هل قرر بعض العرب التخلي عن (جمجمتهم)؟!

موصل تغلب

قال نجاح محمد علي (باحث ومحلل في الشؤون الإيرانية - إيراني) على فضائية آلبي بي سي (العربية) أمس:

"لنكن صريحين ... كان هناك اتفاق ومنذ شهور بين أميركا وإيران في لوزان على ترك العراق حديقة خلفية لإيران، ولذلك سيكون هناك تفاهم سيرضي السعوديين في سوريا"!!

يتفق معه محاوره وهو يتمتم: نعم بحكم خصوصية المجتمع العراقي وارتباطاته!

أما جمال خاشقجي فيقول مبتسما (في حوار معه يضم ضيفا ايرانيا): على ايران اذا ارادت إثبات حسن نواياها ان تغير مواقفها تجاه سوريا، واليمن!

لتخبرنا إعلامية (ومحللة سياسية لا يحضرني اسمها تقيم في واشنطن) على فضائية عربية اخرى، ان مسألة (تسليم) العراق لإيران تعتبر أمراً مفروغاً منه!! لذا علينا الحديث فقط عن الحد من النفوذ الإيراني في سوريا واليمن! ومحاولة مواجهته! فيوافقها مقدم البرنامج ويكمل جملتها عن العراق وهو يهز رأسه: بالتأكيد، بالتأكيد بحكم ان الأغلبية في العراق هم (شيعة)!

حملةُ تطبيعٍ تعوّد المواطن العربي على فكرة كون بغداد (عاصمة لإمبراطورية فارس) ... والعراق ارض بشعبٍ (حلال) إبادته وقصفه وحرق ابنائه احياء كي يرقص قاسم سليماني على جثته!

تماما كحملة ٢٠٠٢- ٢٠٠٣ حين كانت ذات الفضائيات العربية (والساسة والحكام العرب) يستضيفون (وبكل ترحاب ٍوحرارة) خونة العراق المتسكعين في الغرب وإيران (والسيدة زينب) في سوريا ليحدثوا الجمهور العربي عن ضرورة (ضرب العراق) لاسقاط نظامه (الدكتاتوري) وانقاذ شعبه من قبضته والعالم من (اسلحته المدمرة!).. بينما في نفس الوقت يحاصرون اهل العراق ويجوعونهم ويمنعون عنهم الدواء ويفرضون عليهم مناطق (حظر جوي!)!

بات العراق واهله، على مايبدو، ومنذ عقود (جائزةً) يقدمها من لا يحق له تقديمها (الحكام العرب) لمن لا يستحقها (أميركا وإيران) وأذنابهما. اما الشعب العربي في أقطاره (الا من رحم ربي) فيكتفي بغض الطرف عن المدن التي تُحرق والعوائل التي تُهجّر (او تُنحر) والأطفال والرضَّع الذين تقتلهم شظايا صبيحة عيد بينما اخوتهم وآباؤهم يُحرقون احياءً بيد حشد شيطاني (مقدس)! 

لان العراقيين (مو خوش ناس)!

وكأننا ذهبنا بملايينا المحاصرة (على مدى ١٣ عاماً) واستحلفنا أميركا بالعلي القدير ان تقصف مدننا وتجلب الى ارضنا ١٥٠ ألف جندي (كم لقيط بينهم؟!) دخل أرضنا من دول الجوار (الشقيقة) بصحبة حثالةٍ خائنةٍ مجرمة (ولدها وارضعها ورباها الولي (الفقيه) ومنحها العالم لقب (معارضة) نكايةً ب (الدكتاتور) صدام حسين!

يعيد التاريخ نفسه.. والإعلام والساسة والحكام الذين أقنعوا شعوبهم بضرورة (إنقاذ) العراق (باحتلاله)! يحاولون الان إقناعهم بان العراق حالةٌ ميئوس منها واهله لا يستحقون حتى محاولة (انقاذهم) لأن ايران (والقوى الكبرى!) على ما يبدو قد حزموا امرهم وقرروا ان (جمجمة) العرب: إيرانية. وان بلد ابراهيم جد محمد (صلى الله عليه وسلم): فارسي. وان كسرى قد قال كلمته وهو يرغب في حديقةٍ خلفيةٍ له على ارض السواد خاليةً من اهل العراق (الإرهابيين)!

فمتى ياترى سيكفُّ الاعلام العربي وساسته وحكامه عن اتخاذ مواقف عاهرة (عذراً) في حق العراق واهله؟!

ولماذا لا زالوا يصرّون حتى اليوم على احترام رأي (الأقلية) السافلة المجرمة الخائنة على ارضه والترويج لأفكارها ومشاريعها، منذ (معارضة واشنطن ولندن وقم والسيدة زينب) حتى الحشد (المقدس!) وميليشياته وأصحابه مروراً بالحكومة العميلة. مع تجاهلٍ تامٍ للأكثرية التي كانت (على مدى ١٣ عاماً) محاصرة، وباتت نازحةً
مشرَّدة مهجَّرة محكوم عليها بالإعدام.. لأن ايران تريد ان يصبح العراق حديقةً خلفيةً لها بموافقة أميركية نعلم جيدا انها (تمت حتى قبل لوزان) وبمباركةٍ (عربية) قدمها حكامٌ اذناب قرروا- ظناً منهم ان هذا سيخلصهم من الصداع- العيش دون (جمجمة)!

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,060,093

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"