خليل الياس مراد
يواجة العراق اليوم كارثتان: انهيار اقتصادي ومخاطر داعش، الحكومة في بغداد، قلقة مرتبكة منزوعة الصلاحيات تعاني مشكلة في وحدتها وفي ارادتها.
الذي يتحكم في السلطة ميليشيات مسلحة ومدعومة من منظومة الفساد واذرعه القوية ومدعومة بالخارج، واحزاب كارتونية مرتبطة بالخارج، لا تمثل الشعب ، تتحدث عن عملية سياسية لتقاسم المصالح وتدرك انها فاسدة وتتمسك بها، احزاب السلطة زورت الارادة الشعبية في الانتخابات ، وغاب الحديث عن شعار الديمقراطية التي ظللت الناس ودفعتهم بقوة نحو صناديق الاقتراع!
الحكومة تتحدث عن الاصلاحات في خطاباتها ، وهي مجرد اجراءات ادارية ، تلغي منصب وزير سارق وتحل بدله سارق آخر، المشكلة لا تحل الا بالبحث الجدي عن الاصلاح السياسي ، لذلك لم يعد الحديث عن الاصلاحات ذا قيمة!
النفط هذة الثروة الكبيرة، استنزفت بشراء السلاح الذي فشل في القضاء على داعش، وبالفساد.
البطالة تزيد عن 40 %، وفشل الحكومة في توفير فرص العمل دفع عدد من الشباب للتطوع في صفوف الميليشيات وفي صفوف داعش لتوفير لقمة العيش لعوائلها!
الهجرة تتصاعد في كل المدن العراقية بسبب فقدان الامن وصعوبة العيش، ووصل الامر ان الحكومة تهجّر الناس من بيوتها وداعش تهجّر، والحكومة تعدم من هجَّرته داعش، وداعش تعدم من يتعاون مع السلطة، ليس هناك ظروف اقسى واصعب لشعب لا مأوى ولا مال!
ونتساءل: أليس حريا بالحكومة ان كانت جادة ان تتحرك لإحياء الزراعة والصناعة التي تدر اموالاً تسد نسبة كبيرة من العجز في الميزانية وتستوعب نسب من البطالة وربما توقف الهجرة؟
ولكن الحقيقة هي ان الحكومة لا تملك رؤية وغير راغبة وهي لا تفكر سوى ببيع النفط وتوزيع الرواتب ونهب المال المتبقي، والنفط لم يعد قادرا على تسديد الرواتب!
ثم كيف تتجه الحكومة نحو احياء الزراعة وتشغيل العمال في المعامل، وهي لا تملك طاقة نفط ولا كهرباء؟! وما قيمة التوجة للزراعة والصناعة تحت كلف الانتاج العالية ودون حماية للمنتج العراقي، وهي تسمح للمصدرالخارجي ان يسيطر على الاسواق ويفرض سلعة باسعار اقل فيما لو توفر منتوج محلي؟!
ان السبب يكمن في فشل نظام سياسي واقتصادي يملي عليها الخارج، ولصوص دوليين وعناوين عراقية تنهب دون محاسبة ولا ملاحقة قانونية وقضائية .
كل ذلك نتج عنه انقسام حاد في الواقع الطبقي العراقي، بظهور طبقة الاثرياء من الاحزاب والسياسيين ووكلائهم الذين جمعوا الاموال بنهب المال العام، وتتحكم بالقرار السياسي، يطلق عليها المنظومة الفاسدة، وطبقة واسعة من الفقراء والمعدمين والموظفين الذين فقدوا وظائفهم كل ذلك زرع الغل والحقد في صدورهم وهم يرون سلطة جائرة وفاسدة تحمي اتباعها، ولا تهتم بمصلحة الشعب.
وهذا ما دعا الفقراء الى الخروج بمظاهراتهم، وقدموا تسعة مقترحات في غاية الذكاء وهي: لا للبرلمان الفاسد، ولا للانتخابات المزورة، ولا للفاسدين، ونعم لمصلحة الشعب، ولا لشعار الديمقراطية الزائف، نعم للعدالة وحكم القانون، ونعم لمنتوج وطني، ولا للتبعية للاجنبي.
هذه التظاهرات خلقت صحوة شعبية تتجة نحو التغيير.
ونختم حديثنا بالتساؤل: ما الحل؟
-
تشكيل جبهة وطنية تظم فئات الشعب من غير السياسيين واحزابهم .
-
حل البرلمان والاحزاب التي تقودها الحيتان الكبيرة المستأثرة بالسلطة .
-
تشكيل حكومة طوارى من التكنوقراط لثلاثة اعوام، لتنظيف الدولة من الفاسدين وبناء موسسات وجيش وطني واعادة الخدمة الالزامية، واطلاق سراح المعتقليين والمحكومين واعادة ثقة الشعب بنفسه .
-
منع الاحزاب الدينية السياسية من المشاركة بالانتخابات والسلطة .





