قصف الطيران الحربي الروسي بعشرات الغارات الجوية ريفي إدلب وحماة، الخميس، مستهدفاً مقرات لفصائل تنضوي تحت الجيش السوري الحر ليصبح التدخل الروسي العسكري في سوريا مباشراً.
حيث استهدف الطيران الروسي مسجد عمر بن الخطاب في مدينة جسر الشغور بريف إدلب مخلفاً عدد من الشهداء والجرحى، وشمال كفر نبل بغارتين جويتين استهدفتا مقرات لواء صقور الجبل، وكذلك بلدات كنصفرة وبليون وكفرسنجة وحاس.
كما تعرضت بلدة الهبيط والطريق الواصل بينها وبين مدينة خان شيخون بريف إدلب لأربعة غارات جوية روسية، وكذلك قرية مدايا بريف إدلب الجنوبي
من جهة أخرى تعرض ريف حماة الشمالي أيضاً لعدد من الغارات الروسية، الخميس، فاستهدف الطيران الروسي مقرات تجمع العزة في مدينة اللطامنة لثلاثة غارات بعد أن استهدفها أول أمس بغارتين أيضاً، وكذلك بلدة كفرزيتا وقرية الزكاة ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.
وفي جولة ميدانية للأماكن التي تعرضت للقصف التقى المراسل بالرائد أبو خالد، أحد القادة العسكريين في لواء صقور الجبل، ليؤكد بأن استهداف مقراتهم كانت من الطيران الروسي وفق المرصد التابع اللواء.
وهذا هو ما ذهب إليه مدير المكتب الإعلامي لتجمع العزة (التابع للجيش الحر) بريف حماة، مؤكداً أن الغارات التي استهدفتهم هي للطيران الروسي أيضاً، واوضح بأن “الطيران الذي قصف ريفي وحماة وإدلب هي عبارة عن أسراب طائرات تتقدمهم طائرة تجسس، وهذه الظاهرة هي فريدة من نوعها وتختلف عن قصف الطيران السوري الذي شهدته المنطقة في الفترة الماضية”.
وأضاف الناطق باسم تجمع العزة “نشر الإعلام الروسي فيديو مصور لاستهداف الطائرات الروسية عدة أهداف على أنها لمقرات داعش، وهو ما ننفيه ونؤكد أننا من ضمن الأهداف التي تم قصفها.
وقد نشر تجمع العزة فيديو يظهر فيه سرب الطائرات الروسية التي استهدفت مقراته، ولحظة قصفها لأحد مقراته في مدينة اللطامنة الخميس.
وفي حديث مع الناشط مصطفى أبو عرب قال “ادعاء روسيا بقصف مقرات داعش هو ادعاء كاذب، فريف حماة الشمالي والغربي والجنوبي خالي تماماً من أي وجود لداعش”.
وأضاف أبو عرب “استهدفت روسيا مقرات لتجمع العزة المنضوي تحت الجيش الحر، والذي يندرج تحت البرنامج الأمريكي (غرفة الموك)”.
ووفق مراسلين في ريفي حماة وإدلب فإن الفصائل التي تأكد استهدافها هي تجمع العزة بريف حماة، وصقور الجبل بجبل الزاوية، وكلا الفصيلين يندرجون تحت ما يعرف بالمعارضة المعتدلة، التي تتلقى دعماً من “غرفة الموك”.
إلى ذلك نشرت صفحات موالية للنظام السوري عن استهداف الطيران الروسي عدة مناطق لجبهة النصرة بالقرب من كفرنبل بريف إدلب، وكذلك استهدافه لمخازن صواريخ التاو (المضادة للدروع) التابعة لتجمع العزة في مدينة اللطامنة بريف حماة، ليخرج الإعلام السوري التابع النظام عن صمته حيال التدخل الفعلي الروسي على أرض سوريا.
من جهته صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، الخميس، أن الطائرات الروسية نفذت 8 طلعات على 5 مواقع لتنظيم داعش ودمرت نقطة قيادة للمسلحين، وأشار الناطق باسم وزارة الدفاع انطلقت من قاعدة حميميم (مطار الباسل في جبلة بمحافظة اللاذقية).
وفي سياق متصل ذكرت وكالة رويترز أن ضباط وجنود إيرانيين وصلوا للاشتراك في عملية ضخمة بدعم جوي روسي في شمال البلاد.
ويؤكد هذا الاعلان ما أشار إليه الإعلامي ابراهيم عرب، حيث اعتبر استهداف الطيران الروسي لفصائل من الجيش الحر مدعومة من غرفة الموك، وتمتلك صواريخ التاو المضادة للدروع، هو إشارة لإمكانية تدخل بري في حماة وحمص.
والجدير ذكره أن الغارات التي تعرض لها ريفي إدلب وحماة خلال اليومين الماضيين هي من طائرات نوع سيخوي 30 المتطورة، وتميزت الغارات في هذين اليومين بدقة الأهداف، وقوة الإنفجارات، وتحليقها على شكل أسراب لمدة ساعات طويلة، وهذا ما يميزها عن الطيران الحربي السوري.
ويبدو أن الثورة السورية دخلت مرحلة جديدة، يكون اللاعب الروسي أساسياً على أرض المعركة في سوريا، فحسب مراسلي أمية الميدانيين في ريفي حماة وإدلب إن القصف الروسي ما زال مستمراً، وأعداد الغارات والضحايا التي ستنتج عنها مرشحاً للازدياد خلال الساعات القادمة والأيام القادمة.