#الميليشيات تطبق نظام «المال مقابل الحماية» على أصحاب النوادي الليلية في #بغداد

أمير العبيدي

تشعر الفنانة الاستعراضية (الراقصة) وردة الشماع براحة كبيرة بعد توصل صاحب النادي الليلي الذي تعمل فيه في منطقة الكرادة في العاصمة بغداد إلى اتفاق مع مندوب عن إحدى الميليشيات المسلحة يقضي بتأمين الحماية للنادي، وزبائنه، والعاملين فيه مقابل حصة مالية من الإيرادات يتم استلامها بشكل أسبوعي.

 

 

وتؤكد الشماع، وهو اسم مستعار لها لغرض الحماية من الاستهداف، أن صاحب نادي قصر الشوق الذي تعمل فيه اضطر إلى اغلاقه لفترة أسبوعين بسبب خلاف نشب بين ضابط مسؤول عن حماية منطقة الكرادة وقيادي في ميليشيا تابعة لحزب طائفي، حيث يسعى الطرفين إلى الحصول على مبلغ الاتاوة المفروض على جميع الاندية الليلية في المنطقة.

وأضافت في تصريح خاص أن الخلاف تم حسمه لصالح الزعيم الميليشياوي الذي فرض مبلغ 7000 دولار يتم تحصيلها بشكل أسبوعي من مسؤول حسابات النادي مقابل تأمين الحماية لكوادر الملهى الليلي والزبائن الذين يقضون سهراتهم فيه، لافتة إلى أن أغلب النوادي الليلية في بغداد وقعت اتفاقات مماثلة للخلاص من الاستهدافات المتكررة التي كبدتهم خسائر مالية فادحة.

وتبين الفتاة التى تؤدي وصلة غنائية راقصة بشكل يومي في ملهى قصر الشوق أنها لجأت إليه بعد هروبها من نادي آخر في منطقة المسبح تعرض لهجوم واسع أودى بحياة ثلاثة من رفيقاتها وعدد من الزبائن، بالرغم من اتفاق صاحب النادي السابق على دفع مبلغ 5000 دولار اسبوعياً إلى ضابط برتبة عميد في الشرطة الاتحادية مقابل تأمين ثلاث دوريات ثابتة لحماية النادي المذكور.

من جهته يعترف مصدر في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي بدرايتهم التامة بتجارة الحماية الامنية للنوادي الليلية، والمبالغ الكبيرة التي تدرها على ضباط في وزارة الداخلية، مبيناً أنهم وجهوا عدة مخاطبات رسمية بهذا الخصوص للوزير السابق، ولكنهم لم يتسلموا أي إجابة.

ويشير المصدر إلى أنهم في البرلمان تلقوا تقريراً مفصلاً من وكالة الاستخبارات والتحقيقات في وزارة الداخلية عن حادثة هجوم على نادي ليلي يسمى «ليالي الشرق» في الكرادة، وأسفر عن سرقة مبلغ 50 الف دولار، ومقتل ثلاثة من زبائنه وتبين لاحقاً أنهم ضباط في وزارة الدفاع.

ويوضح المصدر أن التحقيقات في الحادثة أشارت إلى أن الهجوم جاء بعد امتناع صاحب النادي من دفع الأتاوة المالية إلى زعيم في ميليشيا طائفية تتخذ من منطقة الكرادة مقراً لها، مضيفاً أن الامتناع كان لأن صاحب النادي يدفع بالأساس مبلغ الحماية لضابط في صنف الشرطة الاتحادية التابع لوزارة الداخلية.

وتضم منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد عشرات النوادي الليلية التي يعمل أغلبها بدون إجازة وموافقات رسمية من وزارتي السياحة والداخلية ولكنهم يتمتعون بحماية امنية وقانونية يوفرها لهم زعماء في الميليشيات المسلحة مقابل مبالغ تختلف بحسب حجم النادي وعدد الفنانات العاملات فيه.

وتعرضت العديد من النوادي الليلية ومحلات بيع الخمور في العاصمة بغداد إلى حملة أمنية كبيرة قادها مسؤول عسكري مقرب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وأسفرت عن إغلاق أغلب هذه الأندية، قبل ان يتوصل مالكوها إلى تسوية مالية مع الضباط المشرفين على الملف الامني في العاصمة.

ويؤكد العديد من أصحاب المشروبات الكحولية في بغداد أن الاتاوات المفروضة عليهم أصبحت تمثل جانبا كبيرا من ايرادات الميليشيات التابعة للاحزاب الحاكمة فضلاً عن كونها تعد دخلاً إضافياً للعديد من الضباط الكبار يهدفون للحصول على مناصب قيادية في مناطق مثل الكرادة والمسبح التي تعد الاماكن الاساسية لانتشار النوادي الليلية ومحال بيع الخمور.

 

المصدر 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,055,999

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"