ورطة #بوتين

لطيف السعيدي

لاشك أن الرئيس الروسي، فيلاديمير بوتين، سواء شعر أو لم يشعر، غزا سورية بضوء أخضر أميركي غربي وبدوافع صهيونية فوقع بالفخ الصعب.

 

أرادت أميركا والقوي الفاعلة معها من هذه اللعبة أن تخلط الأوراق في البلاد العربية والدول الإقليمية صاحبة النفوذ، ومنها روسيا، لأجندة معينة متفق عليها بين الأقوياء دون روسيا والصين.

التنين الصيني أعدَّ العدة ورطب الأجواء مع تايوان واليابان كجوار مشاكس وكذلك مع مجموعة Asean وأميركا والغرب كأسواق لبضاعته.

أما موقف التنين في مسألة الشرق الأوسط المعقدة جدا، العرب حصريا، بإعتبارهم رأس الإسلام ومحركه الفعلي أخذ موقف المتفرج رغم الفيتو المتكرر في القضية السورية، الذي كان بمعرفة أميركا ومجاراة لروسيا. لذا نلاحظ أن كلامه وتصرفاته موزونة وبحذر لأنه يدرك مخاطر اللعبة وعواقبها المهلكة.

يشعر بوتين الآن بالورطة التي وقع فيها وخيبة الأمل الماثلة أمامه، وهو في حيرة من أمره:

إن أرسل جنوده إلى الاض السورية لمقاتلة الثوار السوريين ولحماية صواريخه، التي هي في خطر السيطرة عليها من قبل الثوار، وقع مجددا في الفخ الأفغاني، وهلك هذه المرة بلا رجعة وربما تتفكك روسيا الإتحادية وتنتهي إسطورة النووي.

وإن ترك صواريخه S400 مكشوفة بحماية بضعة آلاف من الجند، الذين لا قِبَل لهم بقوة مقاتلة شرسة خبرت خوار الروس في أفغانستان. وقد تسيطر هذه القوة المقاتلة على تلك الصواريخ

وبوتين يدرك أن هذه القوة المقاتلة ذات بأس شديد فإذا حدث ذلك وهو غير مستبعد، حينها ستقع الكارثة ويهلك بوتين وقوته وبذلك ستتغير قواعد اللعبة تماما.

الآن بوتين وقيادته العسكرية والسياسية والإقتصادية أمام خيارين أحلهما مُر، ولابد له أن يأخذ بأحدهما مكرها:

١- أما أن ينسحب بهدوء ويحفظ ماء وجهه خلال بضعة أشهر، كما لمّح لذلك الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمره الصحفي على هامش قمة المناخ في باريس، حيث قال "أن بوتين أدرك أنه لا حل عسكري في سورية وأن الأشهر المقبلة ستحمل تغيرات في الموقف الروسي".

٢- أن يعاند هو وطاقمه العسكري، عزة بالنفس، وحينها سيواجهون الهلاك بإذن الله، والأيام بيننا.

والله أعلم.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,050,553

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"