بمناسبة مرور 35 عاماً على رد العدوان الايراني على #العراق/ 2

بسم الله الرحمن الرحيم

(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)

صدق الله العظيم

الضربة الجوية الشاملة (22أيلول 1980) ضرب قاعدة بوشهر الجوية      

1. بالساعة (0830) صباح يوم الاثنين (22 أيلول 1980) استدعي طيارو (السرب /109) الى غرفة الايجاز بحضور (العقيد الطيار الركن سالم سلطان عبدالله البصو امر القاعدة - الرائد الطيار فيصل حبو سرحان أمر جناح الطيران – الرائد الطيار (هـ أ) أمر السرب) جلس امر القاعدة في مكان خصص له قبالة الطيارين ، وبلغنا بتوجيه القيادة العامة للقوات المسلحة وتخطيط قيادة القوة الجوية وتكليف سربنا بتنفيذ ضربة جوية على (قاعدة بوشهر الجوية الايرانية) ، يبعد الهدف الذي كلفنا بمهاجمته ما يقارب (400) كم من (قاعدة الوحدة الجوية – الشعيبة) وأكثر من (50) كم عن جزيرة (خرج) الايرانية النفطية .

2. . كان إيجاز آمر القاعدة تفصيلياً عن الواجب من ( بداية التشغيل ، والدرج والإقلاع ، والتزام الصمت اللاسلكي ، وتفاصيل خط الرحلة ، وأسلوب التقرب لضرب القاعدة ، وأسلوب الخروج من منطقة الهدف ، وسياق العودة والتقرب للنزول في القاعدة والحالات الاضطرارية والقواعد والمطارات الاحتياطية) وقد أوضح امر القاعدة في سياق إيجازه ان جميع القواعد الجوية الإيرانية الواقعة ضمن مدى طيران طائراتنا المنفتحة في القواعد الشمالية والوسطية والجنوبية سوف تُضرَب بتوقيتات متقاربة نسبية إذا ستقوم تشكيلات الضربة الشاملة باختراق الحدود الدولية بالساعة (1200)  (الثانية عشر) ظهراً .

3.  ارتفعت معنويات الطيارين المنفذين وظهرت البسمة على وجوههم عندما إشارة امر القاعدة بأن سربنا سيُنفذ واجباً جزئياً من ضربة شامله وهذا رفع معنوياتنا ، وللأمانة التاريخية أقول أن آمر القاعدة كان موفقا بشرح تفاصيل الواجب للطيارين ، لكونه طيار هجوم ارضي مشهود له بالكفاءة على طائرات " السوخوي -7 " وامر سرب/ 5 في حرب تشرين المجيدة عام (1973) ، يشهد له الطيارين العاملين بأمرته أنه من الأبطال – أضافة لما يتمتع به من ثقة وسمعة طيبة واحترام بيننا نحن الطيارين ، وفي أوساط القوة الجوية العراقية بشكل عام .

4. جُهِزَت طائرات السوخوي - 22 ، وهُيأة للطيران بحمولة (2X500) كغم قنابر انفجار عالي  +(4X 800) كغم أو (  2X1150) كغم خزانات وقود اضافيه +(  160 = 2X180) طلقة مدفع رشاش (30) ملم . هُيأة خرائط التشكيلات المنفذة ورسمت عليها خط الرحلة في الذهاب والإياب ، خصص للضربة الجوية الأولى (156) طائرة ، كانت طائرات الضربة الجوية الشاملة من القواعد الجوية العراقية (قاعدة تموز الجوية – الحبانية وتتمركز فيها الطائرات القاصفة TU-16- TU-22 والميك -23) و (قاعدة الرشيد الجوية – بغداد وتتمركز فيها طائرات هوكر هنتر) و(قاعدة الحرية الجوية – كركوك وتتمركز فيها طائرات السوخوي -20 والسوخوي -22 والميك -21) و(قاعدة فرناس الجوية - الموصل وتتمركز فيها طائرات السوخوي -22 والميك – 21) ( وقاعدة ابي عبيدة الجوية – الكوت تتمركز فيها طائرات السوخوي -7 والميك -23) و(قاعدة علي الجوية – الناصرية وتتمركز فيها طائرات الميك - 23) و(قاعدة الوحدة الجوية - الشعيبة وتتمركز فيها طائرات السوخوي -22) ان مجموع طائرات الضربة الجوية خصصت لضرب القواعد الجوية والمطارات الإيرانية وهي (بوشهر – وحدتي - شيراز - مهر اباد - تبريز - اصفهان - شاهروخي - همدان - سنندج - سقز - الاميدية - الاحواز - كرمنشاه - شاه أباد - الرضائية ) .

