سواءً من #تركيا أو غيرها، الضاري: الهيئة والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال تعارض أي تدخل في الشأن العراقي

قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، الدكتور مثنى حارث الضاري، إن الهيئة والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال، تعارض أي تدخل في الشأن العراقي، سواء كان هذا التدخل من الولايات المتحدة الأمريكية أو من إيران أو من روسيا أو من تركيا أو من أي جهة أخرى.

 

وأكد في حوار أجرته معه قناة الجزيرة الفضائية، مساء السبت، أن موقف الحكومة الحالية وميليشياتها من تركيا، غريب في كونها تطالب بالسيادة، في حين أنها تخرقها على أرض الواقع، موضحًا أن طهران هي المتنفذ الوحيد في العراق الذي يعاني من سيادة مخترقة من قبل إيران ومن غيرها، وأن موقف الحكومة الحالية المطالب بـ"حماية العراق وسيادته" متناقض مع واقع حالها فهي تنسى أنه لا سيادة في العراق وأن الأخير محتل منذ أمد طويل.

وفي هذا السياق، لفت الأمين العام إلى أن الهيئة ومعها القوى الوطنية المناهضة للاحتلال، تعارض أي تدخل في الشأن العراقي،  وأنها ومنذ البداية تؤكد على وحدة العراق وسيادته وترفض أي خرق يمسهما، سواء كان من الولايات المتحدة الأمريكية أو من إيران أو من روسيا أو من تركيا أو من أي جهة أخرى، مشيرًا إلى الفرق بين موقف الهيئة هذا وموقف الحكومة الحالية وقادة الميليشيات، في أن هؤلاء يتخذون الموضوع وفق مبدأ باطل يُراد به باطل، لأن القضية في حقيقتها تأتي في إطار صراع تركي/ إيراني وفي إطار توجهات طائفية للحكومة.

ومضى الدكتور مثنى الضاري إلى القول، بأن العراق يُخرق يوميًا، وقبل مدة وجيزة أوقفت حكومة بغداد نفسها، التي يتظاهر زعماؤها ضد الخرق التركي للسيادة، الطيران في شمال العراق من أجل أن تمر الصواريخ الروسية لتقتل أهلنا في سورية، مضيفًا بأن سيادة العراق منعدمة منذ الاحتلال، ومن يطالب بها الآن، يطالب لأسباب سياسية وصراعات خاصة.

وبخصوص التصعيد الذي تمارسه الحكومة الحالية إزاء موضوع التدخل التركي في شمال العراق، أكد الضاري أن القرار الخارج من بغداد بخصوص تركيا وقضية خرق السيادة وغيرها، هو قرار إيراني، مؤكدًا طهران هي من تتزعم الحديث عن موضوع خرق تركيا للسيادة العراقية وتُسيّر كل هذه الأدوات لتصفية حسابات بينها وبين تركيا.

واعتبر الدكتور مثنى الضاري أن في هذه الأحداث فرصة مناسبة للسياسة التركية لتعيد النظر في موقفها من الملف العراقي، مشيرًا إلى أن الهيئة ومنذ زمن طويل نصحت الإخوة الأتراك بأن العراق محتل وأن سيادته منتهكة، وأن طريقة التعامل مع العملية السياسية ومحاولة فرضها كخيار وحيد، أمر غير صحيح.. لافتًا إلى أن الأتراك تنبهوا أخيرًا إلى هذه القضية وبدأوا يتحدثون عن طائفية إيران وطائفية الحكومة في بغداد، وعن عدم التزامها بمقدرات ومصالح العراقيين.

وفيما يتعلق بهذا الجانب، استطرد الدكتور الضاري قائلاً "لعل رب ضارة نافعة، فنحن نرى رئيس الجمهورية التركية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية يتكلمون عن أن أسوأ دولتين تتبعان السياسة الطائفية في المنطقة هما حكومة طهران وحكومة بغداد، وهي نصيحة نوجهها لهم، بأن هناك خطابًا آخر ورؤية أخرى تحفظ وحدة العراق وسيادة العراق، هي رؤية القوى المناهضة للاحتلال، فعلى الساسة الأتراك أن يستمعوا لهذه الأصوات من أجل أن يتفادوا ما وقع عليه من ضرر".

وبشأن رؤية الهيئة للمعضلة في العراق، أكّد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين، أن التدخل التركي  في الملف العراقي لن يكون مجديًا إلا إذا راعى مصلحة العراق ونظر إلى القضية بواقعها الحقيقي لا من خلال الحكومة في بغداد أو رؤية بعض الأطراف السياسية التي حاولت أن تقترب من تركيا في فترات معينة.. موضحًا أن الرؤية الحقيقة تقول، إن الحل لا يكون في العراق إلا من خلال إنهاء أصل المشكلة للمحافظة على وحدة العراق وسيادته.. معربًا عن أمله في أنهم وصلوا في هذه المرحلة الى النتيجة التي كانت الهيئة تقولها لهم منذ زمن طويل.

 وفي هذا الصدد دعا الدكتور مثنى الضاري الساسة الأتراك إلى أن يعيدوا نظرهم في هذا الموضوع من أجل مصلحة تركيا أولاً وقبل ذلك مصلحة العراق والمنطقة،، منبهًا أن عليهم أن يتعاملوا مع الملف العراقي كما تعاملوا مع ملفات أخرى وكانت لهم حلول فيها شيء من العملية وفيها تقبل من أطراف كثيرة، وعلى سبيل المثل (الملف السوري)، الذي كانوا ينظرون إليه بنظرة عامة وشاملة، ويستمعون لجميع الأطراف ويراعون مصالحها، وانتهوا إلى تشخيص المشكلة أنها تكمن في النظام.

وفي  الوقت الذي أكد الأمين العام للهيئة ـ مجددًا ـ على رفض تدخل أي كان في العراق حتى لو كان من تركيا، مستشهدًا بعديد بيانات الإدانة لكل أنواع  التدخل التي أصدرتها الهيئة، أشار إلى أن الحل هو أن تتفهم دول المنطقة ـ التي تعد تركيا ذات دور رائد فيها ـ  القضية العراقية كما هي، وتجلس مع جميع الأطراف وتستمع لهم للوصول إلى الرؤية الحقيقة لحل المشاكل في العراق، ووذلك من شأنها أن يُنتهي مشاكلها مع حكومة بغداد وغيرها من الحكومات وسيلبي طموحات جميع العراقيين وليس السنة فقط.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,619,405

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"