#السعودية ودجاجة #المغسل الذهبية

سوسن الشاعر

«المغسل» الدجاجة الذهبية للمملكة العربية السعودية الآن، ويجب أن توظف دبلوماسيا وإعلاميا داخل الولايات المتحدة الأميركية فورا، وبحملة تسبق زيارة الملك سلمان لها.

استخراج ملف الضحايا الأميركيين التسعة عشر الذي قتلوا في تفجير الخبر والوصول لأسرهم ليس صعبا على مراسلي وسائل الإعلام السعودية، فقد وصلت هذه الوسائل إلى درجة من الاحترافية العالية، ومثلما نقلت وسائل إعلام أميركية وبريطانية عن «الشرق الأوسط» خبر القبض على أحمد المغسل، فستنقل عن وسائل الإعلام السعودية أيضا بقية الخبر في حال أحسنت هذه الوسائل توظيف حكاية المغسل توظيفا يخدم الأهداف السياسية للمملكة العربية السعودية.

من دون حراكنا وجهدنا الخاص لن يتحرك الإعلام الأميركي الآن تحديدًا لفتح أي ملف يربط الإرهاب بإيران، فهناك رغبة في تبييض وجه إيران الإرهابي، ونفي هذه التهمة عنه بشكل ينافي أبسط أصول المهنة والأخلاق المهنية الإعلامية، ويكفي للدلالة على هذا الانحدار التقرير الذي نشرته جريدة «الخليج أونلاين» بعنوان «دلالات تغطية الإعلام الغربي المنحازة لخلية حزب الله الكويت»، والذي قارنت فيه بين كيفية تعامل الإعلام مع تفجير مسجد الصادق في الكويت، لأنه كان إرهابا سنيا، وكيفية تعامله مع اكتشاف ترسانة الأسلحة الضخمة في البلد ذات لأنه كان إرهابا شيعيا، وبين الخبرين فترة زمنية قصيرة، حيث ركز الإعلام على هوية مفجري المسجد وتجاهل متعمدًا هوية مخزني السلاح، واختفت إيران وحزب الله من الخبر تماما رغم أن التقرير استعرض بشكل مقارن تغطية الخبرين في أكثر من صحيفة أميركية!

فخبر تفجير المسجد الذي تبناه «داعش» غطته الصحف الأميركية الرئيسية وبجميع تفاصيله، بدءا من التفجير وانتهاء بتشييع الضحايا، وبنسبة 100 % في جميع الصحف التالية (مرتبة بحسب درجة انتشارها وتوزيعها بالولايات المتحدة الأميركية بدءا من الأعلى): «يو إس إي توداي»، و«وول ستريت جورنال»، و«نيويورك تايمز»، و«لوس أنجليس تايمز»، و«ديلي نيوز»، و«نيوز داي»، و«واشنطن بوست». وبالإمكان البحث مباشرة في جميع تلك الصحف من خلال الكلمة المفتاحية «Kuwait»، لاستطلاع تغطيتها المباشرة والمكثفة لتفجير مسجد الإمام الصادق وتبني «داعش» المسؤولية عن ذلك التفجير.

أما الخبر الثاني فاثنتان فقط من مجموع الصحف الأميركية السبع الكبرى التي أشرنا إليها، غطت الخبر وبطريقة مقتضبة جدًا، حيث صاغت عنوان الخبر كالتالي «الكويت تمنع النشر في ما يتعلق بالإغارة على خلية إرهابية»، دون ذكر مقدمات الخبر ومقتضياته المنطقية وأحداثه الأولية، ودون أي ذكر لكلماته المفتاحية الرئيسة: «حزب الله» و«إيران» أو «الشيعة»!

إن توقيت القبض على «المغسل» الآن ليس مناسبًا لعملية التبييض وغسل الإرهاب الإيراني التي تتبناها هذه الإدارة، فلنتذكر أن «الإرهاب» لا يكون إرهابًا، إلا إذا كان الضحايا غربيين وأميركيين بالتحديد، ولو أن إيران تسببت في قتل نصف البشرية ولم يكن بين الضحايا أميركي أو بريطاني أو غربي فإن إرهابها به نظر، والأمثلة أكثر من أن تحصى، تبدأ بضحاياها الإيرانيين أولا ولا تنتهي عند العرب من السوريين والعراقيين واللبنانيين واليمنيين والبحرينيين والسعوديين.. والقائمة تطول.

إن ربط الإرهاب الإيراني بضحايا أميركيين مزعج للإدارة الأميركية في الوقت الحالي، أما فتح ملف العلاقة التي تربط إيران بـ«القاعدة» فهو آخر ما تتمناه الإدارة خاصة أن المغسل مفتاح لهذا الربط.

هذه مهمة عاجلة للدبلوماسية وللإعلام السعودي للتواصل مع أسر الضحايا لقيادة حملة قانونية وإعلامية دولية لمساعدتهم في تحصيل حقوقهم، مع الأخذ في الاعتبار أن «المغسل» له منتجات أخرى تتجاوز «التعويضات»!

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,038,353

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"