يؤسفني أن أقول للمتظاهرين إن قرارات حيدر العبادي غير قابلة للتنفيذ.
القانون رقم واحد لسنة 2011 يقول إنه لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يكون بدون نائب!
وحتى لو تم تجاهل هذا القانون، لن تكون القرارات نافذة إلا بعد مصادقة البرلمان عليها. ولن يتحقق ذلك بدون تصويت كتلتي المالكي والنجيفي (وهما النائبان المراد زحلقتهما!)
وحتى لو صادق البرلمان على قرارات العبادي وأزيح جميع نواب الرئيس وفُتحت ملفات الفساد (وهي بالمناسبة مفتوحة ولم تغلق قط) لن يتحقق شئ من مطالب المتظاهرين.. لأن مطالبهم مع احترامي لهم ساذجة.
المتظاهرون يطالبون الحكومة بمحاسبة الفاسدين!!
وهل هناك أفسد من الحكومة نفسها؟
ولمّا رأت الحكومة أن المظاهرات بهذا المستوى من الضحالة، عرفت كيف تأكل بعقل المتظاهرين حلاوة. فأصدرت هذه القرارات الترقيعية كي تمتص غضبهم.
والمأساة أن النتيجة فاقت تمنيات الحكومة... انقلب مزاج المتظاهرين 180 درجة وحولوها الى أهازيج ورقص تأييدا للعبادي وقراراته الهوائية.
المحزن أن عددا من المثقفين أخذهم الحماس إلى أبعد مما يتناسب مع أوزانهم وراحوا يناشدون العبادي بتشكيل حكومة تكنوقراط. وزادوا على ذلك بأن عرضوا عليه تقديم النصح في كيفية انتقاء الشخص المناسب للمنصب المناسب!!
متى يدرك الناس أن إيران ومعها مرجعية النجف تريدها حكومة محاصصة لا تكنوقراط؟
متى يعرف الناس أن مرجعية النجف ومِن ورائها إيران تعمل بشعار (كل شئ من أجل المعركة ضد الإرهاب)؟
ومتى يفهم الناس أن كل الأزمات التي دفعت المتظاهرين الى التظاهر هي دون هذا الشعار، وفي الدرك الأسفل من أجندة إيران التي هي أجندة المرجعية؟!
إذا حدثت معجزة وخرجت مظاهرات ضد مرجعية النجف وضد إيران سيكون هناك عندئذٍ بصيص أمل بخيار المظاهرات.