الصورة: قوات النظام تعزز انتشارها في بغداد، أرشيفية.
كشف مسؤول عراقي بارز، الأحد، عن قرار حكومي يقضي بإعادة النظر في الخطة الأمنية الخاصة بحماية العاصمة بغداد وتحصينها، وخصوصاً من المحورين الغربي والجنوبي.
وقال المسؤول، الذي يشغل منصباً رفيعاً في حكومة العبادي، "إن القرار يشمل تغييرات جذرية في الخطة الخاصة في حزام بغداد من جهاتها الأربع، من خلال تعزيز القوات المتواجدة بأعداد إضافية من الجنود وعناصر ميليشيات الحشد الشعبي، فضلاً عن نصب أبراج مراقبة وكاميرات حرارية ليلية وحفر خنادق عرضية في المناطق المرتبكة على الطرفين الشمالي والغربي من العاصمة".
وبيّن المسؤول أنّ "قرار إعادة النظر في الخطة يأتي على ضوء التطورات الأخيرة في الأنبار والهجمات المتفرقة على وحدات الجيش، في محاور قريبة من بغداد، كالشمالي والغربي والطرف الجنوبي القريب من قضاء المحمودية"، مضيفاً أنّ "التطمينات، التي قدّمها الأميركيون لرئيس الحكومة، حيدر العبادي، أقل ما توصف به بأنها غير موثوقة، في ظلّ استمرار تهاوي المدن العراقية واحدة تلو الأخرى".
ويأتي القرار الحكومي بعد أيام من تسجيل صوتي لزعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، هدّد خلاله بنقل المعركة إلى بغداد وكربلاء بقوله:"ستكون المعركة المقبلة بعد الأنبار، في بغداد وكربلاء"، مما دفع بعدد من القادة والبرلمانيين العراقيين إلى إطلاق تحذيرات من سقوط بغداد وضرورة تعزيز أمنها وعدم الاعتماد على الوعود الأميركية في حمايتها فقط.
إلى ذلك، حذّر خبراء أمن عراقيون من مغبة حلول شهر رمضان قبل استعادة القوات العراقية زمام المبادرة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش".
وقال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة العراقية، اللواء المتقاعد، سمير العبيدي، "حلول شهر رمضان، بعد أسابيع، سيمنح التنظيم فرصة كبيرة لتنفيذ عمليات انتحارية بواقع ثلاثة أضعاف عن عددها الحالي لأسباب عقائدية معروفة يؤمن بها"، مبيّناً أنّ "التنظيم سيستغل ذلك في تكثيف هجماته على البلدات، التي لا تزال خارج نطاق سيطرته، ومن المحتمل أن نشهد في رمضان تصعيداً غير مسبوق، ويجب على القوات العراقية والتحالف الدولي العمل على امتصاص هجمات داعش الرمضانية".
وتوقّع العبيدي ارتفاع حدّة المعارك خلال هذا الشهر وارتفاع معدل المجندين الأجانب في صفوفه، لافتاً إلى أنّ "معاملة بغداد السيئة وغير الإنسانية للنازحين، ستكون بمثابة رسالة سلبية للعراقيين السُّنَّة ودعاية وجذب لصالح التنظيم المتطرف".
في هذا السياق، كشف مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى، عن "امتلاك التنظيم أكثر من 150 دبابة من طراز "أبرامز" الأميركية، و"إلتي 72" الروسية، التي نجح مؤخراً في استخدامها في اقتحام الرمادي وبيجي وبلدات أخرى".
ولفت المسؤول إلى أنّ "القوات العراقية باتت تواجه صعوبة في معاركها مع التنظيم، وبات التدخل الجوي الغربي مشتتاً أكثر من أي وقت مضى، بفعل تعدد ساحات المعارك والمواجهات في أكثر من مدينة عراقية، مما دفع إلى التفكير بمشروع سريع وآني لمواجهة التنظيم بإشراف أميركي".
وأوضح أنّ "العبادي يجتمع اليوم، الإثنين، مع وفد عسكري أميركي للبحث في تأسيس قوة عراقية خاصة مؤلفة من 6 آلاف مقاتل من السنة والشيعة والأكراد تعرف باسم "القوات العراقية الخاصة". ويشير إلى أنّ "هذه القوات تتولّى مهام قتالية خاصة في البلاد، وستكون نواة القوات النظامية الجديدة، وعلى أساسها يتم بناء الجيش وتأهيله من جديد"، مضيفاً أنّ "السفير الأميركي أبلغ القادة السنة والأكراد بالمشروع، وسيكون ترشيح أسماء الجنود بإشراف أميركي لمنع تسلل الأحزاب السياسية إلى تلك القوة وإفسادها".