شكراً.. مرة.. مرتين.. وثلاث أيضاً!!

علي حسين

أثار السيد محافظ بغداد حفيظة الكثير ممن يتابعون تصريحاته، حين قال عن الطيار الذي اطلق الصاروخ بالخطأ على منطقة النعيرية "إنه سيد من جماعتنا" وفاته ان يخبرنا هل باقي الطيارين ممن يعملون ليل نهار في الحرب ضد داعش هم ليسوا "من جماعتنا"؟!

 

فاته ايضا أن يقول لنا كيف يمكن ان تعوض الأرواح؟

هذه مسألة سأشكره عليها مرة ومرتين.

عندما سقطت طائرة الـ أف 16 في ولاية أريزونا الأميركية! لم يقل لنا احد هل كان الطيار العراقي الذي مات في الحادث "من جماعتنا" ام ينتمي الى جماعة اخرى؟ بدليل الصمت الذي أحاط بالحادث باستثناء ما قاله، مشكورا، السيد رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي من أن "الولايات المتحدة قد سمت الطائرة المحطمة بـ(الطائرة العراقية) ونقول إن هذه الطائرة ما زالت غير عراقية لأنها لم تدخل أجواء وحدود العراق، ولهذا فان واشنطن هي من تتحمل تكاليفها المالية وتعويض عائلة الطيار العراقي" هكذا عرفنا بالدليل القاطع ان الطيار العراقي الذي استشهد في اميركا "مو من جماعتنا".. للسيد الزاملي ايضا الشكر.

لعل اللائحة طويلة في هذا الباب اللا إنساني الذي يميز بين جماعة وجماعة، وقد عشنا جميعاً من قبل مع العرض الذي قدمه السياسيون لمناصرة شعب البحرين لأنهم "من جماعتنا" وشاهدنا كيف ترقرقت الدموع في أعين البعض من النواب وهم يرون حادثة اعتقال احد السعوديين لأنه "من جماعتنا" ايضا، وكيف شمّر البعض عن سواعده وقرر أن يبحر في سفينة لدعم الحوثيين فهم والحمد لله "من جماعتنا"، ولكننا لا نرى في مقتل العشرات من اهالي الموصل يوميا كارثة، ولا نريد ان نعترف من ان العنف الذي يحصد اهالي بغداد "مصيبة" ولا نرى في تشريد اهالي الانبار جريمة، لأن ساستنا يرون أن الحل لأزمات العراق هو في تحويل الشعب إلى قبائل وطوائف، مطلوب من الكل ان يبحث عن " جماعته" .

ولهذا كان يجب ان اكتب شاكرا للسيد اللمحافظ ملاحظته القيمة في تقسيم الشعب الى "جماعتنا" و "جماعتهم" ، وايضا لأقدم الامتنان لرئيس لجنة الامن والدفاع النيابية لأنه لا يريد ان يعوِّض الطيار العراقي، لأن مشكلته تكمن في موته ببقعة ارض اجنبية.

وثمة سبب آخر، اكثر وجاهة للشكر، فقد كنت ابحث عن موضوع لزاويتي، ونويت ان اكتب مقالا عن ذكرياتي مع كتاب الايام لطه حسين، ولكنني خفت ان يسخر مني القراء فيرمون الصحيفة جانبا، فأنقذني هذا الخبر، وواجب الامتنان يلزمني بتقديم الشكر لاصحابه.

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,038,392

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"