مع من تفاوضت أميركا وحلفاؤها في فيينا؟

لطيف السعيدي

تمخض مؤتمر أميركا وحلفاؤها المجتمعون في فيينا ومعهم روسيا وإيران، في يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عن حقيقة أساسية مفادها:

 

التفاوض مع أنفسهم من خلال من يمثلهم على الأرض رغم قلتهم.

أميركا لا تريد التفاوض مع عدوها الحقيقي كما هو معروف في عرف المتحاربين، "حيث التفاوض مع الأعداء وليس مع العملاء والمقربين" هذه غطرسة أميركية مقيتة تؤدي إلى التهلكة.

فمثلا في العراق تتفاوض مع المالكي أو العبادي أو غيرهم ممن جلبتهم من شوارع وأزقة التيه لحكم العراق وهم بعيدين عن نسيج شعبه، أو آخرين من سنة العملية السياسية التي أنتجها الإحتلال الأميركي ودستوره المشوه، الذي طوعهما الإحتلال الإيراني المجوسي الصفوي الإرهابي الحاقد على العرب والإسلام لمصالحه ونفسيته الدنيئة.

أميركا لا تريد التفاوض مع المقاومة العراقية ولا مع ثوار العراق ، ببساطة لأنهم سنة ، فتسعى لإبادة هذا المكون الذي يمثل أكثر من نصف الشعب العراقي حسب ما مدون في سجلات الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية.

وفي سورية أيضا تتفاوض مع بشار وتحميه بصورة غير مباشرة ، وتدعي التفاوض مع السوريين ، من خلال مجموعات صغيرة دربتها أو شخصيات سياسية موالية لها ، وتترك الأكثرية الساحقة التي تبحث عن حقوق وإستقلال، لا بل وتنتقم منهم وهي ترى طيران بشار والتحالف الذي دعت إليه، والطيران الروسي، وكيمياوي بشار وبراميله المتفجرة تنزل على رؤوس المدنيين الآمنين ، ولا تحرك ساكنا!

وكما أسلفنا، في كل الحروب والخلافات السياسية، التفاوض بين الأعداء للوصول إلى حلول مرضية للطرفين بعد العثور على القواسم المشتركة التي تقرب الأعداء ولا تباعدهم لإحتواء الأزمات التي ينتجها التباعد والعداء .

من هنا لا نعرف ماذا تريد أميركا وحلفاءها من العرب حصرا؟

فأميركا والغرب تفاوضوا مع إيران سنوات طويلة رغم أن إيران ارتكبت أعمالا إرهابية في عواصم غربية مهمة ، ففي باريس قتلت شهبور بختيار وفي بون قتلت عبدالرحمن قاسملو ، وأذرعها في لبنان والعراق والكويت والسعودية قامت بأعمال إرهابية مختلفة كتفجير سفارات وإختطاف دبلوماسيين وغيرها ، وقالت إيران وهددت بأعمال إرهابية وصنفتها أميركا ضمن محور الشر الثلاثي "العراق وكوريا الشمالية وإيران".

ومع ذلك تكللت المفاوضات الأميركية الغربية المزعومة بما يسمى" ٥ + ١ "مع إيران بالنجاح.

ولم تتفاوض أميركا والغرب مع حكومة العراق الوطنية بقيادة صدام حسين يوما واحدا رغم أن العراق لم يقم بأي عملية إرهابية في الغرب ولا غيره، ولكن قيادتهه أرادت أن تجعل بلدها حرا مستقلا.

ما يجعل الحليم حيرانا!

هذا الإصرار الأميركي الغربي بعدم إحترام العرب وقيمهم السامية ، ومعاملتهم بقوة السلاح ، كما حصل في العراق وفي سورية ولايزال الطيران الأميركي والغربي والروسي والمليشيات المختلفة العابرة للحدود العربية بتوجيه إيراني وبمباركة دولية تقتل المدنيين العرب في العراق وسورية ولبنان.

أميركا لا تنظر إلى العرب كقوة بشرية فاعلة على هذه الإرض لها تاريخ عريق وثقافة عالية وعقائد أنقذت البشرية في عصر الظلمات ، وإنما تستعملهم فقط كمصدر للطاقة وتستفاد من أموالهم وإستثماراتهم ، ومع ذلك تصفهم بالبرابرة كما قالها دك جيني علنا "لن ندع البرابرة يتوحدوا" .

الأمة العربية الآن تريد التحرر من الظلم الواقع، الذي لحق بها في القرن الماضي على أنقاض الحرب العالمية الثانية ولايزال ونحن في القرن الواحد والعشرين.

العرب والغرب يتشاطئون البحر الأبيض المتوسط ، ومن سنن الله أن يتعايش الجيران في سلم ووئام.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,031,207

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"