من قتل الرضيع الفلسطيني؟

محمد سيف الدولة

((ان جريمة حرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة، ليست عملا فرديا، بل هى عقيدة صهيونية وسياسة منهجية. وهى أيضا جريمة جماعية شارك فيها الصهاينة بكل أنواعهم، من يهود وعرب وأميركان)).

·الذى قتل علي دوابشة، هو "شارون" حين اقسم على حرق كل طفل فلسطينى يولد في هذه المنطقة.

·وقتله "هرتزل" حين دعا الى تنظيم حملة صيد جماعية ضخمة ومجهزة لطرد "الحيوانات" ورمي قنابل شديدة الإنفجار وسطهم.

·وقتله "بن غوريون" حين قال ان هدف العسكرية الصهيونية هو اجبار الجميع على الرضوخ والانحناء.

وقال ((لقد أبلغنا العرب أنه ليست لنا الرغبة في محاربتهم أو إلحاق الأذى بهم، وإننا حريصون على أن نراهم مواطنين مسالمين في الدولة اليهودية.. ولكن إذا وقفوا في طريقنا وعارضوا، ولو جزئيا ، تحقيق أهدافنا، فإننا سنواجههم بكل ما عندنا من بطش وقوة)).

· وقتله "مناحم بيغين" الذى قال ان "الفلسطينيين مجرد صراصير ينبغي سحقها." وقال "كن اخي وإلا قتلتك." وان "الأساليب الإرهابية قد أشبعت رغبة جارفة مكبوته عند اليهود للانتقام." وقال عن مذبحة دير ياسين "انها اسهمت مع غيرها من المذابح الاخرى في تفريغ البلاد من 650 الف عربي... ولولاها لما قامت اسرائيل".

· وقتلته جموع المغتصبين الذين يسمونهم زورا "بالشعب الاسرائيلى" الذين أيدت غالبيتهم في الاحصاءات واستطلاعات الرأى، الإفناء الكلي للسكان العرب المدنيين المقيمين في (إسرائيل). وأيد 95% منهم عدوان الرصاص المصبوب عام 2009 والجرف الصامد 2014.

·وقتله الارهابي الأكبر، بنيامين نتنياهو، الذى قتل وحرق بدم بارد ما يزيد عن 2000 فلسطيني في  عدوان الجرف الصامد في صيف 2014، نصفهم من النساء والاطفال.

·وقتله الأميركان ومجتمعهم الدولي وأممهم المتحدة ومجلس أمنهم، حين صمتوا وباركوا ودعموا الاغتصاب والحروب والاعتداءات والمذابح الصهيونية على امتداد 70 عاما، في دير ياسين واخواتها، وفي سيناء وبحر البقر والحرم الابراهيمي و صابرا وشاتيلا وقانا، ومذابح غزة المتكررة.

·وقتلته اتفاقيات جماعة اوسلو حين ارتضت إلقاء سلاحها والتنازل عن حق المقاومة، والتنسيق الامني مع العدو للابلاغ عن اهاليها من المقاومة واعتقالهم ومطاردتهم ونزع سلاحهم. ليتركوا العدو الصهيوني يعربد في الارض ويبنى مزيدا من المستوطنات ويسلح المستوطنين ويجرد الفلسطينيين من السلاح ليعجزوا عن الدفاع عن انفسهم وعائلاتهم وأطفالهم ومساكنهم وأراضيهم ومقدساتهم.

·وقتلته اتفاقيات الصلح والاستسلام العربي بدءا بكامب ديفيد واوسلو ووادى عربة ومبادرة السلام العربية، التى اعترفت بشرعية هذا الكيان الارهابي، وتنازلت له عن فلسطين  1948 التى اتخذها كملاذ آمن لجرائمه ومجرميه، مثله في ذلك مثل أي جماعة ارهابية اخرى.

·وقتلته النظم العربية، حين تخلت عن فلسطين وباعتها، وتفرغت للدفاع عن امن (اسرائيل)، وحاصرت الشعب الفلسطيني وطاردت المقاومة ومنعت عنها الدعم والسلاح، وطاردت انصارها في كل البلدان العربية.

·وقتلته هذه النظم التابعة والمتواطئة والخائفة، مرة أخرى، بتحالفها سرا او علانية مع اليكان الغاصب في مواجهة ما يسمونه بالعدو المشترك على حد تصريحات نتنياهو المتكررة.

·وقتلته أيضا حين سلَّمت دولها وجيوشها وسلاحها للأميركان في حملاتهم وحروبهم الاستعمارية على المنطقة بذريعة مكافحة كل انواع الإرهاب، فيما عدا الارهاب الصهيوني والأميركي.

·وكذلك حين تعقد صفقات السلاح بالمليارات، وتراكمه ليصدأ في مخازنها، بدون ان تطلق رصاصة واحدة ضد العدو الاول والرئيس للأمة العربية، والخطر الأكبر على وجودها ومستقبلها.

·وقتلته مجددا حين ضللت شعوبها وكسرتها، فأوهمتها بأن فلسطين قضية الفلسطينيين وحدهم. وانه لا شأن لنا بها، واننا لا قبل لنا بـ(اسرائيل).

·وقتله المستبدون العرب حين قهروا شعوبهم، وكمموا أفواهها، وحظروا نشاطها، وجرموا مظاهراتها، ووأدوا غضبها وثوراتها، وطاردوا شرفائها، وسجنوا مناضليها، فجردوا فلسطين وشعبها وقضيتها من ظهيرها الشعبي العربي، وتركوها وحيدة معزولة ومحاصرة وفريسة سهلة لماكينات القتل والإبادة الصهيونية.

·وقتله الذين يقتلون شعوبهم ويحرقونهم في الميادين وعربات الترحيلات، فيقتلون في الشباب روح الانتماء الوطني، ويصنعون اجيالا تعميها وتلهيها محنتها الداخلية عن  الجرائم الصهيونية.

·وقتلته كل حركة او دعوة او فكرة سياسية، لا تضع "مواجهة الكيان الصهيوني ومشروعه" على رأس أولوياتها.

·وقتلته الطائفية والطائفيون والإرهابيون العرب الذين اغرقونا في صراعات وحروب اهلية عربية/ عربية وسنية/ شيعية، بدون ان يطلقوا رصاصة واحدة ضد العدوين الأميركي والصهيوني.

·وقتله المنافقون وعبيد القصور من نخب اعلامية وسياسية، الذين يرقصون مع العدو فيشوهون كل ما هو فلسطيني، ويحرضون (اسرائيل) على ضرب المقاومة الفلسطينية، ويتعاطفون مع جرائم الابادة الصهيونية.

·وقتله كل الذن تغيروا خوفا او جهلا او نفاقا وتزلفا. تغيروا من مناصرين حتى النخاع للانتفاضة ولمحمد الدرة عام 2000 ، الى صامتين عن العدوان الصهيوني 2014 وحرق دوابشة 2015. تغيروا من مناضلين ضد الصهيونية وكيانها وكامب ديفيد، الى داعمين ومؤيدين لنظام يضع امن كيان العدو على رأس أولوياته.

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,062,431

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"