مأزق #إيران الكبير، هل ثمة جبهة جديدة؟!

أحمد منصور

النظرة الخاطفة والسريعة لصورة المنطقة والأزمات الواقعة بها لاسيما في الخليج واليمن والعراق وسوريا ولبنان تظهر أن النفوذ الإيراني أصبح خطرا مهددا لدول الخليج، لاسيما وأنه أصبح يلفها من ثلاث، لكن التأمل في الصورة والتعمق في المشهد يعطي قراءة أخرى لا تلغي الخطر الإيراني، ولكن تقود إلى بعض الحقائق التي تؤكد أن إيران تعيش في مأزق كبير.

 

وباختصار شديد لو عدنا للعام 2010 لوجدنا أن مشروع "الهلال الشيعي" الذي أقامته إيران في العراق وسوريا ولبنان كان شبه مكتمل بتكاليف ليست كبيرة وسياسات خالية من الحروب المباشرة وتكاليفها الباهظة، لكن اندلاع الثورة في سوريا وتفاقم الأوضاع في العراق، واندلاع الحرب في اليمن بين الحوثيين الذين تؤيدهم إيران وبين المقاومة الشعبية بكافة أطيافها جعل الثمن الذي تدفعه إيران كبيرا للغاية وجعل تكاليف حفاظها على الهلال الشيعي ونفوذها في اليمن يستنفد ثرواتها وقوتها على حد سواء، بل أوصلها عجزها عن حماية النظام السوري إلى تدخل روسيا وأخذها زمام المبادرة من إيران.

لقد تكلفت الخزينة الإيرانية وفق تقارير عديدة أكثر من 100 مليار دولار خلال أربع سنوات من الحرب من أجل الحفاظ على نفوذها في سوريا ولبنان، أما الخسائر البشرية فهي كبيرة، وإذا كانت إيران قد اعترفت رسميا بمقتل أكثر من 10 من الجنرالات وكبار الضباط فلنا أن نتخيل العدد الذي قتل من باقي الضباط والجنود والمتطوعين، وهو ما يعني أن إيران تستنزف فعليا في سوريا، كما أن وضعها في العراق ليس أحسن حالا.

وكما يقول خبراء التخطيط والاستراتيجية والدفاع إن أي دولة مهما بلغت قوتها لا تستطيع الدخول في أكثر من حربين أو القتال على جبهتين في آن واحد، وإلا أنهكت وتعرضت للهزيمة وهذا ما تقوم به إيران بالفعل.

وبالتالي فإن هذا يقودنا إلى القول إنه رغم المخاطر التي تشكلها إيران للخليج فإنها في مأزق حقيقي وتدفع ثمنا فادحا في تورطها العسكري في سوريا والعراق واليمن، والسؤال هنا: هل تستطيع إيران أن تصمد على كل الجبهات الثلاث أم أن الجنون يمكن أن يدفعها إلى أن تفتح جبهة رابعة جديدة ضد جيرانها الخليجيين؟

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,057,018

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"