الإرهابيون يهاجمون بالصواريخ والأميركان و #الأمم_المتحدة يعبران عن أسفهما

‎علي الكاش

الهجوم الإرهابي الأخير الذي إستهدف معسكر ليبرتي لن يكون الأخير، بل هو حلقة في سلسلة ‏تصفية كل اللاجئين الإيرانيين الموجودين في معتقل ليبرتي، ولا هو أيضا بالهجوم المفاجيء، فقد ‏اكدت منظمة مجاهدي خلق مئات المرات بأن المعسكر مُستهدف من الميليشيات الإرهابية التابعة ‏للولي الفقيه، وأن موقع المعتقل الحالي هو الأسوأ، ويبدو أن اختياره جاء لتسهيل عمليات التصفية ‏كما أثبتت الوقائع.

وأكدت المنظمة بأن هناك تحضيرات لهجوم غادر قريبا، ولكن الحكومة ‏العراقية الموالية لإيران كالعادة أعطت المنظمة والمناشدات الدولية والعربية الاذن الطرشاء. ولأن ‏حكومة العبادي موالية لإيران مائة بالمائة وكما عبر العبادي مؤخرا بأن البلدين كالروج والجسد ، ‏لذلك يمكن الجزم بأن أي هجوم إرهابي يستهدف سكان ليبرتي يريح الحكومة العراقية (الجسد)، ‏طالما إنه يريح ولاية الفقيه (الروح)، وليضرب الرأي العام الدولي والمفوضية العليا للاجئين ‏وممثل الأمين العام روسهم بالحائط! أو يخفونها في الرمال كالنعام.‏

وابل من الصواريخ الغادرة والحمم الشيطانية إنهالت على رؤوس المدنيين الأبرياء في معتقل ‏ليبرتي يوم 29/10/2015 ولم تحدد الخسائر بعد، وقد عبر عبر ناطق أشرفي بإسم (معتقل ‏الحرية) بأن هذا الهجوم هو الأسوأ الذي تعرضوا له، فقد باغتتهم الصواريخ وتعذر على النساء ‏والأطفال والمسنين الإختباء لتفادي الضرر. وحتى الذين تمكنوا من الإختباء فقد طالتهم الصواريخ ‏في الكرفانات الهشة غير المحصنة، علاوة على الحرائق التي إلتهمت الكرفانات ومن وما فيها. ‏بالتأكيد  بصمات الجهات التي تقف وراء الهجوم الإرهابي معروفة للجميع، سبق ان أعلنت ‏ميليشيات ولاية الفقية مسؤوليتها عن هجومات سابقة تعرض لها ليبرتي، علاوة على أن زعمائها ‏يهددون سكان ليبرتي بتصريحات رسمية في وسائل الإعلام، ويطالبون أعضائها بالرحيل، وكان ‏الأمر بإيديهم، أو إنهم وجدوا بديلا لكنهم أصروا على البقاء في العراق بسبب سمو أخلاق ‏الحكومة وحسن ضيافتها للاجئين وإلتزامها بالإتفاقيات الدولية!‏

المصادر الأمنية العراقية حلت الطلسم الإرهابي بغباء منقطع النظير، بل إنها كشفت بما لا يقل ‏الشك بأنها وراء الحادث الإرهابي أو على الأقل تتستر على المنفذين، فقد ذكرت بأن " الصواريخ ‏كانت تستهدف فرقة الرد السريع، ولم‎ ‎تستهدف عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ‏المعارضة"! وأن " القوات‎ ‎الأمنية هرعت إلى مكان الحادث، في حين نفذت حملة تفتيش في ‏المناطق القريبة‎ ‎لمعرفة مصدر الإطلاق". لاشك أن العاقل يتوقف أمام هذا الإعلان الغبي ‏ويتساءل كيف عرفت الجهات الأمنية بأن الصواريخ كانت تستهدف فرقة الرد السريع وليس ‏ليبرتي؟ وهنا سنكون أمام إحتمالين:‏

أولهما: ان القوات الأمنية العراقية تقرأ النوايا وما في دواخل النفوس، وهذا الأمر لا يمكن أن ‏يقبله لبيب، فالقوات الأمنية العراقية كما تثبت التجارب يوميا هي أعجز من أن تحلٌ لغز جريمة ‏جنائية وليس لغز صواريخ طائرة في الجو.‏

ثانيهما: إن القوات الأمنية تعرف مسبقا هدف الصواريخ، لذلك حددت إتجاهها والغاية منها، وهذا ‏يعني أما ان القوات الأمنية تعمل مع الإرهابيين لأنهم إستهدفوا فرقة الرد السريع وتسترت عنهم، ‏وهذه خيانة عظمى، أو ان القوات الأمنية تعرف بأن الهدف هو معتقل ليبرتي، لذلك أعطت ‏الضوء الأخضر للصواريخ لأن تنطلق وتضرب اللاجئين كما هو مقرر، وكلا الحالين لا يسر.‏

