دعوة #مقتدى_الصدر للتظاهر اليوم مشروع لإجهاض #مظاهرات_العراق

رياض التميمي

ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، تلك التي يوفر بها مقتدى الصدر غطاءً (شرعياً) لحماية الفاسدين، فبالأمس القريب كان هو الجهة التي أمالت الكفة لصالح اختيار نوري المالكي في حكومة 2005 ورغم جرائم المالكي ومنها على وجه الخصوص بحق أتباع مقتدى إلا انه ومن خلال كتلته السياسية في البرلمان عاد وأعطى الشرعية لولاية ثانية للمالكي في حكومة 2009 بعد أن كان هناك شبه إجماع سياسي على رفض توليه الولاية الثانية.

 

وفي هاتين الحكومتين كان له 40 نائبا وخمسة وزراء، ناهيك عن ممثليه في الحكومات المحلية للمحافظات، مما يعني انه شريك فاعل ورئيسي في الحكومة بشقيها التشريعي والتنفيذي في المركز والمحافظات وجزء من منظومة الفساد الحكومية التي قرر الشارع العراقي الخروج ضدها في تظاهرات 25 شباط/ فبراير 2011 ليعود مقتدى مرة أخرى ويعطي مهلة الستة أشهر لحكومة المالكي، التي هو جزء منها، ليجهض بذلك جهود الشارع العراقي ويخمد تظاهراته، مشتركا بذلك مع كل المرجعيات الدينية الشيعية التي أفتت أو وجهت بعنوان النصح لمنع التظاهرات وفي مقدمتها السيستاني.

اليوم و بعد أن خرج الشارع العراقي منتفضا ضد حكومة الفساد التي يعتبر مقتدى وتياره جزء منها،/ وانتشر واتسع تأثير تظاهرات الشارع العراقي كما ونوعا وهدفا وبفترة قياسية أثبتت رفض الشارع العراقي لأحزاب و تيارات التأسلم السياسي، والذي يعتبر مقتدى وتياره جزءا منه، وذلك من خلال ترديد الجماهير لشعارات ((باسم الدين باكونه الحراميه)) ...((نعم للدولة المدنية ... كلا للدولة الدينية)) بل انتقل خطاب الجماهير إلى تشخيص مشكلة كبيرة وأساسية في مأساة الشارع العراقي وهي الدور السلبي لإيران راعية وحاضنة وموجهة تيارات التأسلم السياسي، ومنها تيار مقتدى، وذلك من خلال ترديد المتظاهرين في اغلب محافظات العراق في الوسط والجنوب الشيعي لشعار ((إيران بره بره .... بغداد تبقى حره .... كربله تبقى حره .... النجف تبقى حره.. الخ)) وكذلك إحراق صور خميني وخامنئي في ساحة التحرير وباقي المحافظات والذي اثبت صحوة ووعي الشارع العراقي من خلال انتقاله من مرحلة المطالبة بالخدمات إلى مرحلة المطالبة بالتغيير الجذري للمنظومة والعملية السياسية برمتها، ذلك الأمر الذي دفع مقتدى من خلال أتباعه لتكرار دوره المرسوم له بتقويض جهد الشارع العراقي، وذلك من خلال دعوة أتباعه للاشتراك بتظاهرة اسماها مليونية في هذا اليوم الجمعة، وهو بذلك يؤكد ما ذكرناه فهو يثبت أن أتباعه إلى الان لم يشاركوا العراقيين في تظاهراتهم المستمرة منذ ثلاثة أشهر، بل إنهم انتظروا توجيهه بعيدا عن واقع العراق، مما يثبت أن أتباعه منسلخون من وطنيتهم واستقلاليتهم للتفاعل مع واقعهم، وهم أدوات يحركها "ريموت" مقتدى!

كذلك فان توجيهه لإتباعه يعني دخول خط سياسي يعتبر جزءاً من العملية السياسية الفاشلة والحكومة الفاسدة منذ عام 2005 على خط التظاهرات والتي هي لحد الان تظاهرات عراقية عفوية وليست حزبية، الأمر الذي يؤكد أن دور مقتدى وتياره هو دور تخريبي ومجهض لجهود الشارع العراقي، وعلى العراقيين، وتحديدا المتظاهرين والناشطين في التظاهرات ومنظمات المجتمع المدني، الانتباه ورفض مشاركة تيار مقتدى في تلك التظاهرات، بهذه الطريقة التوجيهية، والانتباه إلى أن قيمة التظاهرات ليست بأعداد المشتركين بها، كي لا يبرروا الحاجة إلى أتباع مقتدى من الناحية العددية، بل إن قيمتها باستقلاليتها وثباتها على مبادئها وشعاراتها التي تسير عليها منذ انطلاقها، وأن من كان جزء من السلطة الفاسدة التي انتفض الشارع ضدها لا يمكن أن يكون جزء من حركة الإصلاح الجماهيرية.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,623,932

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"