل طالب إيراني مما يحول المدارس عمليا إلى مراكز مخابرات.
وشدد على وجود أساطير وخرافات تحكم مؤسسات القرار الإيرانية وأداء جميع الزعماء واهمها «خرافة الهذيان المهدوي» وعودة «إمام الزمان» الذي لن يعود إلا بعد قتل الف الف من الأشخاص وهي نظرية تدرس في المدارس والجامعات وتقود عمليا الفكر»الدبلوماسي» في مؤسسات إيران.
وتشير دراسة السفير السابق إلى ان الإستراتيجية الإيرانية تقوم على اساس تدبير «حروب بالوكالة» هي عبارة عن «مصدات» بالنيابة عن الدولة الفارسية وتتضمن ميليشيات وخلايا نائمة واحزاب وأقليات وال»مؤلفة قلوبهم» مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ويصر العتوم على ان إيران تخطط للتحكم بالإقليم والمنطقة وحتى السيطرة على العالم عبر «عسكرة القنبلة النووية» مؤكدا بأن الأميركيون أداروا ظهرهم للمشروع العربي وإتجهوا نحو الإيراني.
وإنتقد عدم وجود مراكز أبحاث في العالم العربي عن إيران وقال بأن مؤسسة تدعي»بيت الرهبة» هي التي تحكم إيران وتضم رئيس مجلس الثورة وبعض المستشارين فقط فيما غالبية البقية من المسؤولين عبارة عن كومبارس او ثانويين تطبق عبرهم الإستراتيجيات. وتوقع العتوم أن تفتعل إيران قريبا حربا على الواجهة الإسرائيلية لتغطي على مجريات عاصفة الحزم وما تخطط له وختم مداخلته المثيرة بعبارة قال فيها «لا نريد حربا..رسالتي للإخوة في إيران ..بدون حروب وقتال وقتل ننتظر معكم المهدي وسنمشي معاه «.