يجب تقييم المرحلة منذ الحرب العالمية الأولى وإلى اليوم

لطيف السعيدي

نعم يجب إعادة تقييم كل المرحلة منذ الحرب العالمية الأولى، ولنبدأ من اليوم..

 

إذا كانت بعض الدول العربية والإسلامية تقف مع تحالف أميركا في قصف المدن العراقية وتدميرها ، بحجة الإرهاب ولإرتباطها مع أميركا بروابط لا تحسد عليها وهذا معروف لأبسط الناس ، لذا فلا داعي لذكرها كي لا ننكأ الجراح .

طيب ولكن لماذا لا تستعمل الدول العربية والإسلامية نفوذها الإقتصادي والسياسي والدبلوماسي وحتى الديني وهو الأهم { ونحن الذين قتلنا ونقتل يوميا وتخرب مدننا ونهجر ، لا لشيء إلاّ لقولنا لا إله إلا الله محمد رسول الله } للضغط على روسيا لإيقاف قتل المدنيين العزل" أطفالا ونساء وشيوخا" في سورية بطيرانها الذي يقصف القرى والمدن الأمنة دفاعا عن بشار .

مع العلم أن الدول العربية والإسلامية تعلم أن روسيا تَكذب في محاربتها الإرهاب كما تزعم ، وهي متفقة مع أميركا وغيرها لقتل وتهجير العرب المسلمين لفسح المجال للشيعة الصفويين لِيَسْتَوْلوا على بيوتهم وليحلوا محلهم ، كما حدث ويحدث في العراق ، والنتيجة تغيير التركيبة السكانية في البلاد العربية لمصلحة إيران ومشروعها الصفوي المدعوم أميركيا وصهيونيا.

وعلى ما يبدو هذا مشروع مستمر منذ الحرب العالمية الأولى ، ولكن ينفذ على مراحل ، فإبتدأ بإحتلال الأحواز العربية وضمها لإيران عام ١٩٢٥ ميلادية، تلتها الجرائم الإرهابية في فلسطين التي تكللت بقيام الكيان الصهيوني ، فطرد شعب كامل من بلده ولا تزال المأساة مستمرة.

ثم ٱحتلت إيران الجزر العربية الإماراتية في الساحل الشرقي للخليج العربي وعدد من الامارات العربية المتاخمة للأحواز العربية المحتلة كإمارة القواسم وآل حزم والعباسيين وآل كندة والدواسر وغيرها ، ما ٱضطر أهلها على ترك بلدانهم وممتلكاتهم والهجرة إلى العراق والساحل الجنوبي للخليج العربي ذلك عام ١٩٦٧ لتكتمل لها السيطرة على الساحل الشرقي وفعلا تم ذلك ، والحبل على الجرار.

وأخيرا وليس آخرا إحتلت إيران أربع عواصم عربية هي بغداد/ العراق بوابة العرب ودار الخلافتين الراشدة والعباسية، ودمشق/سورية دار الخلافة الأموية ، وبيروت/ لبنان الأرز، وصنعاء/ اليمن السعيد.

ولايزال السيف في رقابنا وتقطع أراضينا وتخرب مدننا ، ويقتل رجالنا وتسرق أموالنا ومدخراتنا ، وتنهب ثرواتنا وتغتصب نساءنا في البيوت وفي سجون الفرس.

ونحن لا نزال في خلافات بينية لا طائل منها ، وبعض حكامنا يفتخر بأنه عمل أكبر شجرة ميلاد وأعلى ناطحت سحاب في العالم وأبناء جلدته نسبتهم لا تزيد عن ٨٪ من مجموع سكان بلده ، وحوله وفي محيطه العربي الأوسع عشرات الملايين من أبناء جلدته من العرب المسلمين يئنّون من الفاقة والجوع جهلا ومرضا !.

هل هذا يكفي لإقناع الآخر أن يكف أذاه عنا؟

أو يمد لنا يد العون للمساعدة على ما نحن فيه؟

النتيجة بالعكس ياسادتي زادت الإحتلالات وكُرّمت إيران بالإتفاق النووي وسُلِّم لها العراق على طبق من ذهب ، ودُعم حليفها بشار الاسد ولو مؤقتا ، وحزب الله لم يوصف بالإرهاب ، وهو الإرهاب الأكبر فيَزْبِد ويرعد ويقتل ويحاصر مضايا وغيرها لتموت جوعا وكمدا ، تحت أنظار العالم أجمع ومجلس أمنه ولا رادع ، وما تصدر من كلمات من الأصدقاء والمنظمات الدولية من هنا وهناك ، ما هي إلا ذر للرماد في العيون وتطييب خواطر!

وليس علينا ببعيد قَتْلُ أكثر من مليون طفل وإمرأة وشيخ عراقي جراء حصار أميركا وحلفاءها على العراق لأكثر من ١٢ سنة ، ختمتها بغزو إرهابي ظالم عام ٢٠٠٣ دون رادع ، فقتلت أكثر من مليون إنسان عراقي ، إضافة إلى نزوح وتهجير الملايين ، الذي لايزال يجري على قدم وساق ، بدوافع القتل والإرهاب لمصلحة إيران ومليشياتها الإرهابية المدعومة بأجندة اللاعبين الكبار بقيادة أميركا تحت ستار كذبة أسلحة الدمار الشامل المفضوحة ، ثم ديمقراطية الدم ، ولا يزال بعضنا يصدق أميركا ومجلس أمنها.

ولو أمعنا النظر بمعارك اليمن وهي تراوح بين كر وفر ، رغم الفارق الواضح بالقوة لصالحنا بفضل الله ثم رجال عاصفة الحزم وقيادتهم المدركة والحكيمة ، لَتَبيّن لنا ، إننا لا نزال في خلافاتنا البينية التي لا تغني عن جوع ولا تسمن من شبع ، بل تخدم المشاريع الخارجية على حساب الأمة ، وإن ظن بعض حكامنا وبعض بطانته أن علاقاته تخدم موقعه وتحمي شعبه ، إلا إنَّ بعض الظن إثم .

فأرجو أن نبدأ ولو متأخرين بمعالجة الأسباب التي أدت إلى هذه المصائب التي لاشك أنها من صنع أيدينا، حكاما ومحكومين.

وما توفيقي إلا بالله.

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,048,954

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"