قالت قطر، الاربعاء، إن الضربات الجوية التي يشنها التحالف في العراق بلا فائدة في غياب جهد حقيقي من أجل مصالحة وطنية وأن الباب يجب ان يظل مفتوحا أمام السوريين الذين يرحلون عن جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وأكد وزير خارجية قطر، خالد العطية، الذي كان يتحدث بعد اجتماع للدول التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية أن المجتمع الدولي لا يفعل ما يكفي للضغط على كل الاطراف في العراق لبدء مصالحة وطنية.
وقال العطية، في إشارة إلى السنة، ان مجموعة كبيرة من الناس في العراق يجري تهميشهم واذا لم يتم عمل شيء يشملهم في العملية السياسية فإن ذلك يضطرهم إلى الانضمام الى الجانب الاخر. وتابع أن الجانب القطري لا يرى أملا يرجى من وراء مواصلة الحملة الجوية من دون أن يكون هناك في الوقت نفسه حوار وطني على الأرض.
واجتمع نحو 20 وزيرا من دول التحالف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في باريس لبحث قضايا وإقناع الحكومة التي يقودها الشيعة باصلاح العلاقات مع السنة في العراق لتعزيز حملتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ورغم مظهر الوحدة بدا ان العبادي يرفض التلميحات بأن بغداد لا تفعل المزيد لتحقيق مصالحة مع السنة.
وقال العطية، وهو طيار مقاتل سابق، ان القتال ليس جنودا على الارض وانما هو حوار وطني وهذا هو القتال الحقيقي. وأضاف ان العبادي يحتاج لمساعدة من كل الذين لهم نفوذ في العراق.
وفي الشهر الماضي منيت الحكومة العراقية بأسوأ انتكاسة في نحو عام عندما استولى تنظيم الدولة الاسلامية على الرمادي من الجيش العراقي الذي اصابه الضعف. وتقع عاصمة المحافظة التي يغلب على سكانها السنة على مسافة 90 كيلومترا الى الغرب من بغداد.
ومنذ ذلك الحين تقيم القوات الحكومية والفصائل الشيعية المتحالفة معها مواقع حول الرمادي. وكثير من العراقيين السنة لا يحبون الدولة الاسلامية لكنهم يخشون أيضا من الفصائل المسلحة الشيعية بعد سنوات من الصراع الطائفي.
وقطر من بين الدول السنية التي انضمت أو أيدت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف الدولة الاسلامية في سوريا.
غير انها أبدت شكوكا لعدم تحرك القوى الغربية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.
ورغم ان الدول العربية الخليجية تعارض جميعها الاسد فإن قطر تواجه انتقادا منذ فترة طويلة من جانب أطراف بينها دول عربية خليجية مجاورة لاستخدامها ثرواتها الضخمة من النفط والغاز في دعم الاسلاميين في انحاء المنطقة بما فيها الجماعات التي بداخل سوريا.
وقال العطية انه لا توجد إرادة من جانب المجتمع الدولي لحل القضية التي تركت الشعب السوري يختار بين طغيان النظام أو وحشية الجماعات الارهابية.
وأشار إلى أن 300 ألف شخص قتلوا في سوريا متسائلا: هل يتم نسيان كل هؤلاء والقول ان نظام الاسد هو الذي سيحارب الارهابيين.
وقال العطية إن قطر لا تتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة لكن يجب أيضا أن يظل الباب مفتوحا أمام السوريين الذين يعملون مع جبهة النصرة إذا قرروا ترك القاعدة والعودة إلى شعبهم باعتبارهم سوريين.
وأضاف ان المعارضة على الارض ليست داعش أو جبهة النصرة فحسب.
وحققت مجموعة فصائل هي تحالف جيش الفتح مكاسب في الاسابيع الاخيرة ضد الجيش السوري.
وقال انها مجموعة من عدة جماعات تكتيكاتهم هي التي وحدت بينهم. وهم ليسوا جماعات ارهابية. وأضاف ان العنصر (الجوهر) في جيش الفتح ليسوا ارهابيين وان قطر لا تعتبرهم متطرفين.
وقال ان قطر مثل اعضاء التحالف ساعدت جماعات في سوريا لكن هذا ليس كافيا.