مهما يكن من حال فأن الحكومة العراقية ستطمس معالم الجريمة وتشتت الأفكار ويغلق التحقيق ‏لأن الفاعل ـ المعروف للجميع ـ مجهول! كما حدث في الهجومات الإرهابية السابقة فلا نتائج ‏تحقيقية ولا إتهامات ولا إدانات لأية جهة. أو ربما تعلن فرقة إرهابية حكومية جديدة اسمها (فرق ‏الموت) مسؤوليتها عن العملية الإرهابية كما جرى في إختطاف العمال الأتراك من قبل حزب الله ‏العراقي، وأخرجت حكومة العبادي مسرحية فاشلة أضحكت الجميع.‏

أدعت الجهات الأمنية بأنها عثرت على العجلة التي إنطلقت منها الصواريخ، وهذا يعني أنه لو ‏فعلا أرادت الحكومة ان تعرف من يقف وراء العملية الإرهابية فأنه بإمكانها فورا تحديد عائدية ‏العجلة والجهة التي تملكها، دون الحاجة إلى اللف والدوران. ولكن ليطمئن الجميع هذا لن يحدث! ‏ويبدو ان الميليشيا التي قامت بالعملية مسيطرة على الوضع تماما وتتصف بالهدوء التام! فقد ‏قصفت براحتها وإنسحبت براحتها، على الرغم من كون المنطقة عسكرية بحتة، ويحيط بها ‏الجيش من كل الجهات، علاوة على الكامرات الألكترونية التي تغطي المكان بأكمله، والسيطرات ‏الأمنية التي لا تسمح بمرر كلب دون أن تتحقق من هويته. وقد بلغ مستوى التحدي عند الميليشيا ‏بما يفوق التصور عندما تركت دليلا (العجلة) ورائها دون أن تعبأ بها. من المعروف إن الإرهابي ‏لا يترك دليلا ورائه، ولكن هذا النوع من الإرهاب يفصح عن نفسه بنفسه، ربما غطرسة أو تحديا، ‏الله اعلم ما في النفوس.‏

الجانب الأميركي وهو سبب كل هذا الإرهاب الذي طال العراق وضيوفه اللاجئين، يقف دائما ‏مكتوف الأيدي متفرجا على مصائب الأبرياء، متناسيا إنه قدم العراق إلى نظام الملالي على طبق ‏من ذهب، وقدم مجاهدي خلق للميليشيات التابعة لنظام الملالي على نفس الطبق بعد أن تنصل عن ‏إتفاقه معهم وهذا ديدنه بالتجربة والبرهان. في كل الهجومات السابقة والحالية والقادمة يكتفي ‏بنفس التعليق الممل لقد تفاجأ بالخبر، وهو يحث الحكومة العراقية على بذل المزيد من الجهود ‏للقبض على الإرهابيين وتقديمهم للعدالة. لكن لا هو يحزم أمره ويطالب حكومة العبادي وخلفه ‏بنتائج التحقيقات السابقة، ولا حكومة العبادي تعيره إهتماما لأنها تعرف عدم جديته، ولا ‏الميليشيات تتوقف عن إستهدافها لسكان ليبرتي خشية من الإثنين، حلقة مفرغة فعلا، مفرغة من ‏الضمير والإنسانية والعدالة. جاء في تعليق جون كيري أبو حنك "ندعو المسؤولين العراقيين إلى ‏القبض على المسؤولين عن الهجوم ومحاسبتهم. ونحن نتشاور مع الحكومة العراقية للوقوف على ‏المدى الكامل لهذا الهجوم غير المبرر". لا تعليق!‏

أما ممثل الأمين العام فيبدو انه لم يصحو من غفوته رغم دوي الصواريخ الذي زرع الموت وايقظ ‏موتى القبور بصداه المدوي. مع هذا حتى لو صحا من نومه فسوف يكون تعليقه نفس الإسطوانة ‏المشروخة " نعبر عن بالغ قلقنا عن هذا الحادث الإجرامي، ونطب من الحكومة تعزيز الحماية ‏في مخيم ليبرتي". ويعود بعدها الى غفوته الناعمة. هذا الرجل وسيده في نيويوك ليس لديهم وسيلة ‏للتعبير عن كل المصائب والكوارث التي تحدث في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ولبنان ‏المبتلاة بقوى الإستيطان الصهيوني الإيراني، سوى جملة ركيكة مللنا من سماعها" نعبر عن ‏عميق قلقنا"! الا طز وألف طز في قلقكم الكاذب!‏

نسأل الله تعالى ان تنقشع غيمة الإحتلال الأميركي الايراني عن العراق، وأن يرحم القتلى الأبرياء ‏من العراقيين واللاجئين في ليبرتي، ويسكنهم فسيح جناتهم. اما الأمم المتحدة فنعبر لها عن عميق ‏قلقنا من مواقفها. أونقول لكيري بأن الحكومة العراقية جادة فعلا في القبض على وكلائها الجناة ‏وتسليمهم للعدالة، لكنها تنتظر الأمر من الولي الفقيه.‏

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,625,645

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"