 

الغاية الرئيسية

5. تحييد القوة الجوية الايرانية والحصول على (موقف جوي ملائم) بضرب مدارج إقلاع الطائرات وطرق الدرج في القواعد الجوية والمطارات الايرانية ومنع تدخل الطائرات الايرانية المقاتلة والمقاتلة هجوم ارضي في تقدم قطعاتنا البرية من اخذ مواقعها المرسومة والمحددة لها .

6. . هُيأت (12) طائرة طائرة سوخوي - 22 للواجب القتالي ، تم اختيار الطيارين المنفذين وعرف كل طيار في التشكيل مكانه ورقمه ، وكانت قوة الضربة تتألف من (ثلاث) تشكيلات (رباعية) قتالية وكما يلي:

 أ . التشكيل الاول:

بقيادة (الرائد الطيار فيصل حبو امر جناح الطيران ورقم (2) الملازم الاول الطيار ص س ح ورقم (3) النقيب الطيار م ا ف ورقم (4) الملازم الطيار س ا ج ) .

ب . التشكيل الثاني:

  بقيادة (الرائد الطيار هـ ا ح امر السرب /109 ورقم (2) الملازم الاول الطيار ج ع م ورقم (3) الملازم الاول الطيار ط م ك ورقم (4) الملازم الاول الطيار ن ا ع).

.ج . التشكيل الثالث:

 بقيادة (النقيب الطيار ق ر ع ورقم (2) الملازم الاول الطيار ا م م ورقم (3) النقيب الطيار ف ن ح ورقم (4) الملازم الاول الطيار م س م).

7. بعد الانتهاء من إيجاز امر القاعدة ومغادرة الطيارين لغرفة الإيجاز - تحدثت مع عدد من الطيارين المنفذين للواجب أمام مقر السرب/109 قائلاً : -

(علينا نحن الطيارين المنفذين ، ان ننفذ الواجب بكل دقه واقتدار وان الإيرانيين اذا دخلوا علينا فلا يرحمون كبيرا او صغيرا - رجالا او نساء وحتى الطفل الرضيع وسوف يستحيون نساءنا ، وكما في المثل المعروف (المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين) فهناك من يستشهد وهناك من يقع في الأسر وهناك من يكون مفقودا ولكوننا مؤمنين بالله إيمانا مطلقا وبالواجب الملقى على عواتقنا فلنتوكل على الله وان شاء الله منصورين) .

