معاناة نازحي #الأنبار بمنطقة #بزيبز، في تقرير لهيئة علماء المسلمين

اصدر قسم حقوق الانسان في هيئة علماء المسلمين في العراق، الخميس، تقريرا مفصلا عن احوال ومعاناة نازحي الانبار في منطقة (بزبيز)، الواقعة جنوب غرب العاصمة بغداد، مستنكرا الصمت المطبق وعدم اكتراث الحكومة الحالية بمؤسساتها المختلفة بهذا الشأن، وشاهدا في الوقت ذاته على حالة التقاعس الكبير للمنظمات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني عن القيام بواجباتها الإنسانية في مساعدة النازحين وإغاثتهم ونقل معاناتهم إلى الرأي العام الدولي.

 

وجاء في نص التقرير ان منطقة بزيبز جنوب غرب العاصمة بغداد، تشهد منذ أكثر من شهر توافد نازحي محافظة الأنبار الذين اضطروا الى ترك مناطقهم إثر النزاع الدائر فيها، وتعرض منازلهم إلى القصف العشوائي، والاستهداف المستمر من قبل القوات الحكومية من جيش وشرطة وميليشيات".

 واضاف "انه وللاطلاع على أحوالهم الإنسانية ، فقد قام قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين، يوم الأحد الموافق 31/5/2015 بزيارة ميدانية إلى تجمعات النازحين في المنطقة للوقوف على أوضاعهم هناك، وسجل القسم خلال جولته كثيرا من حالات المعاناة والمآسي التي يعيشها النازحون في تلك المنطقة التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة فضلا عن العيش الكريم".

ورصد التقرير أيضا "الاعتداءات والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية والميليشيات التابعة لها الموجودة هناك، حيث تفرض حصارا خانقا على النازحين وتمنعهم من المرور أو الانتقال الى أماكن أخرى أكثر امنا، والذي يعد حقا أساسيا من حقوق الإنسان نصت عليه القوانين والشرعة الدولية".

وبين ايضا "انه وعلى الرغم من الإعلان عن اتفاق جرى بين الحكومة الحالية وحكومة (كردستان)على نقل النازحين إلى كردستان، وهو اتفاق جاء متأخرا، وبعد أسابيع طويلة من المعاناة الإنسانية، إلا أنه لم يتم أي شيء بهذا الصدد حتى الآن، وكل ما جرى هو السماح للنازحين بعبور النهر، ومن ثم حشرهم في مخيمات بدائية في عدد من المناطق الخالية في اطراف مدينة بغداد، دون السماح لهم بدخول العاصمة، حيث ذكر شهود عيان ان نقاط التفتيش في عدد من المناطق المحيطة ببغداد ولاسيما في قضاء (أبي غريب) تطلب من النازحين النزول من مركباتهم والتوجه نحو هذه المخيمات قسرا، ومنها مخيم أبي غريب المقام في ما يعرف بـ (ميدان الرماية الأولمبي) بمنطقة (أبي منيصير)، وهو مخيم يغص بالنازحين الآن بالرغم من افتقاده لأبسط المقومات الضرورية".

واطّلع القسم خلال زيارته على "الواقع المأساوي الذي يعيشه النازحون في تلك المخيمات التي تضم أكثر من (460) عائلة في ظل ندرة الماء والطعام والخدمات الصحية، وتراكم النفايات، والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات الإسهال وسوء التغذية والأمراض الأخرى، ولاسيما الأطفال والنساء وكبار السن فضلا عن حدوث بعض حالات الوفيات ".

واوضح التقرير "انه ومقابل كل هذا، لا ترى الا صمتا مطبقا وعدم اكتراث الحكومة الحالية بمؤسساتها المختلفة وكأن الأمر واقع خارج العراق أو في بقعة تقع في أقصى الكرة الأرضية وليس في منطقة لا تبعد عن العاصمة بمنطقتها الخضراء أكثر من (25) كم".

واضاف "ان عددا من النازحين اتهموا سياسي الأنبار بالتقاعس عن أداء واجبهم والتخلي عن أهلهم وكأن الأمر لا يعنيهم، وأن هؤلاء السياسيين والأجهزة الأمنية يتاجرون بأرواح المدنيين ويبتزونهم مقابل مبالغ من المال لقاء أمنهم وانتقالهم إلى بغداد".

واوضح ايضا "ان الحالة التي تشهدها منطقة (بزيبز) تتناقض مع قوانين حقوق الإنسان المسنونة بهذا الشأن والقانون الدولي الإنساني الذي يضمن سلامة المدنيين الأبرياء الذين لم يشاركوا في النزاع وينص على حقوقهم بالتنقل بحرية، وحماية الأطفال والنساء وتوفير الغذاء اللازم والعيش بكرامة والمعاملة الحسنة".

واختتم التقرير بتأكيد قسم حقوق الانسان في الهيئة على "حالة التقاعس الكبير للمنظمات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني عن القيام بواجباتها الإنسانية في مساعدة النازحين وإغاثتهم، والتخفيف من آثار المأساة التي يعيشونها، والتقصير في نقل معاناتهم إلى الرأي العام الدولي ".

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,628,688

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"