أيام ويرحل العام... والأمل...

نوال عباسي                                                                              

أراني حائرة ماذا سأكتب عن رحيل عام 2015  والوطن يتعرض لأعتى هجمة استعمارية منذ إستقلاله، لإعادة احتلاله ولقسيم المقسم منه إلى مشيخات طائفية.. كالعراق وسوريا وليبيا واليمن.. كما أعلن مدير الإستخبارات المركزية الأميركية السي آي أي (جون برينان) ومدير الإستخبارات الفرنسية (برنار ماجوليه) خلال مؤتمر عقد في 27/ 10/ 2015  في جامعة جورج واشنطن من هذا العام بأن، سايكس ـــ بيكو انتهت مدته والمنطقة مقبلة على مشروع شرق أوسط جديد سيتم تنفيذه الآن، وسيطلق عليه إسم جديد هو إتفاقية (باجوليه برينان) وسيعلنان وفاة إتفاقية سايكس- بيكو رسميا.. وولادة الإتفاقية الجديدة، والوزيران ينتظران حتى يأمرهما بلديهما، أميركا وفرنسا.. لتوقيع المصيبة القادمة علينا.. لكي يعطوها إسمها الذي سيسجله التاريخ الأسود لسياسة الساسة الطامعين بنا.

وسجل يا تاريخ.. سجل الخراب والدمار والمشردين والقتلى والمعتقلين والمعاقين والمنكوبين والدماء والظلم الذي أحاق بأهلنا جراء ما فعلته الدول الإستعبادية بأبناء الشعب العربي في العراق وسوريا وليبيا واليمن لتنفيذ وتمرير مخططها الجديد على أرضنا العربية.. المخطط الهادم لمستقبلنا ولمصيرنا العربي.

دون إطالة أو تفاصيل..أقول: كانت بداية التقسيم الجديد من العراق.. وكان العدوان الآثم عليه عام 1991 وبعد ذلك كان الحصار الظالم ثم الإحتلال الغاشم.. وبعد العراق جاء الدور على سوريا ثم ليبيا وبعدها اليمن، تلك الدول أصبحت عارية.. بلا جيوش قوية تدافع عن حدودها وتحمي ساكنيها..

لقد صنع الطغاة داعش لتصبح المشجب الذي يبيح لهم تدخلهم العسكري بوقاحة وخاصة الجوي.. مع إدخال الإمبرياليين للمتطرفين إسلاميا وللمرتزقة والحشاشين والمافيات والصهاينة والفرس إلى أرضنا العربية وتزودوهم  بألاسلحة وبالمال ويفتحون لهم المجال ليتحركوا أينما يودون ليقاتلوا بعضهم.. والمخططون الخبثاء الذين يعملون على تقسيمنا يصبون الزيت على النار بإعلامهم الفاجر والهادف لإحباطنا نفسياً ولتسليمنا  بالواقع المرير والمرعب..

زبدة الكلام بعضا مما كتبت حدث على أرضنا العربية ولا يتسع المجال لكتابة كل ما حدث من مصائب وكوارث في هذه المقالة.. لكن هذا ما وصلت إليه أمتنا العربية من ذل وهوان قبل نهاية هذا العام بأيام!

الكرة الأرضية لا تمشي لكنها تدور.. العراق سيبقى العراق في مكانه.. كذلك سوريا وليبيا واليمن.. الأنجاس مهما قسموا فأرضنا ترفض التقسيم وشعبنا العربي سيرفض التقسيم..  ووطننا العربي يعج بالأبطال والمناضلين المقاومين لأي خرائط جديدة سيفرضها الغزاة علينا وعلى أرضنا الرافضة لتمرير تدميرهم لنا ولمصيرنا!

يبقى الأمل بإفشال مخطط التقسم الجديد رديفا لهذا الزفت الذي سيفرضه علينا الغرب.. لقد إنتهى عصر العبودية والإستعمار للشعوب يا محترمين.. ومع قدوم العام الجديد كل عام والجميع بخير والأمل بعام جديد  ستشرق فيه شمسنا العربية من جديد رغما عن أنوف الإمبرياليين.