8. كانت الساعة تقارب (1030) (العاشرة والنصف) صباحا من هذا اليوم يوم (الاثنين ) الخالد (22 أيلول 1980) ، الوقت يمر بسرعة وكاد الوقت ان يتلاشى وكنا نحن الطيارين متهيئين لتنفيذ الواجب ، كان الاتفاق بين الطيارين الذهاب الى ملاجئ الطائرات بالساعة (1120) وجاء الوقت المحدد للذهاب وركبنا العجلة المخصصة لنقل الطيارين المنفذين من امام مقر(السرب/109) الى الملاجئ المخصصة وكل طيار يعرف رقم الملجأ ورقم الطائرة المخصصة له ، وصلت الى ملجأ طائرتي وهو رقم (9) ورقم طائرتي (2132) ، فتشتها خارجيا وتأكدت من وضع الحمولة بالشكل الصحيح ومن ثم التوقيع على الدفتر الخاص بالطائرة دلالة على صلاحيتها للطيران ، صعدت وجلست فيها وتم ربط الاحزمة بمساعدة احد الفنيين من المراتب ، وبعد ذلك تم تحويل منظومة احماء الاجهزة الملاحية ( ايكفه) والتأكد من ان مؤشر الاتجاه يقرأ بصوره صحيحة ، ومن ثم اعطاء اشارة التشغيل الى الفنيين وتم التشغيل فعلا حيث وصلت عدد دورات المحرك (R. P. M) الى الدورات البطيئة (IDLE) (57%) ومن ثم اعطاء اشارة فصل البطارية الارضية (Starter)عن الطائرة وتم فصلها ومن ثم فتح جميع الازرار التي تغذي الاجهزة والمنظومات الملاحية ، تم اعطاء اشارة للفنيين برفع الموقفات الارضية (CHOCKS) والخروج امام الملجأ لغرض سماع الاتصالات اللاسلكية بين قائد التشكيل وبقية التشكيلات ومع (قناة - قاطع الدفاع الجوي الثالث) وقناة (القاعدة) ومن ثم فتح جناح الطائرة من زاوية (63- 30)°وفتح الجنيحات (SLAT) وغلق غطاء مقصورة الطيار ، ان (القناة) التي نعمل عليها هي قناة (القاطع) ، خلال هذه اللحظات اتصل قائد التشكيل بقناة (القاطع) وامن الاتصال ، ومن ثم الاتصال بأعضاء التشكيل من رقم (1- 12) وامن الاتصال مع اعضاء التشكيل ومن ثم التحويل على قناة (القاعدة) وتم الاتصال بالسيطرة الجوية للقاعدة وامن الاتصال معها ومن ثم بأعضاء التشكيل وامن الاتصال معهم مـن رقم (1-12 ) ايضا.

9. اتصل قائد التشكيل بالسيطرة الجوية وطلب السماح بالدرج فأجابته بان المدرج المستخدم (320)° والضغط الجوي (756) ملم زئبق ومدى الرؤيا (8) كم ، خرج قائد التشكيل من امام الملجأ رقم (1) وبقية التشكيل (الاول) من ملاجئهم باتجاه طرق الدرج ومن ثم باتجاه المدرج ، طلب قائد التشكيل من السيطرة الجوية السماح بالإقلاع فأجابته بان اتجاه الريح (320)° والريح السطحي هادئ ، وقف التشكيل (الاول) عند بداية المدرج وتم احماء محارك الطائرات (90%) والتأكد من صلاحية المحرك والمنظومات (الهيدروليك - الدهن – الهواء - ضغط المقصورة ) ، كل هذه الاجراءات قبل الاقلاع ، كان التشكيل (الثاني ) متهيأ وقد وصل الى المنطقة القريبة من بداية المدرج ، وخلال هذه اللحظات كانت اشارة قائد التشكيل (الاول ) بانحناء رأسه للأسفل ثم للأعلى وهذه الاشارة تدل على الاقلاع وضغطه على ساعة التوقيت في الطائرة وفتح (الحارق الخلفي) وتحرر بريك الطائرة ومن ثم الاقلاع بالساعة (1152 ) .

10. اقلع التشكيل (الاول) ودخل التشكيل (الثاني) بداية المدرج واتبع نفس الاجراءات التي قام بها قائد التشكيل (الاول) ، اقلع التشكيل الثاني بعد (دقيقة) واحدة من اقلاع التشكيل الاول ، ثم جاء دوري قائد التشكيل (الثالث) دخلت بداية المدرج وكان شعوري ان يتم الاقلاع بسلام ، وقد قرأت شيء من سور القران الكريم (اية الكرسي ثم تبعتها بسورة الاخلاص) ثم التوكل على الله سبحانه وتعالى وتم اقلاع التشكيل الثالث بعد (دقيقة) واحدة من اقلاع التشكيل (الثاني) وتم (رفع العجلات واطفاء الحارق الخلفي وإرجاع الجنيحات (SLAT) للخلف وإرجاع الجناح من زاوية (30-63)°، ثم الدوران الى جهة اليسار بارتفاع منخفض (20-30) متر، ومن ثم تحويل من قناة (القاعدة) الى قناة (القاطع) .

