تخادم ام تحالف؟!

سامي سعدون

من خلال المتابعات اليومية استوقفني مصطلح "التخادم الاميركي ـ الايراني" كتوصيف لسياسة الرئيس الاميركي باراك اوباما ازاء العرب والتمدد الايراني على حسابهم، فياترى هل هو تخادم ام تحالف؟ لاسيما وان مباحثات الملف النووي الايراني والتوصل الى توقيع الاتفاق النهائي في 30 حزيران/ يونيو، وفق صفقة بين واشنطن وطهران حول النفوذ في المنطقة لها دلالاتها الكثيرة

 

 

ومن بين علامات التحالف بين الطرفين، ما يلي:

1 ـ تسليم العراق لايران الملالي رغم مسؤولي واشنطن عن حمايته بعد تدميره واحتلاله، اذ يتسلط عملاء واتباع ايران اضافة الى وجود 48 ميليشيا مرتبطة بالحرس الايراني، ودخول الجيش الايراني الى جانب فيلق القدس بقيادة سليماني لسفك المزيد من دماء العراقيين وتشريدهم من مدنهم لتدميرها باحقاد طائفية وتحت ذريعة محاربة "داعش". وبالذات ما يحصل اليوم في الانبار وقبله في صلاح الدين .

2ـ السكوت على جرائم بشار الاسد ضد الشعب السوري والتغاضي عن وجود القوات والميليشيات الايرانية والعراقية والحوثيين وعناصر حزب الله اللبناني وغيرهم، والتفكير بحل لانقاذ الاسد كونه حليفا لايران!

3 ـ الكشف عن قيام الولايات المتحدة بمساعدة حزب الله الللبناني في معركة القلمون، حيث اكد موقع (ويبنا فايلز) الاسرائيلي وجود وحدة اميركية خاصة لجمع معلومات من خلال طائرات مسيّرة لصالح حزب الله، اضافة الى الضباط الايرانيين!

4ـ الموقف المساير لايران فيما يحصل في اليمن على يد اتباعهم الحوثيين، اذ الموقف سلبا ازاء التواجد والتسليح الايراني للمتمردين على السلطة الشرعية، وحتى ممثل الامم المتحدة لم يكن من الجدية والعدالة في التعامل مع الوضع اذ ان ميله واضح للحوثيين حتى انه فرض دعوتهم لمؤتمر جنيف!

5 ـ لم تحظ "عاصفة الحزم" بالدعم الاميركي المفروض بل ان واشنطن حاولت التقليل من اهميتها دون احترام لحلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي، مبدية ميلا واضحا الى جانب الموقف الايراني من خلال الموقف البارد ازاء التدخل الايراني الداعم للحوثيين، ولعل اخر تصريح لكولن باول، رئيس اركان الجيوش الاميركية ابان عدوان عام 1991 ضد العراق ووزير الخارجية الاسبق الذي انتقد "العاصفة" وقلل من اهمية السعودية وحلفائها، معتبرا ان اميركا اخطأت بالموافقة على "عاصفة الحزم"! واضاف ان "الجيش السعودي ضعيف وغير قادر على مواجهة ايران"! وهذا هو فحوى الموقف الاميركي الذي يثبط عزيمة العرب ولا يريد لهم القوة والوقوف بوجه الطامعين والمعادين كالنظام الايراني، مما يؤكد ان ما بين طهران وواشنطن ابعد بكثير من تخادم المصالح الى التحالف والشراكة لحماية مصالحها ونفوذها مقابل السماح للطوفان الايراني باجتياح المنطقة العربية واغراقها بفوضى مدمرة .

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,625,642

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"