إنقاذ #العراق

جاسم الشمري

لا شك في أن أهم قضية لكل مناضل وطني وشريف ونزيه أن يعمل من أجل رفاهية ‏وطنه، وخلاصه من شوائب الاحتلال والعملاء والخونة والجواسيس، وهذا المسعى لا ‏يكون إلا بعمل جماعي منظم ينطلق من روح التكاتف، وصدق الانتماء للوطن بعيداً ‏عن الانفراد في الزعامة والقرارات.‏

 

وأعتقد أن أي مشروع لا يتمسك باستقلال العراق، ووحدة أراضيه، والمحافظة على ‏هويته، وتوحيد شعبه بعيداً عن انتمائهم الديني والمذهبي والعرقي، ولا يلتزم بالنهج ‏التعددي، وحرية الرأي وفقاً لآليات تحترم قيم العراقيين وأعرافهم وتقاليدهم ولا ‏تتعارض معها، أقول أي مشروع لا يبنى على هذه القيم والمعايير لن يكتب له النجاح، ‏ومن هذه المنطلقات الدقيقة دعت هيئة علماء المسلمين في العراق قبل يومين ‏لمشروع:"العراق الجامع، الحل المناسب، لإنقاذ العراق والمنطقة".‏

وقبل الولوج في حيثيات المشروع لا بد أن نركز على أن المشروع أُطلق في مرحلة ‏حرجة من تاريخ العراق، حيث غياب السلطة المركزية في شمال البلاد وغربها، ‏واستمرار المظاهرات في جنوب البلاد ووسطها، وتغول المليشيات في عموم الوطن.‏

تضمنت مبادرة هيئة علماء العراق "الدعوة إلى لقاءات تشاورية موسعة بين القوى ‏العراقية المناهضة للمشروع السياسي، للاتفاق والتنسيق على مبادئ وثوابت مشروع ‏العراق الجامع وتفعيله، والدعوة لعقد سلسلة من الندوات بين كفاءات المجتمع وقواه ‏المدنية الفاعلة، لتقريب وجهات النظر، والدعوة لاجتماع شرائح مجتمعية مهمة في ‏كيانات وعناوين، تمهيداً لمشاركتها في أي جهد عراقي جمعي قادم، ودعم رأي عام ‏عراقي وتوسعته نحو حركة جماهيرية ناشطة، وأخيراً الدعوة لعقد مؤتمر عام، ‏لتأسيس إطار عراقي جامع، يكون عنواناً واحداً ينظم أفكار ومنطلقات القوى العراقية ‏من خلال ميثاق للعمل المشترك، يقوم على أسس الوحدة، واستقلال القرار العراقي، ‏ورفض التبعية للخارج القريب والبعيد".‏

ومن أهم ما يصبو المشروع لتحقيقه هو:" إزالة المخاوف التي تراود بعض العراقيين ‏من الآثار التي قد تنتج عن التغيير، وتوسيع رقعة المشاركة الجماهيرية في مقاومة ‏التدخل والنفوذ الخارجي، واستقطاب الشخصيات الفاعلة للمشاركة في التغيير ‏المرتقب، وتوحيد جهود القوى العراقية، وتوسيع مشاركتها  في مشروع التغيير، تحت ‏مظلة جامعة تتبنى تحديد المسار وتوزيع المهام".‏

وأظن أن هذا المشروع يمكن أن يُدعم عبر الخطوات العملية الآتية:‏

‏1.تفهم القوى العراقية المعارضة للاحتلال للمشروع، ودعمها لخطواته الهادفة لتوحيد ‏الصف الوطني لإنقاذ العراق.‏

‏2.ضرورة استغلال الأرضية الهشة في العراق اليوم في ظل انشغال الحكومة ‏المركزية في عموم الملفات الأمنية والإدارية، واستمرار المظاهرات في محافظات ‏الجنوب للتسريع بتفعيل فقرات المشروع عبر تكثيف اللقاءات بين القوى المعنية به، ‏وضرورة تفعيل المشروع إعلامياً، وبكل الوسائل المتاحة.‏

‏3.انعقاد مؤتمر قريب وجامع لغالبية القوى الوطنية لبحث الخطوط العريضة التي ‏يمكن التوافق عليها، على أن يُراعى الاختلاف في الرؤى لمجمل قضايا العراق ‏الشائكة، والتوافق على الحد الأدنى من الأهداف.‏

‏4.الدعوة لمصالحة حقيقية بين العراقيين في الداخل والخارج، بعيداً عن  الطائفيين ‏والمجرمين والقتلة والسراق وزعماء المليشيات.‏

‏5.السعي لتشكيل حكومة منفي يمكن أن تكون الأداة الفاعلة في التحرك الخارجي ‏لإيجاد مقبولية - ولو نسبية - لها في الإقليم العربي والدولي.‏

‏6.تفعيل علاقات القوى المناهضة مع الدول العربية والإقليمية والدولية لدعم المؤتمر ‏المزمع عقده على اعتبار أنه يمثل كافة الأطراف الرافضة لعموم الأوضاع غير ‏الصحية في العراق، للحصول على دعم سياسي.‏

‏7.عدم التغافل عن أهمية الدور الأميركي في المرحلة القادمة، لأن الولايات المتحدة ‏هي اللاعب الأبرز في الملف العراقي، وهنا يمكن استغلال العلاقات مع بعض ‏الأطراف القريبة من القوى المعارضة لإيصال رسالة واضحة للبيت الأبيض أن الحل ‏الأمثل للقضية العراقية لا يمكن أن يستثني القوى المعارضة للوضع في العراق.‏

‏8.ضرورة الضغط الإقليمي والأوروبي لإيقاف التغول الإيراني في الشأن العراقي، ‏وبتر اذرعها المليشياوية في بلاد الرافدين.‏

هذه الخطوات وغيرها- إن طُبِّقت- يمكن أن تكون الخطوة الأولى في طريق ‏الخلاص والبناء والاعمار لبلاد الرافدين.‏

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,618,248

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"