11. كنت اشاهد طائرات التشكيلين التي اقلعت امامي، كان الاتجاه الاول من فوق مدينة (الزبير) مرورا من فوق مدينة (عبادان) الايرانية بعد ما يقارب (5) دقائق ، وقد كانت الارض في هذه المنطقة منبسطة ولا يوجد فيها عوارض أرضية تذكر ، وعند الوصول فوق مدينة (عبادان) كانت الاشجار الكثيفة وخزانات النفط الكثيرة ومطار مدينة (عبادان) الى جهة اليسار، كان الوصول فوقها بالساعة (1200) في منتصف النهار وكما بلغنا به من قبل (امر القاعدة ) ، وبعد عبورها اصبحت الارض منبسطة وخالية من أي عوارض تذكر وحتى وصول التشكيلات الى ساحل الخليج العربي والاستمرار بالطيران باتجاه ميناء (بندر ديلم) عبر مياه الخليج العربي ، كان الاتجاه الاول (100)° والمسافة (240) كم والسرعة (780) كم / ساعة ، حيث تقطع الطائرة بهذه السرعة (13) كم / دقيقة ، والوقت الكلي (ثمانية عشر دقيقة وعشرون ثانية) ، كان الجو صحوا والريح هادئ ومدى الرؤيا جيدة جدا ، نحن نطير فوق مياه الخليج العربي ونقطع مسافات شاسعة ولم نمارس الطيران الحقيقي فوق المياه بهذا الارتفاع المنخفض (20 – 30) مترا ، الا ان الخبرة والتدريب الجيد جعلت الطيارين المنفذين للواجب يطيرون ومتحدين كل الصعاب ، انني محلق بين الماء والسماء الواسع في حماية الله الواحد القهار المنجي وهو الحافظ من كل مكروه ، وتمر الدقائق وإمامي وخلفي وبجانبي طائرات محلقة يقودها صقور وإبطال من القوة الجوية العراقية البطلة ، انهم الرعيل الاول ورأس السهم في المهمات الصعبة ، بدأت اشاهد وأبصر بعيني المحدقة وأمامي طائراتنا ، وبعد انتهاء الوقت المحدد وصلت فوق ميناء (بندر ديلم) وشاهدت مدرجا وفيه طائرة نقل جاثمة وشاهدت جنودا يلوحون بأيديهم لطائراتنا ولم يعرفوا من نحن ، انها مباغته حقا ، بارك الله بالذي خطط لهذه الضربة الشاملة وجزاه الله خير الجزاء .

12. كانت الطائرات التي امامي قد اتجهت باتجاه الهدف الرئيسي (قاعدة بوشهر الجوية ) باتجاه (155)° والوقت (10 دقائق و 20 ثانية) والمسافة (150) كم ، ان هذه القاعدة تتمركز فيها الطائرات المقاتلة الايرانية (فانتوم - F-4) الأميركية الصنع، وهي من القواعد المهمة والكبيرة جدا لامتيازها بموقعها الجغرافي المطل على الخليج العربي ، وبإمكان طائراتها الوصول إلى الاهداف العربية في دول الخليج العربي ، كانت طائراتنا تمر من فوق اليابسة تارة وتارة اخرى من فوق مياه الخليج العربي .

13. ان موقع جزيرة (خرج) النفطية الايرانية في ثلثي المسافة (100) كم تقريبا بين ميناء (بندر ديلم – قاعدة بوشهر الجوية ) ، كانت حساباتنا بان لا نمر ونقترب من جزيرة (خرج) في (الذهاب والإياب) ولمسافة لا تقل عن (35) كم لتفادي اسلحة الدفاع الجوي الايراني ومواقع بطريات صواريخ هوك (أرض- جو) الايرانية ، ان هذه الجزيرة لها اهميتها الاستراتيجية لكونها من اكبر الجزر النفطية لتصدير النفط الخام الايراني وتتواجد فيها ارصفة كثيرة وناقلات نفط عملاقة ومتنوعة ومن جميع انحاء العالم.

