أهمية زيارة #بارزاني إلى #أنقرة

إسماعيل ياشا

رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني قام بزيارة رسمية هامة لأنقرة، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية العراقية أزمة بسبب القوات التركية المتمركزة في معسكر تدريب في ناحية «بعشيقة» القريبة من مدينة الموصل.

 

وقبل عودته إلى أربيل، وصف بارزاني نتائج زيارته للعاصمة التركية بـ «إيجابية جدا»، مؤكداً أنه بحث مع المسؤولين الأتراك كيفية التحرك المشترك في الحرب على تنظيم «داعش».

تصريحات بارزاني، سواء قبيل الزيارة أو خلالها، تؤكد صحة ما تقوله القيادة التركية وهو أن القوات التركية ذهبت إلى العراق بالتنسيق مع بغداد وبهدف تدريب القوات المحلية التي ستشارك في عملية تحرير الموصل. وبالتالي، تعتبر داعمة للموقف التركي في مقابل تهديدات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير خارجيته إبراهيم الجعفري وغيرهما من المسؤولين العراقيين.

القوات التركية المتمركزة في معسكر «بعشيقة» مهمتها تدريب قوات البشمركة بالإضافة إلى قوات «الحشد الوطني» التي يشكلها أبناء محافظة نينوى من متطوعي أهل السنة. وهذه المهمة تتوافق مع رؤية أنقرة التي تؤكد ضرورة دعم كردستان العراق في مواجهة تنظيم «داعش» وعدم استخدام الميليشيات الطائفية في تحرير الموصل. وإن كانت الحكومة العراقية لا تتفق مع هذه الرؤية فمعناه أنها تخطط لتطهير طائفي في المدينة بعد تحريرها.

زيارة بارزاني جاءت أيضا بعد زيارته الرسمية للعاصمة السعودية الرياض، في ظل التقارب التركي السعودي لمواجهة مخططات المحور الروسي الإيراني في المنطقة. وإن لم يكن إقليم كردستان العراق دولة مستقلة فإن وقوفه إلى جانب تركيا وقطر والسعودية سيعزز بلا شك موقف هذا التحالف الثلاثي من قضايا المنطقة.

مواقف بارزاني من الأزمة السوريا وغيرها من القضايا الراهنة تتطابق إلى حد كبير مع مواقف أنقرة والرياض والدوحة. ولذلك اتهمته النائبة العراقية عن «ائتلاف دولة القانون»، عالية نصيف، في تعليقها على زيارته للرياض وأنقرة بأنه لا يتصرف إلا بموافقة خارجية.كما أن طهران استهدفته من خلال الأحزاب والمجموعات الموالية لها في كردستان العراق وسعت للإطاحة به، إلا أن تلك المحاولات باءت حتى الآن بالفشل. ومن الضروري أن يدعم التحالف الثلاثي بارزاني لكيلا تهيمن إيران على شمال العراق كما هيمنت على جنوبها.

رئيس إقليم كردستان العراق خلال زيارته لتركيا التقى قادة الأحزاب الكردية وممثلي منظمات المجتمع المدني، في الوقت الذي تشهد فيه المحافظات ذات الأغلبية الكردية أعمالا إرهابية واشتباكات بين عناصر حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية. وفي وقت سابق قبل هذا اللقاء، استقبل وفدا رفيعا من حزب الشعوب الديمقراطي الذي يعد ذراعا سياسيا لحزب العمال الكردستاني، ودعا إلى إغلاق الخنادق التي حفرها عناصر حزب العمال الكردستاني في شوارع بعض المدن وأزقتها، وأشاد برئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، مشددا على أنهما يريدان بصدق حل المشكلة الكردية.

ومما لا شك فيه أن مثل هذه اللقاءات في ظل العلاقات القوية بين أنقرة وأربيل من شأنها أن تسهم في فضح الدعاية السوداء التي يروجها إعلام حزب العمال الكردستاني الذي يزعم أن المنظمة الإرهابية تمثل الشعب الكردي وتقاتل من أجله، لأن بارزاني زعيم كردي كبير له شعبية أيضا بين أكراد تركيا، وأن تعاونه مع القيادة التركية الحالية يؤكد أن تركيا لا تستهدف الشعب الكردي.

النفط والغاز من الملفات الهامة في العلاقات بين أنقرة وأربيل، وازداد هذا الملف أهمية في ظل الأزمة التي تشهدها العلاقات التركية الروسية وحاجة تركيا الماسة إلى بدائل للغاز الروسي. وكان رئيس لجنة الطاقة في برلمان إقليم كردستان العراق، شركو جودت، قال إن الإقليم يمكنه تلبية احتياجات أوروبا وتركيا من الغاز الطبيعي، كما أكد رئيس الطاقة العامة في الإقليم طوني هايوارد أنه سيتم استخراج ما يقارب 5 ترليونات متر مكعب من الغاز الطبيعي في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا المقدار يكفي لتلبية احتياجات تركيا للغاز الطبيعي لخمسين عاما. ومن المؤكد أن الغاز الكردي مع الغاز القطري والغاز الآذري كفيل بالحيلولة دون استغلال روسيا ورقة الغاز الطبيعي لابتزاز تركيا.

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,619,273

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"