من المخجل الانتماء الى (دولة) يقودها جوقة من سياسيي الصدفة ممن ملأوا الدنيا زعيقا وضجيجا، اتخموا العراق بمشاكل مستعصية بجهلهم الفطري بكل ما يتعلق بالسياسة. ويظهر ان من الشروط الواجب توفرها عند الشخص ليتحول الى (سياسي لامع) في بغداد هو ان يكون كثير الظهور في الفضائيات يصرح بما شاء من تراهات وان كانت مضحكة .
فمن منا مثلا لا يضحك عندما تخرج قارورة العراق (عالية نصيف) وهي تفتي في قضايا لا تفهم منها شيئا؟!
مثلا ان تقرأ القارورة خبرا في مواقع التواصل الاجتماعي فتسارع في اطلاق تصريحات نارية تهجمية تعيد للذاكرة (نسوان) المحلات الشعبية في العراق وهن جالسات امام بيوتهن (يدردمن مع بعضهن). و من منا لا (يضحك) عند ظهور مختار العصر (المالكي) في الفضائيات بنظرته عديمة التعابير والتي ان دلَّت على شيء فانما تدل على الاشعاع الفكري الذي ينعم به دونا عن كل العراقيين!
قبل ايام اطلَّت هاتين الشخصيتين على الاعلام بتصريحات مخجلة تعبر عن سطحية في التفكير وفقر في المنطق ... فما ان علمت قارورة العراق (عالية نصيف) بوصول وزير الخارجية القطرية الى اقليم كردستان دون المرور ببغداد حتى سارعت في تصريح لها تطالب فيه الحكومة العراقية باتخاذ موقف حازم من الحكومة القطرية، والغريب ان للقارورة مسؤول اعلامي كان يفترض ان يخبرها بأن وزير خارجية قطر قد وصل الاقليم بطائرة خاصة عبر الاجواء العراقية، وبالتاكيد فان هذه الطائرة قد اخذت اذنا بالمرور في الاجواء العراقية، وطالما سمح للطائرة بالعبور فهذا يعني بأن الحكومة العراقية على علم بهذه الزيارة وموافقة عليها.
وبالطبع فان الحكومتين العراقية والقطرية تغافلا عن هذا التصريح ولم يتطرقا اليه ولسان حالهما يقول ( ناخذها على قد عقلها).
اما رفيقها الثاني في النضال مختار العصر (نوري المالكي) فقد خرج على الفضائية التي يمولها مطالبا المجتمع الدولي بفرض وصاية على المملكة العربية السعودية وقال إن "جذر الإرهاب وجذر التطرف وجذر التكفير هو من المذهب الوهابي في السعودية" وان "الحكومة السعودية غير قادرة على ضبط هذا التوجه الوهابي التكفيري"، داعيا إلى وضعها تحت الوصاية الدولية )).
يبدو ان المالكي وبسبب سطحية التفكير التي يعاني منها يتصور ان وجود سعوديين ضمن هذه التنظيمات الارهابية يكفي لاتهام الحكومة السعودية بدعمها، وان لم تكن تدعمها فطالما قد فشلت في القضاء على هذه الجماعات فهذا مدعاة للمطالبة بوضع المملكة تحت الوصاية الدولية!
بما ان (مختار العصر والزمان) يفكر بهذه الطريقة فدعونا ننزل لمستوى تفكيره ونقول له: اذن فيجب على المجتمع الدولي وضع العراق اولا تحت الوصاية الدولية لنفس الاسباب التي ذكرها، فابو بكر البغدادي هو من اب وام عراقيين وان كبار قادة ومسئولي داعش في العراق وسوريا هم عراقيون ، وقد فشل العراق طيلة 11 عاما في القضاء عليها .
ثم دعونا نسأل ابو حمودي (المالكي) من الذي يرعى الارهاب اكثر، دولة تصرف الملايين شهريا للقضاء على الارهاب كما تفعل السعودية، وألقت القبض على الكثيرين منهم كما حصل قبل ايام حينما القت القبض على اكثر من 400 ارهابي، ام (دولة) تعطي اسلحتها الثقيلة الى الارهاب وتسلمها اليه مجانا في انسحابات مشبوهة لجيشها؟!
وان كانت الامور تقاس بهذا الشكل السطحي فماذا نقول عن (دولة) تسحب جيشها امام بضع عشرات من الارهابيين وتسلمهم مدنا بكاملها يرتعون فيها ويمرحون وما يزالوا؟!
وهل يمكن على هذا الاساس اعتبار المالكي هو الراعي الاول للارهاب في المنطقة، حيث حصل هذا كله ايام حكمه؟!
ماذا نقول عن (دولة) تفشل في حماية سجونها ليهرب منها الاف الارهابيين في مسرحيات هزيلة مفضوحة كما حصل ايام حكم المالكي نفسه للعراق؟!
ان كانت السعودية، وحسب وصف المالكي، تحتاج وصاية دولية، فماذا نقول عن العراق الذي تحول ربع سكانه الى ارهابيين (حسب وصفه هو للسنة العرب) ايام حكمه البائس؟!
ماذا نقول عن (دولة) اقتطعت 142 مليار دولار من قوت شعبها لتصرفها على صفقات اسلحة وهمية؟!
ماذا نقول عن (دولة) فيها عدد الفضائيين اكثر من عدد الجنود الحقيقين في الجيش؟!
ماذا نقول عن (دولة) لا تمتلك ما يمكن تسميته بجيش منظم؟!
ماذا نفعل بـ (دولة) تعتبر اقل الدول امنا، واكثر الدول فقرا، واكثرها تخلفا، واقل الدول سيادة، واكثرها مشاكلا؟!
(دولة) وصل فيها عدد النازحين الى ثلاثة ملايين نازح ماذا يمكن ان يفعل بها سوى وضعها تحت الوصاية الدولية؟!
(دولة) فشلت منذ 2003 وليومنا هذا في ان يمر يوم واحد (واحد فقط) دون حدوث عملية تفجير او تفخيخ او قتل في مدنها؟!
كم كنت اتمنى ان يتجرأ المالكي ويقول للعراقيين ماالذي حققه للعراق طوال سنين حكمه سوى الهوان والضعف وفقدان الهوية الوطنية وبث روح الكراهية بين ابناء الدولة الواحدة؟!
ماذا حقق هذا الدعي للعراق كي يخرج وبكل صلافة على شاشات التلفزيون ويتحدث عن دول اخرى ويسيء لعلاقة العراق معها؟!
الى متى يبقى هؤلاء المهرجين ممسكين بمصير الشعب العراقي المسكين؟!
ادعو حكومة السيد حيدر العبادي لاتخاذ موقف حازم من تصريحات المالكي هذه واستهتاره بوضع العراق في المنطقة وعلاقاته مع دول الجوار، وكذلك اطالبه بوضع (مختار العصر) نوري المالكي و(قارورة العراق) عالية نصيف في مصحة للامراض العقلية ليرتاح الشعب من هذه التصريحات الفارغة والتي تحبط جهود الحكومة العراقية الحالية من تحسين وضعها الداخلي والخارجي.