سياسة #أوباما المبهمة في #سوريا و #العراق

رندة تقي الدين

هل يعرف أحد ماذا يريد الرئيس باراك أوباما من نظام بشار الأسد في سوريا؟

سؤال يطرح لشدة غموض سياسة وموقف أوباما مما يحدث في سوريا.

 

ينقل موقع the daily beast الأميركي عن أحد الثوار مصطفى سيجاري الذي يشارك في برنامج التدريب الأميركي للثوار المعارضين السوريين انه مع ألف من اعضاء فريقه من المقاتلين على وشك الانسحاب من برنامج التدريب بعد ان اشترطت الادارة الاميركية عليهم ان السلاح الذي تقدمه لهم لا يمكن استخدامه ضد جيش بشار الأسد أو أي من حلفائه على الارض في سوريا، بمن فيهم «حزب الله» وان على المقاتلين ان يكتفوا بقتال «داعش».

غريب هذا الشرط من ادارة أميركية تدّعي انها تريد انتقالاً سياسياً في سوريا من دون الاسد. فكيف يقاتل الثوار السوريون «داعش» الذي يجتاح تدمر ويتقدم في حلب من دون محاربة نظام الاسد الذي ساهم بشكل كبير في فتح سجونه والافراج عن عناصر «داعش» العراقيين؟ لا شك انه لا ينبغي باستمرار إلقاء اللوم على الادارة الاميركية والغرب في ما يتعلق بفشل الحكومة العراقية او المعارضة السوريا في التصدي لتقدم «داعش» أو التخلص من النظام السوري الاستبدادي. ولكن ترك حلفاء النظام، روسيا وايران و»حزب الله»، يضاعفون مساعداتهم ودعمهم لنظام يتراجع وضعه هو نتيجة سياسة اميركا في سوريا وفي العراق وتسامح كبير او بالاحرى جذب للحليف الايراني التاريخي للولايات المتحدة.

فادارة الرئيس بوش فشلت في دخولها العراق عندما قلبت نظام صدام حسين واوباما فشل في اخراج قواته. فسلم اوباما العراق الى ايران. اما بالنسبة الى سوريا فأوباما يتحمل مسؤولية عدم وقف الصراع في مهده وضرب النظام في عام ٢٠١١ بدل الاعتقاد انه حل الامور في سوريا عبر صفقة حول السلاح الكيمياوي السوري مع حليفه الروسي السابق فلاديمير بوتين الذي سرعان ما تحول الى خصم بسبب اوكرانيا ووقع تحت عقوبات اميركية ودولية.

ان اجتماع باريس حول «داعش» في العراق وسوريا لن يؤدِ الى اي نتيجة طالما انه ليس هناك مسار سياسي حقيقي في البلدين. ففي العراق مطلوب من حكومة حيدر العبادي ان تنقض كلياً سياسة سلفه الطائفية وان تنتهج الاصلاحات المطلوبة للمصالحة كي لا تتمكن مجموعات «داعش» من الاستفادة من استياء السنًة في العراق.

اما بالنسبة الى سوريا فعلى الادارة الاميركية ان تعمل بسرعة قبل فوات الاوان على دفع التحالف الدولي الى فرض مسار سياسي يبعد بشار الاسد عن الساحة السوريا كونه المسؤول الاول عن القتل والدمار وظهور قوات «داعش» الارهابية وتوسع نفوذ ايران في سوريا ولبنان والعراق. ان مؤتمر باريس الذي تغيب عنه صاحب الدعوة جون كيري وحضره نائبه انطوني بلينكن لن يعطي اي نتيجة طالما لم تمارس الادارة الاميركية ضغطها السياسي من اجل حل حقيقي في سوريا من دون الاسد وفي العراق لاخراجه من النفوذ الايراني المهيمن فيه عسكرياً وسياسياً.

بعد اربع سنوات من حرب بشار الاسد الوحشية على شعبه حان الوقت قبل خراب كل المنطقة بدءاً بالبلد العريق سوريا والعراق ولبنان للتعاطي الملح بضرورة اخراج الاسد من السلطة ووضع مسار سياسي انتقالي قبل فوات الاوان وتخريب سوريا مثلما حدث في ليبيا. واذا اهتمت ادارة اوباما بالدفع الى مسار انتقالي من دون بشار الاسد بقدر ما تهتم بالتوصل الى اتفاق نووي مع ايران، بامكانها ان تضافر الجهود مع حلفاء ملتزمين بذلك مثل فرنسا. اما اذا اكتفت بالتصريحات ولم تعمل على دعم فعلي للمعارضة السوريا لمقاومة «داعش» والنظام السوري فستذهب سوريا الى مصير مجهول يهدد المنطقة بأسرها مع توسع النفوذ الايراني وتفاقم الصراع المذهبي السنّي - الشيعي اينما كان، وهو يشكل ارضاً خصبة لنمو ظاهرة «داعش» وغيره من التنظيمات الارهابية التي تدّعي التدين في حين ان مبدأها الوحيد هو الإجرام.

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,047,618

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"