يبذل نظام الجمهورية (الاسلامية) الايرانية جهودا مکثفة على مختلف الاصعدة والاتجاهات من أجل إحکام قبضته المشٶومة على العراق وترسيخ نفوذه وهيمنته بصورة تجعله مجرد محافظة او في أحسن الاحوال إقليما تابعا له!
ولئن وضعنا الاحزاب والشخصيات العراقية من مختلف المشارب والمجندة لصالح العمل لخدمة طهران بطريقة أو بأخرى، ناهيك عن بعض من الاحزاب الشيعية التي تدين بالولاء لطهران والميليشيات الشيعية المسلحة التي تتزايد بشکل مضطرد وتتزايد معها المشاکل التي ترافقها دونما إنقطاع، فإننا نرى أن طهران لم تکتف بکل ذلك وتريد شعبا مغسول الدماغ وتهيمن عليه أيديولوجية ولاية الفقيه المشٶومة، وذلك من خلال الإيعاز بتأسيس قنوات تلفازية أرضية و فضائية بإدارة عملاء مجندين يضعون کل طاقاتهم وخبراتهم من أجل إتمام المهمة المسندة إليهم على أتم وجه.
مبادرة مكتب المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في النجف بتخصيص مليار دينار عراقي (750 ألف دولار) لمن يؤسس محطة تلفزيونية أرضية وثلاثة مليارات دينار (مليونا دولار) لكل من يطلق فضائية جديدة سنويا، بحسب مانقلته صحيفة "العرب"اللندنية، يعني أن هذه المسألة تحظى بدعم و رعاية مباشرة من مکتب المرشد الاعلى خامنئي نفسه، أي أنها تکتسب أهمية إستثنائية، ذلك لأن العراق الذي يمتلك کثافة شيعية کبيرة وإمکانيات مادية واسعة وله موقع جغرافي استراتيجي بالغ الاهمية والحساسية، بإمکانه لو نجح المشروع الايراني کما يراد له، أن يلعب دورا بالغ الخطورة کيدٍ ضاربة من أجل تنفيذ إستراتيجية التمدد والتوسع الايرانية على حساب دول وشعوب المنطقة.
المصائب والکوارث والفتن والويلات الايرانية التي نزلت کالمطر على رأس الشعب العراقي منذ عام 2003، يبدو إنها لا تشفي غليل هذا النظام الذي يغرز نصال سيوفه المسمومة في کل أرجاء العراق، ولذلك فإنه يريد أن يرى الشعب العراقي وخصوصا الشيعة منه، يفکرون ويعتقدون بأفکار ومبادئ نظام ولاية الفقيه الضالة والغريبة على الاسلام والمعادية للإنسانية.
القنوات الجديدة التي من المزمع توجيهها للعراقيين، وان کانت تشارك العديد من القنوات العراقية الاخرى المسايرة لطهران عقائديا، لکنها ستتميز بتجاوزها لتلك الخطوط الباهتة التي حددتها القنوات الاخرى لإظهار هويتها الوطنية العراقية، وسترکز على الخطوط والمبادئ الاساسية لنظام ولاية الفقيه وتعلن بأن التشيع الحقيقي يعني الولاء المطلق لنظام ولاية الفقيه وکل شئ غير ذلك باطل، تماما کما نرى الامر مع تنظيم داعش الذي يکفر الجميع ويعتبر نفسه الممثل والمجسد الحقيقي للإسلام، ولذلك فإن إعتبار التنظيمات الارهابية المتطرفة هي
إمتداد لنظام ولاية الفقيه أمر يجب الاخذ به لأنه وکما قالت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي" ولاية الفقيه اللاإنساني الذي يعتبر عراب داعش وبوكو حرام. كل هذه الظواهر مهما كانت مسمياتهم، مشتركون في ايديولوجية لاانسانية وفي المبادئ الاعتقادية:
أي في فرض الدين باللجوء الى القوة،
في إقامة استبداد مطلق باسم حكم الله،
في الإرهاب والتوسع تحت عنوان تصدير الثورة وبسط الدين،
في الإقصاء والقمع والاستخفاف بالمرأة،
وأخيرا في طمس الثوابت الإنسانية والالهية للحفاظ على السلطة."
لکن السٶال الذي يطرح نفسه هو: ماذا سيکون رد الوطنييبن العراقيين على هذه الحملة الظلامية السامة الجديدة لنظام ولاية الفقيه؟