عبدالله العمري
شهد قضاء طوز خورماتو حملة اعتقالات نفذتها بعض فصائل ميليشيات الحشد الشعبي التي تسيطر على القضاء، وشملت الحملة خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 400 مواطن، جميعهم من العرب السُنّة.
ووصف الضابط في شرطة طوز خورماتو، وهو من العرب السُنّة، مجمل الأوضاع العامة في القضاء بـ “الخطيرة”، ورأي أن “حملة الاعتقالات والخطف والاغتيالات التي يتعرض لها العرب السُنّة على يد الميليشيات تهدف إلى إفراغ القضاء من العرب السُنّة، في الوقت الذي تغيب فيه سلطة الحكومة العراقية ومؤسساتها الأمنية الشرعية”، كما يصفها.
ويضيف في حديثه “نحن كمديرية شرطة تقوم الميلشيات بتعيين من تشاء في مديريتنا، ونقل أو طرد من تشاء منها”.
وحول حملة الاعتقالات الأخيرة يقول الضابط في شرطة طوزخورماتو “تمّ اعتقال حوالي 425 مواطنا من العرب السُنّة في القضاء دون مذكرات قبض قانونية، وهي اعتقالات عشوائية لمجرد انهم من العرب السُنّة، وتوجه لهم تهمة التعاون مع تنظيم الدولة، أو انهم خلايا نائمة له”.
وتساءل الضابط عن إمكانية، وحقيقة، تعاون أكثر من 100 شخص، “وهم من كبار السن أو من الذين أعمارهم أقل من 16 عاما تمّ إطلاق سراحهم بوساطات عشائرية”.
ولا يزال مصير أكثر من 300 معتقل من القضاء مجهولا، “ولم نستطيع الاستفسار عن أماكن اعتقالهم، خشية اعتقالنا أو اتهامنا بالتواطؤ مع المعتقلين، خاصة بعد أن طالبتنا قيادة الحشد الشعبي بأسماء الضباط والشرطة السُنّة في مديريتنا”، كما يقول الضابط في شرطة طوز خورماتو.
ويختم ضابط الشرطة حديثه بالقول “مهمتنا اليوم باتت تقتصر على تقديم المعلومات لقيادات الحشد الشعبي، وانتشال الجثث مجهولة الهوية من شوارع القضاء لمعتقلين سابقين يتم تصفيتهم من قبل الميليشيات، وهي بمعدل خمسة إلى عشرة جثث نعثر عليها كل يوم منذُ حوالي أسبوعين”.
من جانبه قال والد أحد المعتقلين إن قوة من الميليشيات قامت باعتقال نجله من محل للحلاقة في مركز المدينة، مع عدد من الشباب السُنّة، “وحتى الآن لا نعلم مصيره، وخلال زيارتي لمديرية الشرطة أبلغوني انهم سيحاولون الاستفسار عنه ومعرفة مكان اعتقاله والتهمة الموجهة إليه، لكنْ، وبعد مرور أكثر من 10 أيام لم نتلقَ جواباً من مديرية الشرطة”، على حدّ زعمه.
ويرى والد المعتقل، أنّ ما يجري هو عملية “استهداف منظمة تنفذها ميليشيات الحشد الشعبي ضد العرب السُنّة، حيث تتحكم هذه الميليشيات بكل السلطات في القضاء بعلم ورضا الحكومة في بغداد التي لم تتدخل حتى الآن لوقف هذه الانتهاكات”.
ويختم حديثه مناشدا الحكومة في بغداد “لاتخاذ ما يكفي من الإجراءات ضد مرتكبي هذه الجرائم، ومحاسبتهم لوقف حملات الاعتقالات والتصفيات التي تطال المعتقلين السُنّة”، على حد قوله.
وتقع مدينة طوز خورماتو إلى الشرق من محافظة صلاح الدين، ويقطنها خليط قومي من العرب والأكراد والتركمان، وهي من المناطق المتنازع على عائديتها بين العرب والأكراد، وتسيطر عليها فصائل الحشد الشعبي إضافة إلى فوج الطوارئ الخاص بالتركمان، مع عناصر من الشرطة المحلية وقوات الأمن الكردية.