14. في هذه اللحظات وقبل (دقيقتين) من الوصول الى الهدف والصمت اللاسلكي التام ، تم زيادة سرعة طائراتنا من (780- 900) كم / ساعة اي قبل مسافة (30) كم ، نحن الان نراقب الوقت وقد تلاشى وفي هذه اللحظات وصل قائد التشكيل (الاول) فوق منطقة الهدف ونادى وبصوت عالي كلمة ( FIRE) اي بمعنى (القاء الحمولة) على مدرج وطرق الدرج في القاعدة ، وشاهدت القنابر تتفجر من مسافة بعيدة وسمعت صوت احد الطيارين يقول كلمة (الله واكبر) والذي يقشعر لها الجسد والروح والقلب وتلت صيحات الطيارين جميعا مرددين كلمة (الله واكبر) ولحين وصولي فوق الهدف ناديت تشكيلي باللقاء الحمولة على مدرج وطرق الدرج للقاعدة ومن ثم الدوران يمينا فوق مياه الخليج العربي وباتجاه (270)ᵒ والطيران لمدة (خمس) دقائق والسرعة ( 900 ) كم / ساعة لقطع مسافة (75) كم ، انها فرحة لا توصف بخروج جميع الطائرات بسلام ولم أشاهد أطلق اية طلقة من أسلحة الدفاع الجوي الايراني باتجاه طائراتنا المهاجمة وقد خرجت جميعا سالمة والحمد لله ، وبعد الانتهاء من قطع مسافة (75) كم والوقت (خمس) دقائق تم الدوران يمينا باتجاه طريق العودة الى القاعدة (307)°ولقطع مسافة (280) كم بوقت (أحدى وعشرون) دقيقة وبسرعة اقتصادية (780) كم / ساعة ، انني اشاهد امامي طائراتنا محافظة على اماكنها وبارتفاعاتها المنخفضة جدا (20 – 30) مترا ، وان غازات عادم الطائرات تصطدم في مياه الخليج العربي وكأنها سباق زوارق نهرية ولم اشاهد مثل هذا المنظر الجميل في حياتي قط ، بعد مضي بعض من الوقت شاهدت (بواخر) كبيرة وصغيرة طافية على سطح مياه الخليج العربي واقتربت منها وحركت اجنحة طائرتي يمينا ويسارا .

15. اقتربت تشكيلات طائراتنا من جزيرة ( فيلكا – بوبيان) الكويتية ومن ثم التقرب من مينائي (البكر- ام قصر)، ثم بدأ قائد التشكيل (الاول) بالتسلق الى ارتفاع (500) متر والاتصال بقناة (القاطع) لغرض تامين الاتصال وتقييد اسلحة دفاعنا الجوي ، لغرض التقرب والنزول في القاعدة ومن ثم التحويل الى قناة (القاعدة) ، تم تامين الاتصال بقناة (القاعدة) ، وخلال هذه اللحظات اخذ كل طيار موقعه لغرض التقرب والنزول مباشرة في القاعدة ، نزلت جميع الطائرات بسلام في الساعة (1307 ) ولم يحدث اي عارض يذكر.

16. توجه الطيارين بطائراتهم الى الملاجئ التي كانت فيها الطائرات قبل تنفيذ الواجب ، تم اطفاء محرك طائرتي والنزول منها والترجل ، استقبلني الضباط والفنيون الموجودون في الملجأ وقبلوني وحمدوا الله على سلامتي وكذلك بقيه الطيارين المنفذين للواجب ، بعد لحظات وصلت العجلة المخصصة لنقل الطيارين وصعدت فيها وتبادلت القبلات مع زملائي الطيارين وحمدنا الله على سلامتنا وقد تجمعنا على خط الطيران قرب السيطرة الفنية للسرب/109 لغرض التوقيع في سجل الطيران وقد تجمع من حولنا الضباط الطيارين الاحداث والمهندسين والفنيين والمراتب وقبلونا وحمدوا الله على سلامتنا ، ان التجمع هذا غير صحيح من الناحية الأمنية فقد قمت بتفريق هذا التجمع وإمرتهم بان ينسحبوا الى اماكن وجودهم في مقراتهم او ملاجئهم حرصا على سلامتهم.

