ياعمال العالم سامحوني، يا عمال العراق اغفروا لي

الصورة: أحد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي يعلق لافتة حسينية في بغداد. أرشيفية.

عبد الكاظم العبودي

كأني بكارل ماركس يقول كل ذلك وبمرارة وندم، عما فعلوه من يدَّعون أنهم أتباعه وممن حملوا عنوان حزبه الشيوعي في العراق، وهو يرى عشرات من جثامين القتلى الذين زجَّت بهم عصابة حميد مجيد الموسوي ولعبتها القذرة في هذه التجارة الدموية البائرة لتكمل عصابة حميد مجيد ومفيد الجزائري ومهدي الحافظ ولبيد عباوي، وغيرهم، بها مسيرتهم الطائفية منذ أن قبلوا الانضمام إلى تشكيلة عصابة مجلس الحكم تحت راية وحصة طائفية رخيصة بعد الاحتلال 2003 وقبَّلت هذه العصابة أحذية الغزاة والمحتلين الأميركيين، وارتضت أن تكون خادمة طَيّعة لتعليمات بول بريمر وقبول المحاصصة المقيتة في ظل سلطة الاحتلال من فتات الوظائف الحكومية والبرلمانية، وها هي تلك العصابة تنزلق بكل عارها نحو المتاجرة بدماء ما تبقى من أبناء حثالة البروليتاريا الرثة في العراق.

 

 

من تظلموا عند الأميركيين وخدامهم بخلافاتهم مع النظام الوطني السابق قبل الاحتلال والتحقوا بمؤتمرات لندن وصلاح الدين حلفاء لأحمد الجلبي وعبدالعزيز الحكيم وعادوا بعدها مع دبابات الاحتلال الأميركي يلبسون اليوم مرة أخرى عمائم خامنئي والحكيم والصدر وتناسوا كل جرائم الثيوقراط الطائفي ومرجعياته وشعاراتهم على مدى عقود في محاربة الشيوعية في إيران والعراق.

لا زالت حيطان وجدران بغداد تحمل فتاوى المقبور محسن الحكيم وهو يحلل قتل وذبح الشيوعيين مقابل منحة مالية أميركية كانت تزداد فاتورة مبالغها مع ازدياد عدد الرؤوس من ضحايا الحزب الشيوعي العراقي الذين تم قتلهم واغتيالهم بدم بارد.

وعندما يعلن حميد مجيد الموسوي أن (... حزبه نجح في إقناع الامبريالية لغزو العراق لإسقاط صدام حسين، وجاء معها لاحتلال بغداد) فانه كان يفتخر بمثل هذا السقوط الوطني والأخلاقي، وهو يواصل اليوم مثل هذا الانحطاط ولم يخجل عندما تحولت هذه المؤسسة وعناصرها الأمنية إلى وكالة تجسس على وطنيي العراق وحتى على شيوعيي العراق من الرافضين للاحتلال والعملية السياسية، وارتضت هذه العصابة بكل خسة ونذالة أن يكون أعضائها وأتباعها أدلاء ومخبرين ومرافقين مع الدبابات اﻷمريكية والهمرات وكانوا عيونها أثناء المداهمات والاعتقالات ضد مناضلي المقاومة الوطنية العراقية الباسلة فحصلوا على عدد من الوظائف والوزارات في ظل سلطة الاحتلال وذيولها، ثم اشتغلوا بتفان وإخلاص في مهمات أداها المخبر السري وتلفيق تهم المادة 4 إرهاب وتوسيع حلقات جرائمهم بحق المعارضين لهم وللعملية السياسية والاحتلال.

وبعد انتهاء وجود الاحتلال وانسحاب القوات الأميركية دفعت هذه العصابة أتباعها من جديد إلى صفوف عصابات جيش المهدي وفرق السلام لمقتدى الصدر ومن بعده الانخراط طواعية في صفوف الحشر الشعبي الطائفي والعمل تحت سيطرة المليشيات الطائفية الإيرانية.

التباكي على أبناء الكادحين ورفع اليافطات السوداء بدل الحمراء المعتادة، والصراخ "لبيك يا حسين" أضحت من معالم الردة والخيانة الوطنية لدى عصابة عراقية أخرى تنتحل عنوان اسمه (الحزب الشيوعي العراقي).

فاحذروهم

احذروهم

فلا راياتهم الحمراء سابقا ولا راياتهم السوداء اليوم ستشفع لهم مدى عمق انتهازيتهم وسقوطهم إلى الحضيض.

وان غدا لناظره قريب.

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,050,238

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"