17. كان فرح الطيارين المنفذين للواجب لا يوصف وكانت الابتسامة لا تفارق وجوههم فرحيين مستبشرين بما حققوه من انجاز كبير دون اعطاء اي خسارة ، صعد الطيارين في العجلة لنقلنا الى (غرفة حركات القاعدة) والذي يتواجد فيها (العقيد الطيار الركن سالم سلطان البصو - امر القاعدة والرائد الطيار الركن ي ع النعيمي - ضابط ركن الحركات والملازم الاول الملاح ف م المالكي –ضابط ركن الملاحة ) وعند وصولنا التقوا بنا وقبلنا واثنوا علينا وحمد الله على سلامتنا لرجوع جميع اعضاء التشكيل بسلام ، خلال هذه اللحظات الجميلة تحدث (الرائد الطيار فيصل حبو- امر جناح الطيران) قائد تشكيل الضربة لأمر القاعدة بقوله (سيدي عند ضرب القاعدة والخروج منها صاح احد الطيارين (الله واكبر) فحسبت بان احد الطيارين قد اصيبت طائرته (وقذف) منها ولكن ترددت كلمة ( الله واكبر) من الجميع ونظرت الى يميني ويساري وخلفي فحسبتهم قد قذفوا من طائراتهم ولكن بعد مشاهدتهم جميعا اطمأن قلبي ) .

18. انتهى الواجب الاول (للضربة الجوية الشاملة) التي قصمت ظهر العدو الايراني وتقدمت قطعاتنا البرية البطلة الى مواقعها المحددة والمرسومة لها دون تدخل (القوة الجوية الايرانية) المعادية ، وقد (تحققت الغاية الرئيسية بالمكان والزمان ) .

كانت طائرتي السوخوي -22 المرقمة (2132 ) والوقت الكلي (ساعة وخمسة عشر) دقيقة ، كنت انتظر الساعة (2000) الساعة (الثامنة) مساءا لأسمع الاخبار واسمع البيان الخاص بالضربات الجوية لطائراتنا في القواعد الجوية الاخرى والبيان الخاص بسربنا وقد جاءت الساعة (2000) وكنت أشاهد التلفاز وقد صدر البيان رقم (واحد ) صادر عن (القيادة العامة للقوات المسلحة) وقد ذكر فيه ضرب (قاعدة بوشهر الجوية) المادة (3) .

 

ملاحظة

أ. لاحظ (الجزء 1) المادة (6) وتاريخ اسقاط طائرة (F-5) الايرانية (8 أيلول 1980) ، وكذلك اسقاط احد طائراتنا (السوخوي 22 ) بتاريخ (10 أيلول 1980) ، ما يعني ان ايران هي البادئ بالحرب من تاريخ (4 أيلول 1980) وان العراق كان مدافعاً عن النفس .

ب. ضربت جميع القواعد الجوية المذكورة في المادة (9) اعلاه من قبل طائراتنا ولم نفقد سوى طائرتي احداهما ( باجر - TU-16) القاصفة بعيدة المدى بقيادة امر السرب / 10 العقيد الطيار عادل عثمان وبعد طيران (6) دقائق من عبور الحدود العراقية بالساعة (1206) بسبب ارتفاعها الوطيء واصطدامها بأحد الجبال الشاهقة قرب منطقه سربيل زهاب وبعد عبور مدينة (مندلي) حيث كانت مكلفة بضرب قاعدة (خاتمي) في مدينة (اصفهان) واستشهاد طاقمها ال (6) ، واما الطائرة الثانية والتي سقطت (ميغ - 21) بقيادة الملازم الطيار رعد حميد، عند قيام السرب/47 بقيادة (الرائد الطيار الركن مزاحم الصعب ) (قاعدة الحرية الجوية -كركوك) بضرب (قاعدة سنندج الجوية) الايرانية شمال غرب ايران ، وقد اصيبت الطائرة بشظايا قنابر طائرة قائد التشكيل وقذف منها واسر، ورجع من الاسر بحمد الله تعالى.

 

أخيراً

في ذكرى الرد الشامل يطيبُ لي أن أُهنئ كل من كان له دور في هذا الواجب المُشرف ، وأن أترحم على (شهداء القادسية الثانية) حُماة العراق من الريح الصفراء ، التي وصلت العراق بعد الاحتلال الأميركي عام (2003)، وباتت تتحكم بالشأن العراقي بمساعدة أراذل العراقيين من باعة الضمير والأعاجم المحسوبين على العراق زوراً وتطفلاً.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,626,750

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"